
«رد على أرض الواقع».. كيف نجحت الدولة المصرية في إحباط حملات التشويه؟
نجحت الدولة المصرية، في الرد على جميع الشائعات التي كانت تهدف إلى الإساءة إليها، وتشويه صورتها الخارجية والتشكيك في الإنجازات التي تتحقق بالفعل على أرض الواقع، إذ سعت الكثير من الصحف ووسائل الإعلام الدولية، إلى إضعاف الروح المعنوية لدى المصريين وتفرقتهم، وهذا ما فشلت فيه، نظرا لأن الدولة المصرية، اعتمدت استراتيجية مدروسة وقوية من أجل التصدي لهذه الشائعات، ونجحت في هذا النوع من الحروب الضروس «حروب الجيل الرابع».

ويحاول الإعلام المدفوع من الخارج التشكيك دائما في إنجازات الدولة سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو حتى سياسية، ولعل أبرزها المحاولات الفاشلة خلال الأهر الثلاثة الماضية والتي تم رصد خلالها 150 مقالا في صحف ومواقع إلكترونية في الخارج.
«الحوار الوطني».. أطروحات عبرت عن طوحات الشعب المصري
ولعل أبرز رد على الشائعات، هو استجابة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لما طرحه الأطراف المشاركين في الحوار الوطني، حيث أتى ذلك تأكيدا على أهمية الحوار الوطني، وأهمية ما يقدمه من أطروحات تعبر عن طموحات الشعب المصري بكافة أطرافه، وذلك في خضم محاولات بعض الجهات الخارجية التشكيك في أهمية الحوار الوطني، وأن الأطروحات غير قابلة للتنفيذ وأنها محض مناقشات فقط، وهو ما ثبت عدم صحته.

ومن جانبها قالت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إنه في عام 2013 نجح المصريون في استرداد الدولة المصرية، ولكن حتى الآن يتم مواجهة الأفكار الهدامة والشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي والأخبار المغلوطة، مشيرة إلى أن كتائب الأعداء الإلكترونية التي تبث الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي هدفها تخويف الشعب المصري، من خلال التشكيك في جهود الدولة في جميع القطاعات، لاسيما المشروعات القومية.
هدى زكريا: المصريون نجحوا في استرداد الدولة في 30 يونيو عام 2013
وأضافت أستاذة علم الاجتماع السياسي لـ«الوطن»: «الرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة ومؤسسات الدولة يقومون بدحض تلك الشائعات، ولكن الجهد يقع الآن على عاتق الإعلام الذي يؤكد على الذاكرة الاجتماعية للشعب المصري والمرتبطة بتذكير المواطن بنقاط القوة لديه، فالشعب المصري يختلف عن جميع الشعوب في العالم فهو صاحب أقدم حضارة في التاريخ، والمصريون استطاعوا مواجهة جميع الحروب على مر العصور من خلال القوة النفسية والثقافة السائدة».
وتابعت: «وسائل الإعلام نجحت خلال الفترة الأخيرة في إنتاج العديد من المواد المرئية والمكتوبة في التأكيد مواطن قوى الدولة المصرية وأبرزت المشروعات القومية والجهود المبذولة في القطاعات المختلفة، بالإضافة إلى الدراما والمواد الوثائقية، لكن هذا بحاجة إلى المزيد من البرامج التي تثقل وعي المواطن المصري والتركيز عليها بشكل أكبر».
العناني: الأجندات الممولة تعمل في الخفاء والدولة المصرية ترد على أرض الواقع
فيما قال أحمد العناني، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن هناك أجندات خارجية لأعداء الوطن وأبرزها تنظيم الإخوان الإرهابي هدفها نشر صورة مغلوطة عما يحدث من ديمقراطية في مصر، حيث تقوم بتصدير صورة سلبية مدفوعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو بعض المواقع أو الصحف أو القنوات المعادية لاسيما بشأن الحوار الوطني، رغم أنه أتى من رئيس الجمهورية الذي يعد رأس السلطة التنفيذية في الدولة من أجل إطلاق عملية ديمقراطية تشمل إصلاحات كاملة في جميع الجوانب التي تخص العملية السياسية والاقتصادية والحماية الاجتماعية.

