علماء دين ينتقدون زواج القاصرات: آراء متشددة وفهم خاطئ
تسببت فتاوى أصدرها مشايخ سلفية ومفاهيم خاطئة للدين والآراء المتشددة بشكل كبير، في الوقوع بالكثير من الأخطاء، ومنها زيادة معدل زواج القاصرات، إذ أباح البعض زواج الفتيات من سن التاسعة، واشترطوا في ذلك أن تُطيق الوطء، إذا كانت سمينة الجسد، على حد وصفهم، وقالت فتاوى أخرى إن هذا الزواج يكون من باب «السترة» التي فرضها الله على حد كلامهم، وآخرون يبررون ذلك بما كان يحدث في الأزمنة الماضية.
وفي السياق ذاته، انتقد عبد الغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، تلك الآراء التي تسببت في وقوع الناس بالكثير من الأخطاء نتيجة الفهم الخاطئ للعديد من المفاهيم الدينية والآراء المتشددة التي ساهمت في زيادة معدل زواج القاصرات، وجاء ذلك على ثلاث درجات، فالفهم الخاطئ المنتشر بين الجماعات الإسلامية أن القانون لا علاقة له بالتشريعات الإسلامية، فالقواعد التي تخرج من المشرع المصري لا بد أن تكون متماشية مع المبادئ الإسلامية.
وأضاف عبد الغني في تصريحات لـ«الوطن»، أن من المفاهيم الدينية الخاطئة والآراء المتشددة التي ساهمت في زيادة معدل زواج القاصرات تصدير فكر أن المجتمع يحكم بغير ما أنزل الله عز وجل، وذلك يجعل المجتمع يعيش في حالة من التمرد والتشتت، وينشر بعض الناس هذا الفكر حتى يترسخ في العقول، ويبدأ الناس في مقاومة المجتمع وتظهر حالات من التمرد ولكن بصور مختلفة.
فهم خاطئ فيما يخص موضوع زواج القاصرات
وأشار إلى أن هناك فهما خاطئا فيما يخص موضوع زواج القاصرات بحد ذاته ويربط البعض ذلك بزواج الرسول صلى الله عليه وسلم والسيدة خديجة، ولكن الكثير من الناس يهملون الوقائع التاريخية، ما يسبب الفهم الخاطئ في الزواج، وبالتالي يؤدى إلى زيادة نسبة زواج القاصرات.
وأكد عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن هناك في الإسلام ما يسمى بالقدرة وتلك يحددها الأطباء، ولكن تلك الجماعات التي تفهم الإسلام فهما شاذا تغفل عن دور العلم، ما يؤدي إلى انتشار المفاهيم الخاطئة للدين وكذلك الآراء المتشددة، فهؤلاء الجماعات أصحاب الآراء الشاذة تعتبر أن ما تعرفه وشيوخها وعلماؤها هو فقط الصحيح ومن يخالفهم لا يعلم شيئا عن المعلومات الدينية، ومن كل ذلك تولد المفاهيم الدينية الخاطئة والآراء المتشددة التي تساهم في زيادة معدل زواج القاصرات.
من جانبها استنكرت الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة بجامعة الأزهر، ما يروج له هؤلاء المشايخ من مفاهيم دينية خاطئة والآراء المتشددة، وإباحة البعض زواج القاصرات استشهادا منهم بما كان يحدث في الزمن الأول.
واوضحت: في الماضي كانت تتزوج الفتيات في سن التاسعة أو السابعة أو في سن الحادية عشر، والأمر حاليا لا يجب تطبيقه.
نصير: بعض المشايخ وضعوا مبررات لزواج القاصرات
وأضافت آمنة في تصريحات لـ«الوطن»، أن هؤلاء المشايخ وضعوا مبررات لزواج القاصرات حتى يقنعوا الناس به، وبالفعل بدأ الناس يقتنعون بما يقول هؤلاء المشايخ ويزوِّجون بناتهم وهن قاصرات، ولكنهم أغفلوا أن هناك مفارقات كبيرة بين إنسان الزمن الأول والذي استشهدوا به وإنسان الزمن الحاضر، ولا يجوز تطبيق ما كان يحدث في تلك الأزمة في الحاضر، لأن ذلك يعمل على زيادة معدل زواج القاصرات، وأيضا المفاهيم الدينية الخاطئة التي يتبناها هؤلاء ساهمت في ذلك بشكل كبير.