المتحدث باسم الكنيسة «الأرثوذكسية»: المسلمون والأقباط اجتمعوا على حب «مريم»
أكد القمص موسى إبراهيم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن المسلمين والأقباط تربطهم علاقة قوية بالسيدة العذراء مريم، حيث يحتفل الأقباط ببدء صومها، الذى يعد تكريماً وتخليداً لذكرى صعود جسدها إلى السماء، كما أن حب المصريين لها له روابط تاريخية.
وأوضح «إبراهيم»، فى حوار لـ«الوطن»، أن الأقباط والمسلمين تربطهم روابط وطنية، والجميع يعمل من أجل مصلحة البلاد، حتى تظل مصر قوية.. وإلى نص الحوار:
ما قصة صوم السيدة العذراء؟
– السيدة العذراء كانت إنسانة تقية، وفى نفس الوقت وصلتها البشارة بأنها ستحمل وتلد مولوداً، وكانت غير متزوجة، وكانت إجابة الملاك كما ذكر فى إنجيل متى: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِى تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ»، والقصة معروفة للجميع، أما الصوم فهو بمناسبة وفاة السيدة العذراء، وحدث أن التلاميذ عند دفنها، وكان منهم «توما» غير موجود، وأراد أن يصف بركة السيدة العذراء فظهر له رؤى جسدها وهو صاعد إلى السماء، والكنيسة تحتفل به يوم 16 مسرى، لمدة 15 يوماً، تبدأ من 7 أغسطس وتستمر إلى 22 من نفس الشهر.
القمص موسى إبراهيم: التشارك فى الأعياد والمناسبات نوع من الوحدة الوطنية
كيف يتشارك الأقباط والمسلمون الأعياد والمناسبات الدينية، خاصة عيد السيدة العذراء؟
– على مستوى المشاركة المجتمعية فى المناسبات الموضوع له تاريخه، ويدل على اللُحمة الوطنية القوية الوثيقة بين المصريين، والمسلمون لديهم علاقة حب قوية بالسيدة العذراء، لأن لها مكانة خاصة جداً فى الإسلام، وبحكم محبة المسلمين للسيدة العذراء يكون هناك بعض مظاهر المشاركة بين المسلمين والأقباط للتعبير عن محبتها، ولكن التشارك فى كل الأعياد والمناسبات، سواء الخاصة بالأقباط أو المسلمين، هو نوع من الوحدة الوطنية التى دائماً ما تسجل وجودها بين المصريين.
هناك لُحمة وطنية قوية ووثيقة بين المصريين أنقذت الدولة من مستقبل مظلم
كيف ترى الترابط بين المسلمين والأقباط فى غير المناسبات؟
– الحقيقة المجتمع المصرى «عائلى»، ويغلب عليه هذا الطابع، وذلك بمعنى أن «المصرى لما يبقى له صديق بيعتبره أخوه، أو حد من أهله عشان كده فى أى ظرف وأى لحظة سواء فرح أو حزن الواحد بيتسند بوجود أصدقائه»، بشكل به حميمية وتقارب واضح، وهذا هو شكل المجتمع، وأيضاً الجيرة، وفى المجتمعات الأخرى فى الغرب مثلاً «ما فيش الأجواء دى، إنما المصريين يقولوا الجار أقرب من الأخ»، ورغم أنه من الممكن أن تكون العلاقات مع الجار ليست مستمرة ودائمة، لكن الشخص يمر بلحظة طارئة «يعنى محزنة أو فى مناسبة فرح تلاقى جاره أول واحد موجود معه قبل أى حد»، مما يظهر معادن المصريين على حقيقتهم الطيبة، وأيضاً فى المواقف الطارئة فى الشارع أو لو حد اتعرض لمضايقة أو لتعب، فتجد الناس كلها اللى موجودة فى الشارع يمكن فريق واحد يتعاون معاً لأجل الشخص اللى تعرض لتعب صحى أو مشكلة، ومفيش أى حد فيهم يعرف التانى، وهذا شكل المجتمع المصرى طيب ليس هناك فرق بين المسيحى والمسلم، كلهم يد واحدة، وعند مصلحة البلد تجدهم يد واحدة لمصلحتها، وطبعاً على المستوى الوطنى ومن تاريخ قريب جداً حدث تلاحم، وبهذا التلاحم أُنقذت مصر من مستقبل مظلم والانهيار والتمزق.
كيف ترى الحوار الوطنى ودوره فى لم شمل المصريين لمصلحة البلاد؟
– أى حوار بنّاء يقود الوطن إلى الأفضل ويصنع تقدماً للبلاد أمر يجب على الجميع أن يدعمه، وذلك من أجل تقدم البلاد وتوفير حلول للمشكلات التى تعانى منها فى الفترة الأخيرة، وتمثل تهديداً وخطراً كبيراً عليها، لذلك يجب وضع حلول لهذه المشكلات من خلال الحوار الوطنى البناء المثمر، حتى تخرج مصر من الخطر وتسلك الطريق الصحيح نحو الجمهورية الجديدة، التى دعا لها الرئيس عبدالفتاح السيسى، ويجب أن يتفق كل الأحزاب والطوائف المتعددة للوصول إلى نتائج ملموسة من الحوار الوطنى تفيد البلاد وتضعها على الطريق الصحيح