أخبار مصر

«قناة السويس» محور مؤتمر أطلس المأثورات الشعبية المصرية

عقدت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة، الجلسة البحثية الأولى لمؤتمر أطلس المأثورات الشعبية المصرية في دورته الخامسة التي تقام تحت عنوان «150 عامًا على افتتاح قناة السويس»، في الفترة من 29 إلى 30 أغسطس الجاري.

تفاصيل مؤتمر المأثورات الشعبية المصرية

ناقشت الجلسة التي أدارها الدكتور محمد شبانة وشارك فيها الشاعر مسعود شومان ببحث بعنوان «تجليات قناة السويس في الشعر الشعبي.. دراسة ميدانية سيسيوثقافية»، موضحًا أن للقناة معجمها الخاص، ولا نعنى بالمعجم مجموعة المفردات فحسب، لكن المعجم يتعلق بالثقافة الشعبية وما تضمه من عادات وتقاليد وخبرات وتصورات وفنون قولية، منها أشكال الشعر الشعبي موضوع الدراسة، موضحًا أن منطقة القناة تزخر بكنوز من الشعر الشعبي الذي واكب حقبها التاريخية وأحداثها الوطنية والاجتماعية، وأن فنون الشعر وما صاحبها من أداءات موسيقية وحركية لم تزدهر إلا مع وجود القناة.

وأوضح «شومان»، وأن الشعر الشعبي له خصائص أسلوبية تميزه، لعل أهمها الخصائص الجمالية التي تحمل منظومة قيم الجماعة الشعبية، ولأن الشعر الشعبى المرتبط بقناة السويس كثير ومتعدد ويلاحق أحداثا جساما مرت بالمنطقة، فقد حاول قدر الإمكان الإمساك بعدد من العناصر التى استدعت الشعر الشعبى في ارتباطه بمنطقة القناة بأنواعه وأشكاله المختلفة ومنها «التجليات المباشرة للقناة في بعض النصوص، اللنبي والحس الشعبي الساخر، حرب الألمان 1939 – 1945، المقاومة الشعبية في الإسماعيلية، حرب 1956، عام 1967 : 1973 وما بينهما».

محمد بغدادي: السويس.. تراث غنائي متعدد الأصوات

وقدم محمد بغدادي بحثًا بعنوان «السويس.. تراث غنائي متعدد الأصوات، الحنة السويسي نموذجًا»، موضحًا أن مجتمع السويس غني بالتنوع وبتركيبة سكانية مختلفة عن باقي المدن، حيث إن معظم ساكنيه من (الغرباء) الذين تحولوا عبر العصور إلى سبيكة سحرية متجانسة من المصريين المحبين للحياة، ولم يكن هناك ما يؤنس وحدتهم ويبدد وحشتهم للأهل سوى الغناء، وكل من جاء إلى السويس كان يحمل معه غناه الخاص به، فجاءت أغنيات السويس مغايرة لكل ألوان الغناء فى المدن الأخرى، لذا فأنت أمام شعب يغني للحياة صانعًا بهجته بنفسه، ليتغلب على أحزانه تارة، ويخبئ في طيات أغنياته مرارة الأيام وهموم غربته تارة أخرى، ويقتنص لحظات البهجة المفعمة بالشجن تارة ثالثة، فالمواطن في السويس في حالة غناء دائم، يغني في ساعات العمل وعندما يغزل الشباك وحين يصنع القوارب وعندما يحفر القناة، ومثل كل المصريين يغني أهل السويس في حفلاتهم الخاصة مثل «الخطبة وليلة الحنة» وحين يحجون إلى بيت الله الحرام، حتى عندما كسرتهم الهزيمة في 1967، كان الغناء بداية الخلاص وأول طريق الصمود ليصبح هنا فعل مقاومة وجزء من ممارسة الحياة.

أما البحث المقدم من الباحث الدكتور أحمد سعد الدين عطية بعنوان «فنون أداء السمسمية السواحلية بين الثبات والتغير»، فسلط الضوء على فنون أداء آلة السمسمية، وأهم التطورات التي حدثت لهذه لآلة في السنوات الأخيرة وشكل السمسمية الحديث، وفنون أدائها، موضحًا أن أهداف البحث تتناول واقع فنون أداء السمسمية في مُدن القناة، التعرف على التراث الفني والغنائي الشعبي، التعرف على آلة السمسمية الموسيقية الخاصة بتلك المنطقة، التعرف على إسهام هذه الآلة في نشر الأغنية التراثية، التعرف على الفرق والعازفين على هذه الآلة، الحفاظ على هذا الإرث الفني خوفًا من الاندثار، كما استعرض فن الأداء في الفنون الشعبية، والتراث الفني والغنائي الشعبي في مُدن القناة، وتاريخ آلة السمسمية، وأجزائها وضبط أوتارها، والمقامات الموسيقية شائعة الاستخدام وتزيين الآلة وتجميلها وطريقة العزف عليها وما هو دور السمسمية، ودورها في أغاني الضمة والرقص في منطقة القناة.

مدحت منير: لم يكن لمدن القناة وجود قبل قناة السويس

«أغاني الاحتفالات بمدن القناة» هو عنوان البحث المقدم من الباحث مدحت منير منصور، الذى أوضح أنه لم يكن لمدن القناة الثلاثة وجود قبل قناة السويس، باستثناء بعض التجمعات السكانية، الأمر الذى يجعلنا نأخذ بعين الاعتبار بشكل أساسى ظروف نشأتها فى هذه المدن بعد افتتاح مشروع قناة السويس، حيث إن التركيبة السكانية لهذه المدن عانت منذ نشأتها من انقسام حاد بين قسمين، الأول بنسبة صغيرة، وهم عبارة عن جاليات أوروبية متنوعة من أصحاب النفوذ والدخل لارتباطهم عضويا بالاستعمار، أما القسم الثانى فكان من المصريين النازحين من مناطق عديدة من أراضي المحروسة، وهم من الفقراء الساعين إلى الرزق، حيث كان معظمهم عمال خدمات وحرفيين فى هيئة قناة السويس أو خارجها بجانب صغار التجار والمهنيين فى الهيئات الحكومية، موضحا أن النضال الوطنى المسلح ضد الاستعمار أحد أهم العوامل التى أدت إلى اصرار الشعور الجمعى على تأكيد هويته الثقافية وتعزيزها فى هذه الرمال الجديدة، وكان للغناء الحظ الأكبر فى هذا الصراع الثقافى، حيث تجلت إحدى أعذب ظواهر الغناء الشعبى فى مصر وهى أغانى الضمة أو السمسمية.

مؤتمر أطلس المأثورات الشعبية المصرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *