المتحف المصري الكبير يطلق المرحلة الثانية لاستخراج وترميم مركب خوفو الثانية
أطلق المتحف المصري الكبير، المرحلة الثانية من مشروع استخراج وترميم وتجميع مركب الملك خوفو الثانية، بحضور الدكتور زاهي حواس وزير الآثار السابق، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، واستقبلهم اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة، وحضر الفعالية الدكتور الطيب عباس مساعد وزير السياحة والآثار للشؤون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، والدكتور عيسى زيدان مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف، والسفير أوكا هيروشي سفير دولة اليابان بالقاهرة، وكاتو كن مدير عام الوكالة اليابانية للتعاون الدولي «جايكا» لمصر، والدكتور ساكوجي يوشيمورا رئيس جامعة هيتاشي نيبون الدولية اليابانية، ولفيف من علماء الآثار وقيادات المتحف.
المشرف العام على مشروع المتحف: يوم استثنائي
استهلت الفعالية بكلمة ترحيب من اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف والمنطقة المحيطة، بالحضور معتبرا هذا اليوم استثنائيا لبداية تجميع مركب خوفو الثانية، أعقب ذلك كلمة ألقاها الدكتور زاهي حواس، أعرب خلالها عن فخره بهذا المشروع، مشيراً إلى تاريخ بدء المرحلة الأولى من هذا المشروع وما جرى إنجازه من أعمال لاستخراج جميع القطع الخاصة بالمركب الثانية وترميمها ونقلها إلى المتحف المصري الكبير تمهيداً لتجميعها وعرضها بجوار المركب الأولى داخل المتحف الذي جرى إنشاؤه خصيصا لعرض مراكب خوفو.
أوضح اللواء عاطف مفتاح، أن المرحلة الثانية من المشروع تتضمن أعمال الترميم النهائي وإعادة تجميع وتركيب المركب، بعد الانتهاء من استخراج جميع القطع المكونة لها من موقع اكتشافها بالقرب من هرم خوفو الأكبر، وترميمها بمعامل الترميم بالمتحف، مشيراً إلى أنه من المقرر أن تستغرق عملية تجميعها وتركيبها نحو 4 سنوات، وأن جميع أعمال تجميع المركب سوف تتم داخل مبنى مراكب الملك خوفو الجديد بالمتحف، حيث تكون الزيارة أولا للمركب الأولى ثم مشاهدة أعمال تجميع المركب الثانية داخل المبنى.
وفي كلمته، نقل الدكتور مصطفى وزيري تحية وتقدير أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، لكل فريق العمل على ما بذلوه من جهد في هذا المشروع الذي يعد واحداً من أكبر مشاريع الترميم التي تتم في العالم، مؤكدا أنه يعكس أوجه التعاون المثمر بين مصر واليابان، مشيدا بما بذله أثريو ومرمو المجلس الأعلى للآثار والمتحف المصري الكبير من جهد ومهارة في العمل لاستخراج وترميم مركب خوفو الثانية من منطقة أهرامات الجيزة ونقل كل القطع الخشبية إلى المتحف المصري الكبير .
وقال الدكتور ساكوچي يوشيمورا رئيس جامعة «هيجاشي» اليابانية، إن فريق العمل المصري الياباني بدأ تنفيذ مشروع استخراج وترميم وتجميع مركب خوفو الثانية عام 1992، إذ جرى فتح الحفرة واستخراج الأخشاب وترميمها لتجميعها بالمتحف الكبير لتكون أفضل هدية للبشرية.
وتحدث كاتو كن مدير عام الوكالة اليابانية للتعاون الدولي لمصر، عن أوجه التعاون بين مصر واليابان في هذا المشروع العملاق، معرباً عن فخره بالتعاون في هذا المشروع الهام ودعمهم له منذ البداية، وأن «جايكا» سوف تقوم بتقديم الدعم اللازم للمرحلة الثانية من المشروع حتى الانتهاء من تجميع المركب وعرضها بمكان عرضها الدائم بالمتحف.
مراحل استخراج وترميم أخشاب مركب خوفو الثانية
وخلال الفعالية، جرى تكريم كل من أسهم في هذا المشروع الضخم، الدكتور خالد العاني وزير السياحة والآثار السابق، والدكتور زاهي حواس، والدكتور مصطفى وزيري، واللواء عاطف مفتاح، والدكتور ساكوجي يوشيمورا، على ما قدموه من جهد خلال المرحلة الأولى من مشروع استخراج وترميم وتركيب مركب خوفو الثانية، وتكريم فريق العمل من المرممين والآثاريين بالمجلس الأعلى للآثار والمتحف المصري الكبير.
ومن جانبه استعرض الدكتور عيسى زيدان مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف، من خلال عرض تقديمي، مراحل استخراج وترميم أخشاب مركب خوفو الثانية، لافتا إلى أنها جرت وفقا لأربعة مراحل رئيسية بداية من عام 2008، شملت تجهيز الموقع وتغطية موقع الحفرة كاملا وتجهيز معمل موقع لترميم وتخزين وتوثيق القطع فور استخراجها باستخدام تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد والليزر سكان، إلى جانب أعمال الترميم الأولي والتدعيم للقطع داخل الحفرة ورفعها للترميم داخل المعمل.
أضاف أنه جرى عمل كل التحاليل العلمية والمعملية اللازمة للألواح والقطع الخشبية الخاصة بالمركب داخل المعامل المخصصة في مصر واليابان لتحديد مظاهر التلف ونوعه لوضع خطة الترميم المناسبة قبل البدء في أعمال الترميم ومعالجة أخشاب المركب، وجرى استخراج ما يقرب من 1698 قطعة خشبية من داخل 13 طبقة داخل الحفرة ونقلهم جميعا إلى المتحف المصري الكبير تمهيدا للبدء في تجميع المركب.
تجدر الإشارة إلى أنه في عام 1954، أعلن المهندس كمال الملاخ عن اكتشاف حفرتين لمراكب الملك خوفو بالجهة الجنوبية للهرم الأكبر، وعكف «الملاخ» وشيخ المرممين أحمد يوسف، على اكتشاف وترميم المركب الأولى وإعادة تركيبها بعد أن مكثت في باطن الأرض ما يقرب من 5000 عام.
وكانت تعرض المركب في متحف خاص بها بمنطقة أهرامات الجيزة حتى جرى نقلها في أغسطس 2021 إلى مقر عرضها الدائم بالمتحف المصري الكبير، وإزالة مبنى المتحف القديم.