قال فضيلة الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، إنَّ خطب الرسول صلى الله عليه وسلم جُمعت في كتب متعددة بداية من القرنين الثاني والثالث الهجريين وحتى الآن، وجرى حصر أكثر من 30 عنوانا، ومن مجموع ما كتبه العلماء في تتبع خطب رسول الله حصلوا على فكرة عن مدة الخطبة.
خطب الرسول لا تتجاوز نصف صفحة
وأضاف علي جمعة خلال لقاء ببرنامج «من مصر»، المذاع على شاشة قناة «CBC»، ويقدمه الإعلامي عمرو خليل، أن أغلب خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتجاوز نصف صفحة، والنصف صفحة تعني أنها تقرأ في دقائق معدودة.
وروى موقفا طريفا لسيدنا عثمان بن عفان حدث له قبل إلقاء الخطبة، قائلا: «هناك مرة صعد فيها سيدنا عثمان بن عفان على المنبر لإلقاء الخطبة فأرتج عليه، بمعنى أن نسى ما سيقوله، فقال سبحان الله كنت أدبر لكم خطبة أقولها ثم بعد ذلك لم أجد الكلام.. أقم الصلاة»، مردفا: «هذا يعلمنا أن القضية ليست في طول الخطبة، لأننا شاهدنا من يجلس في الخطبة ساعة وكأنه ينتقم من المصلين ويجدها فرصة للتحدث».
وأشار إلى أن رسول الله كان يعتاد تكرار الكلام حتى يصل إلى السامع ويستوعبه، إذ يمكن أن يكون السامع في حالة سرحان أو لم يستمع جيدا في الكلام أو منشغلا في أشياء أخرى غير الخطاب، ولذلك كان الرسول يؤكد عليهم بتكرار ببعض الكلمات المهمة أكثر من مرة، فكان يكررها أحيانا مرتين أو أكثر من 3 مرات.
من علامة فقه الرجل قِصر خطبته وطول صلاته
وأوضح أن الخطبة المكتوبة في نصف صفحة كانت تستغرق دقائق معدودة للقراءة وهذا موافق لما وجه فيه رسول الله الخطباء بأنه من علامة فقه الرجل قِصر خطبته وطول صلاته، لافتا إلى أن صلاته كانت لا تزيد عن 7 إلى 10 دقائق.
ولفت إلى أن خطب رسول الله كانت قليلة في الزمن، وهذا يؤدي إلى عدم الإثقال على السامع والتركيز في قضية ينقلها الخطيب.
