أخبار مصر

احتفالات قبطية بصوم السيدة العذراء.. واستعدادات داخل الكنائس للاحتفال بالمولد الكبير

يحيي الأقباط ذكرى صوم السيدة العذراء والذي يستمر لمدة 15 يوما، حتى 22 من أغسطس الجاري، حيث ينتهي الصوم بالاحتفال بعيد العذراء، ولهذا الصوم قصة خاصة وعادات وعبادات تميزه عن غيره من الأصوام الكنسية المختلفة، وتحتفل الكنائس بنهضة صوم العذراء، وإقامة صلوات العشية وسط حضور كثيف من الأقباط طوال الـ15 يوما، وصولا ليوم 22 حيث يكون الاحتفال الكبير بعيد السيدة العذراء.

قصة صوم العذراء مريم

وقال القس عبد المسيح بسيط، كاهن كنيسة العذراء بمسطرد، لـ«الوطن»، إن الأقباط يحتفلون بصوم السيدة العذراء في هذه الفترة من كل عام، إحياءً لذكراها، وينتهي الصوم مع الاحتفال الكبير بعيد السيدة العذراء، وتشهد كنيسة العذراء في مسطرد حضورا كبيرا من الأهالي والمحبين الذين يتوافدون على الكنيسة في هذه الأيام المقدسة.

وقال القس مكاريوس فهيم قليني، الكاهن بالقاهرة، إن صوم السيدة العذراء مريم له قصة حقيقية حدثت لجسد السيدة العذراء مريم بعد وفاتها، حيث إن جسد السيدة مريم يشاء الله أنه لا يظل في الأرض لحكمة منه، وتكريما للسيدة العذراء، فأرسل الملائكة وأخذوا جسد السيدة مريم بالكفن وصعدوا به إلى السماء، وموجود في مكان مخفي لا يعلمه إلا الرب، وهذا مثل ما حدث مع جسد النبي إيليا وغيرهم، وما حدث أن توما أحد تلاميذ السيد المسيح كان موجودا خارج أورشاليم وعندما كان يمشي في الصحراء وجد الملائكة يأخذون جسد السيدة مريم ويصعدون به إلى السماء، وعندما نادى عليها قال له أحد الملائكة «تعالى وخذ البركة من جسد السيدة العذراء مريم، وذهب وأخذ البركة وتمسك في شريط الكفن حتى أخذه معه إلى الأرض، وهو موجود في إحدى الكنائس التي سميت باسمه».

صوم التلاميذ لرؤية العذراء

وأوضح القس مكاريوس فهيم قليني، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن توما عندما عاد إلى فلسطين وأبلغه باقي التلاميذ أن العذراء ماتت وتم دفنها، فسألهم عن مكان دفنها وذهبوا إلى القبر فلم يجدوها، فحكى لهم ما شاهده من الملائكة وصعودهم إلى السماء وهم يحملون جسد السيدة العذراء، فصاموا الـ15 يوما هذه حتى يروا جسد السيدة مريم وهو صاعد إلى السماء، وبعد انتهاء الصوم رأوا جسد السيدة مريم والملائكة تصعد به إلى السماء.

تكريم الأديان للسيدة العذراء مريم

وأضاف «مكاريوس»، أن كل الأديان تكرم السيدة العذراء مريم، وكل الكتب السماوية تحدثت عن العذراء مريم، كما سميت سورة باسمها في القرآن، فالكل يقدر العذراء مريم، وهي من جمعت الأديان السماوية، لذلك تقوم الطوائف الكنسية جميعها بصيام هذه الأيام تكريم للسيدة العذراء مريم، كما أن هناك بعض الطوائف تصوم في أوقات مختلفة، منهم من يصوم من بداية أغسطس.

وأشار القس مكاريوس فهيم قليني، إلى أن هناك العديد من التقاليد التي تميز صوم السيدة العذراء عن باقي الأصوام، حيث يقوم الأقباط بعمل تسابيح وترانيم يومية منظومة بألحان كنسية خاصة لصوم السيدة العذراء مريم، كما يتم عمل نهضات يومية طوال فترة الصوم، وهي موعظة تلقى كل يوم، وهناك صلوات كل يوم طوال فترة الصوم، كما يتم عمل دورة للصليب بوضع الشموع على صورة السيدة العذراء مريم.

وبيَّن «مكاريوس»، أن الاحتفال بصوم السيدة العذراء مريم يختلف طائفة لآخر حسب الوقت، فهناك بعض الطوائف تصوم الأسبوعين من بداية أغسطس، وهناك من يصوم من يوم 7 أغسطس إلى يوم 22 من نفس الشهر، وهذا الاختلاف لا يعني شيء المهم هو المناسبة، وهناك في غرب اليونان تسمى «كيفا لونيا»، وهو دير راهبات من سنة 1705 وهجم عليه مجموعة من اللصوص وتعدوا على الراهبات العذارى في الدير، وتشفعوا بالسيدة مريم وصلت المعجزة بخروج الثعابين على اللصوص وإنقاذ العذارى، والتي ما زالت تخرج حتى الآن في ذكرى صوم السيدة العذراء ولكن لا تؤذي أحدا.

وقال القس مكاريوس فهيم قليني، الأصوام الكنسية تنقسم إلى نوعين، صوم كبير وهو 55 يوم وهو مشابه لصوم رمضان، ويتم الانقطاع عن الطعام، وفي جميع الأصوام يتم الانقطاع عن الطعام من الساعة 12 مساء، وحتى الساعة الخمسة عصراً أو السادسة حسبي انتهاء قداس الصلاة، وهذا هو الصوم الكبير، وهناك صيام يوم الأربعاء ويوم الجمعة، أما باقي الأصوام يسمى صوم من الدرجة الثانية، حيث يسمح فيه بأكل الأسماك، وهو مثل صوم العذراء مريم، ويصوم الأقباط من الساعة الثانية عشر منتصف الليل وحتى الساعة 3 عصرا، وينتهي الصوم بعيد صعود الملائكة بجسد السيدة مريم، وهو احتفال ثابت للقباط، ويسمي «عيد استذكار إصعاد جسد العذراء مريم إلى السماء».

فضل صوم السيدة العذراء مريم

وتابع القس مكاريوس، أن فضل صوم السيدة العذراء مريم في المسيحية، هو أن الملائكة أخذت جسد السيدة العذراء مريم وصعدت به إلى السماء، كما يعد الصوم تكريماً للسيدة العذراء مريم، وهناك عادات خاصة بصوم السيدة العذراء مريم، منها أن السيدة العذراء عندما جاءت إلى مصر وسكنت فيها من ضمن الطعام الذي صنعته لنفسها أكلة تسمى «الشالولو»، وهي سنة مميزة في الصوم لأنها أكلة السيدة العذراء، وهي عبارة عن نبات الملوخية الناشف وتوم وبصل، ولا تطهى مثل الطعام، ومشهورة في محافظات الصعيد، حيث يتم أكلها في صوم العذراء، كما أن من العادات في صوم العذراء هي المدائح الخاصة بالعذراء مريم، والدورة الخاصة بالعذراء مريم، وأبرز الأماكن في مصر هو دير العذراء في ساملوط الذي مرت عليه الرحلة المقدسة، ودير درنك في أسيوط، حيث يتم عمل زفة في المكان بالورود والشموع، مع الترانيم.

احتفالات العذراء مريم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *