رجال الحماية المدنية «الجندى المجهول» في حادث كنيسة إمبابة
حريق هائل.. ألسنة النيران تتصاعد من نوافذ كنيسة أبوسيفين فى منطقة إمبابة.. الجميع يحاول أن ينقذ ما يمكن إنقاذه.. الضحايا يزداد أعدادهم، والمصابون يتم نقلهم للمستشفيات، والنيران تأكل المبنى من الداخل، قبل أن يظهر رجال الحماية المدنية فى دقائق معدودة بعرباتهم المجهزة، يرتدون ثوب البطولة، ويتمكنون من السيطرة على النيران، وحماية المبانى المحيطة بالكنيسة، ونقل المصابين إلى المستشفيات لتلقى العلاج.
خلال دقائق معدودة وصل رجال الحماية المدنية لإنقاذ كنيسة أبوسيفين وتقليل حجم الخسائر، بمجرد تلقيهم بلاغاً بنشوب الحريق، وتعاملت قوات الحماية المدنية بشكل احترافى مع الحريق، فى محاولة للسيطرة عليه، ومنع تفاقم الخسائر الناجمة عنه ومنع امتداده للخارج، رغم ضيق الشارع الذى توجد به الكنيسة، تمكن رجال الإطفاء من الوصول لمصدر الحريق، والدخول بخراطيم مياه طويلة للسيطرة على النيران المتصاعدة، متجاوزين كل صعوبات المكان، فضلاً عن مساعدتهم فى إخراج المصابين والوفيات من مبنى الكنيسة.
رجال الحماية المدنية ظهروا فى موقف بطولى مشرف للغاية، خلال دقائق معدودة، ورصدتهم كاميرات المراقبة التى سجلت وقوع الحريق، فبعد دقائق من نشوبه بذلوا جهوداً مضنية لإخلاء المكان وتبريده، بلا خوف على حياتهم، وكل ما يدور فى عقولهم هو الحد من الخسائر الناجمة عن الحريق، ورغم إصابة 3 من رجال الحماية المدنية، حسب إعلان وزارة الداخلية، فإنهم فى النهاية تمكنوا من إطفائه وإزالة المخلَّفات الناجمة عنه.
اللواء هشام أبوالنصر، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، كان موجوداً منذ الدقائق الأولى للحريق، شاهداً على جهود رجال الحماية المدنية فى السيطرة عليه، وقال لـ«الوطن» إن الحريق نشب فى تمام الساعة 8:57 صباحاً، وتبلغت به قوات الحماية المدنية، التى وصلت بدورها فى غضون 5 دقائق بالضبط، لتبدأ فى ممارسة مهامها فى إطفاء الحريق بكل سرعة وهمة.
وأضاف «أبوالنصر» أن يوم الحادث كان شاهداً جديداً على بطولة رجال الحماية المدنية، الذين لم يتهاونوا فى التعامل مع الموقف، بل نقلت على الفور سيارات الإسعاف المصابين إلى مستشفيى إمبابة العام والعجوزة، من أجل تقديم الرعاية الطبية لهم، وبالفعل تماثل العديد منهم للشفاء فى اليوم ذاته، والباقون يتم تقديم العلاج لهم.
وأشار مدير أمن الجيزة إلى أن رجال الإطفاء أنهوا سريعاً أعمال التبريد، وسرعان ما تمت السيطرة على الحريق، وتم فرض كردون أمنى لحماية المواطنين والمارة، والعمل على منع امتداده لباقى العقارات، ومع نجاحهم فى ذلك، بدأ الأهالى يلتقطون أنفاسهم والعمل على توضيح أسباب الحريق نفسه.
وأكد أن أول سيارة إسعاف تحركت من أقرب تمركز بمنطقة مطار إمبابة، ووصلت لموقع الحادث فى تمام الساعة الـ8:59 دقيقة، ثم توالى وصول باقى السيارات، التى تمكنت بدورها من السيطرة على الحريق وإخماد ألسنة اللهب، قبل أن تبدأ الملحمة التى سطرها رجال الحماية المدنية بحملهم المصابين والضحايا على عاتقهم، لينقذوا ما يمكن إنقاذه.