علق الدكتور حاتم سليمان أستاذ طب الحالات الحرجة في لندن، على الدراسة التي انتهى منها فريق من الباحثين بجامعة «هاواي»، والتي ذكرت أن 58% من الأمراض المعدية المعروفة قد تتفاقم بسبب تغير المناخ وظواهر الطقس المتطرفة، مثل الجفاف والفيضانات، أو موجات الحرارة الشديدة، حيث لاحظ الباحثون أن أكثر من 1000 مسار مرتبطة بتغير المناخ ينتهي كل منها بالإصابة بالمرض
وذكر «سليمان»، أن الدراسة مهمة جدا، وهي الأولى من نوعها التي تدرس كل مسببات الأمراض المعدية المعروفة والمدرجة بمنظمة الصحة العالمية، وارتباطها بالتغير المناخي.
وأضاف أستاذ طب الحالات الحرجة، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية إنجي القاضي، مقدمة برنامج «مساء dmc»، عبر قناة «dmc»، قائلا: «هناك 500 مرض معد تسببها الفيروسات والبكتيريا، والدراسة بينت أن أكثر من 350 مرضا يزيد انتشارها عن طريق التغيرات المناخية التي تعرض لها مختلف أنحاء العالم»، مشيرًا إلى أن الدراسة بينت أن هناك 1000 طريقة تزيد بها التغيرات المناخية وتيرة انتشار الأمراض.
وأشار «سليمان»، أن الوضع خطير للغاية، وهناك خطوات يمكن تنفيذها لتقليل الانبعاثات الكربونية، مثل تقليل استهلاك اللحوم وزيادة أكل النباتات، مشددًا على أن تقليل هدر الطعام يقلل الانبعاثات بنسبة 10% حول العالم، فضلا عن الاعتماد على وسائل النقل العام والدراجات الهوائية والحفاظ على الصحة العامة.
سرعة انتشار الفيروسات وزيادة شراسة الميكروبات
وتابع أستاذ طب الحالات الحرجة بلندن، أن التغيرات المناخية قد تسبب سرعة انتشار الفيروسات والبكتيريا، وقد تؤدي إلى زيادة شراسة الميكروبات، وبالتالي قد تؤدي إلى ضعف مناعة الإنسان، الذي من الممكن أن يصاب بالجفاف نتيجة الاحتباس الحراري وهو ما يقلل مناعته، وبالتالي يكون عرضة للإصابة بأي مرض.
وأكد «لدينا مرضى كُثر، خاصة مرضى القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم، وهؤلاء لا يمكنهم التعامل مع الزيادة الكبيرة في درجات الحرارة»، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية حذرت من أن ارتفاع درجة حرارة الأرض في السنوات المقبلة قد يؤدي إلى جفاف وفيضانات مدمرة، ومن ثم بدأت إنجلترا ودول أوروبية خطوات حثيثة لتقليل الانبعاثات الكربونية.
ترشيد استهلاك الطاقة
وحول ترشيد الطاقة، قال إن هذا الأمر يشغل الحكومة البريطانية: «أحد أهم الأمثلة أنه يتم تقييد السيارات التي تعمل بالديزل، ومنعها من السير في الطرق خلال 5 سنوات، وتم فرض رسوم عالية على هذه السيارات، وتشجيع أصحاب السيارات الكهربائية بعدم دفع رسوم مرور في الطرقات».
وأكد، أن هناك تركيزا في وسائل الإعلام على هذا الأمر، كما بدأ الجميع يفهم أن جائحة كورونا قد تكون من مسبباتها الاحتباس الحراري وزيادة احتمالية انتشار الفيروسات والميكروبات في أنحاء العالم.
