كيف تساهم منظمات المجتمع المدني في دعم الطلاب الأكثر احتياجا تعليميًا؟
تعمل منظمات المجتمع المدني في مصر على توفير أكبر قدر من الحماية الاجتماعية للمواطن، وذلك في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوفير حياة كريمة للمواطنين في كافة قطاعات الحياة المختلفة مثل التعليم والصحة وغيرها من القطاعات، وقامت مؤسسات المجتمع المدني بإطلاق مبادرات مختلفة ومتنوعة على مستوى الجمهورية في قطاع التعليم للطلاب الأكثر احتياجًا.
في هذا الصدد، قال الدكتور مصطفى زمزم، عضو مجلس أمناء مؤسسة صناع الخير، إن المؤسسة تعمل بشكل منتظم في كل القطاعات حتى توفر الحماية الاجتماعية للمواطن الأكثر احتياجا، ويعتبر التعليم من أهم القطاعات التي تقدم فيها صناع الخير يد العون للطلاب الأكثر احتياجا على مستوى المحافظات المختلفة.
مبادرات مؤسسة صناع الخير في قطاع التعليم
وأوضح «زمزم» في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن المؤسسة تعمل في قطاع التعليم على ثلاث محاور أساسية، وتختص جميعها بتوفير المنح والمساعدات اللازمة للطلاب على مستوى المحافظات، ويأتي في المقام الأول مساعدة الطلاب غير القادرين في المدارس، من خلال إطلاق مبادرتي «أولادنا بعنينا» و«أطفال مصر مستقبل مصر»، وجرى علاج ما يقرب من 100 ألف طفل خلال عامين 2021/ 2022، ويتم الكشف عن الأطفال في القرى الأكثر احتياجا من خلال التواجد في عدد من المحافظات مثل الفيوم، قنا، جنوب سيناء، حلايب و شلاتين، وغيرها من المحافظات.
وأضاف عضو مجلس أمناء مؤسسة صناع الخير، أنه يجري الكشف عن الأطفال في المرحلة الابتدائية والإعدادية الأنيميا والتقزم والبصر وضعف التركيز، وكذلك إجراء تحاليل في جميع التخصصات الطبية لنحو 98 ألف تلميذ، ويتم صرف العلاج لهم لمدة ثلاث أشهر بالمجان، والهدف من المبادرات هو منع التسرب من التعليم لأن الطفل الذي يحمل أي من هذه الأمراض يتعرض للتنمر بشكل أو بأخر، وبالتالي يؤدي ذلك إلى هروب الطالب من المدرسة، وفي بعض الأحيان يكون الطالب مصابا بضعف التركيز أو الحول فيؤثر ذلك على مستواه الدراسي، مما يؤدي إلى نفور الطالب ممن العملية التعليمية والمدرسة، وهذا ما تهدف المؤسسة عن طريق المبادرات التي تطلقها إلى إنهائه، وذلك لتحقيق فرص متكافئة لكل الأفراد.
التكفل بالطلاب الأوائل على المحافظات
وأشار، إلى أن المحور الثاني الذي تعمل عليه المؤسسة في قطاع التعليم هو مبادرة «تكافئ» التي تتكفل بالطلاب العشر الأوائل على المحافظة في الشهادتين الإعدادية والثانوية من الأكثر احتياجا، وينوي استكمال تعليمه، فتتكفل المؤسسة به من خلال وثيقة تكافئ، فيحصل الطالب على منحة تتراوح بين 10 و12 ألف جنيه في السنة الواحدة في حالة التحاقه بكلية الهندسة أو الطب، وإذا أراد الطالب استكمال الدراسات العليا، يتم تقديم العون له في حالة حصوله على تقدير تراكمي «امتياز»، وتهدف المبادرة من ذلك توفير فرص متكافئة لكل الطلاب غير القادرين ولكنهم استطاعوا أن يكونوا من العشر الأوائل على مستوى محافظتهم.
وأكد على دعم مؤسسة صناع الخير للطلاب وتأهيلهم لسوق العمل، لذلك قامت المؤسسة بتوقيع بروتوكول تعاون مع إحدى الشركات الأمريكية والمتخصصة في مجال التكنولوجيا، وتم تدريب الطلاب على تنمية القدرات والمهارات وتهيئة الشباب لسوق العمل، بالإضافة إلى بروتوكول بين صناع الخير ووزارة التعليم العالي والتربية والتعليم والشباب والرياضة عن التدريب، ويقوم بالتسجيل من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بالشركة، ويحصل الطالب عند اجتيازه الاختبارات على الشهادة بصورة مجانية تماما، وتقوم الشركة بتوفير فرص التدريب داخل الشركة ويتم تعيينه بعدها، وبالفعل تم تدريب 140 ألف شاب خلال البروتوكول، وبذلك تعمل المؤسسة على التأهيل والتدريب والتوظيف.
تعاون بين الجمعيات الأهلية وهيئة تعليم الكبار
وفي نفس السياق، قال الدكتور طلعت عبد القوى رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية، إنه بالنسبة للناحية التعليمية ومع ارتفاع نسبة الأمية في مصر ما بين الذكور والإناث، إذ قام عدد كبير من الجمعيات الأهلية بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار ومحو الأمية، بفتح فصول لمحو الأمية على مستوى جميع محافظات الجمهورية.
وأوضح «عبدالقوى» في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن هناك عددًا من الجمعيات تعمل على تجفيف منابع الأمية والتسرب من التعليم من خلال برامج تحفيزية للطلاب، وذلك من خلال الالتزام بالعملية الدراسية ودعم المواطن الأكثر احتياجا تعليميا ، ومنع ظاهرة التسرب من التعليم.
وأشار رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية إلى جمعية المساعى المشكورة بمدينة شبين الكوم يوجد بها صرح تعليمى ضخم بداية من الحضانة و حتى التعليم الثانوى وذلك على سبيل المثال لا الحصر، وعدد من الجامعات الأهلية مثل جامعة الجلالة وغيرها موجودة على مستوى الوطن.
ولفت إلى وجود عدد من الجمعيات التى تساهم فى دعم الأبنية التعليمية سواء الحكومية أو الجامعات الأهلية بالأدوات والمستلزمات، بالإضافة إلى وجود عدد من الجمعيات الأهلية تقوم بإنشاء مدارس جنب إلى جنب مع المدارس الحكومية و جامعات أهلية بما يوافق مواد الدستور؛ لتشجيع المجتمع المدنى بأن يكون له دور كبير في العملية التعليمية.