الجندي: عالم الدين يجب أن يتحلى بالبصيرة والذكاء الاجتماعي.. «ابن بلد»
كشف الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، عن مهمة الدعاة وعلماء الدين، إذ ذكر أن هدفهم منع الشر عن المواطنين، وتعديل بعض الصفات بهم، من أجل دخول الجنة، حتى وإن اختلفت الأساليب والطرق من عالم لآخر، أو من داعية لآخر، لكن يحكمه في النهاية النوايا الطيبة، مستشهدًا بقول الرسول عليه السلام «مَثَلِي ومَثَلُكُمْ كَمَثلِ رَجُلٍ أوْقدَ نارًا، فجعَل الجَنادِبُ والفَراشُ يَقَعْنَ فيها وهو يَذُبُّهنَّ عنها وأنا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عن النَّارِ، وأنتم تَفَلَّتونَ مِنْ يَدِي»، فكل عالم يرغب في منع المواطن عن الشر والاتجاه به نحو أبواب الجنة.
الداعية الإسلامي يجب أن يتميز بالبصيرة
وأضاف «الجندي»، خلال تقديمه برنامج «لعلهم يفقهون»، الذي يُعرض على «دي إم سي»، أن أحد علماء الدين يكون عنيف في الأسلوب، ونجد أن عالم آخر يكون لين، بينما نجد عالم وسط بين اللين والعنف، موضحًا أن الداعية الإسلامي يجب أن يتميز بالبصيرة والذكاء الاجتماعي، «زي ما بنقول بالبلدي كده، لازم يكون ابن بلد، يعنى كل حاجة عنده لها مقام، الهزار له وقته والغلظة لها وقتها، القوة له وقتها واللين له وقته، لكن لما تحطهم مكان بعض هنا الخطورة، الإسلام دين وسط»، متسائلًا: «هل الأصل في الدعوة الإسلامية الترهيب أم الترغيب أو الاثنين معا؟».
هناك آيات قرآنية أمرت الرسول بالتعامل بغلظة مع بعض الناس
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن هناك آيات قرآنية، يأمر فيها الله عز وجل سيدنا محمد عليه السلام الذي هو رحمة للعالمين، أن يكون غليظ على بعض الناس، مصداقًا لقول الله تعالى في كتابه العزيز «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ»، فتلك الآيات دليل على الأمر بالغلظة، وليس جميعها على الكفار، فتشمل أيضا المنافقين، وقد تشمل المؤمنين الذين وقعوا في ذنب، مثل الثلاثة الذين تخلفوا من غزوة تبوك، كما أن هناك آية قرآنية «يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة».
هل الداعية مطالب بخطاب خالي من السعرات الإيمانية؟
أشار الجندي، إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى دراسة، «ساعدوني وفهموني عشان مبقتش فاهم، هل الدعوة الإسلامية كلها ترغيب جنة وفضل ونور ومغفرة ورحمة ولين وحب وكرامة، ولا ترهيب (نار وبعث وحشر وصراط وميزان وحوض وعذاب قبر)، فعاوز أعرف يعني ربنا بيقول في كتابه العزيز (إنا لدينا أنكالا وجحيما) وبيقول في آية أخرى ( إن المتقين في جنات ونهر)، هل يعني الداعية مطالب بخطاب خالي من السعرات الإيمانية؟ مخلي مفهوش عضم ومفهوش أي نوع من أنواع التعنيف أو الغلظ وخلافه؟ وطول الوقت يتكلم عن عناقيد العنب المدلاة من الجنة وأنهار النعيم وحلاوة الإيمان».