وأضاف العناني لـ«الوطن»: «الهدف من هذه الحملات هو التشكيك في جميع الإنجازات التي تنفذها الدولة المصرية، لكن المواطن المصري أصبح يتفاعل مع الحوار الوطني الذي يشمل جميع التيارات السياسية باستثناء واحد، وهذا أبلغ رد على الشائعات».
وتابع: «الوعي المجتمعي والسياسي ساهم في أننا نمضي على الطريق الصحيح لاسيما وأن هناك أكثر من مخرج في الحوار الوطني، فالرد من خلال النتائج يدحض هذه الشائعات التي لا تتعدى أن تكون محاولات فاشلة من قبل هذه التنظيمات التي تلفظ أنفاسها الأخيرة أمام الدولة المصرية».
مدبولي: 150 مقالا ضد مصر في صحف عالمية مدفوعة
وفي الرابع والعشرين من الشهر الجاري، أعلن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي عن رصد 150 مقالا ضد مصر، خلال الثلاثة أشهر الماضية في صحف عالمية مدفوعة، تستهدف تشويه سمعة الدولة المصرية على كافة الأصعدة، سواء كانت اجتماعية وسياسية واقتصادية.
وطالب رئيس الوزراء المصريين المقيمين بالخارج بضرورة توضيح الصور الحقيقية عن دولتهم، وذلك من خلال صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وتعاملاتهم اليومية مع المواطنين الأجانب.
وفي هذا الصدد قالت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، الأستاذة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إنه رغم الأزمة الاقتصادية العالمية والتي تتصل بجائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، إلا أن الصحافة العالمية تشن حملة ممنهجة ومدفوعة، من خلال التركيز على مصر ونشر تحليلات سلبية ومقالات رأي مغرضة.
ليلى عبدالمجيد: الحوار الوطني يضم نماذج للكفاءات الأبرز في جميع المجالات
وأضافت أستاذة الإعلام لـ«الوطن»: «القرارات التي صدرت اليوم نتاجا للحوار الوطني والذي يعد الأعضاء فيه من الأبرز على الساحة السياسية في مصر والخبراء المتميزين في مجالات عدة، ردت على أرض الواقع على هذه الشائعات حيث إن الاجراءات متصلة بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والتي تلامس الفئات الأكثر احتياجا».

وأشارت إلى أن الإعلام المدفوع في الخارج يتعامل مع مصر بإزدواجية وتعمد وغير موضوعية لكن الدولة المصرية لديها استراتيجية قوية للتصدي لمثل هذا النوع من الإعلام الذي يبث الشائعات.
واختتمت حديثها لـ«الوطن»: «استجابة الدولة للجنة الحوار الوطني يعد اجراء إيجابي للغاية، وأتمنى الإنجازات يتم شرحها للمواطنين عبر تبسيط المعلومات فنحن في معركة وعي يتحمل الإعلام الجزء الأكبر منها».
يذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، قرر زيادة الدعم الاستثنائي للأسر الأكثر احتياجا على بطاقات التموين الى 300 جنيها بدلا من 100.
كما وجه الرئيس السيسي بالتجهيز لحملة إجراءات حماية اجتماعية تصل إلى مليون أسرة خلال سبتمبر المقبل.
وعبر أطروحات القوى السياسية من خلال المناقشات بالحوار الوطني، فوجه الرئيس بدعم مصاريف الدراسة الخاصة بالطلاب المتقدمين للالتحاق بالجامعات الأهلية الحكومية، وذلك بتحمل الدولة نسبة من تلك المصاريف، وأيضا تقديم دعم إضافى لمبادرة إنهاء قوائم انتظار حالات الجراحات الحرجة بـ 600 مليون جنيه، كما وجه الرئيس بتقديم حزم تحفيزية للأطباء والارتقاء بدخلهم وكذلك تعديل منظومة تكليف الأطباء بالكامل.

توجيهات الرئيس استجابة لمطالب القوى السياسية لم تقف عند هذا الحد، حيث تم ضخ 32 مليار جنيه لمنظومة دعم الخبز، فضلا عن زيادة أعداد الأسر المُغطاة بالدعم النقدي ضمن برنامج «تكافل وكرامة» من 4.1 مليون أسرة لتصبح 5 ملايين أسرة أي أنها تشمل نحو 22 مليون مواطن مصري، وذلك من خلال ضم أكثر من 900 ألف أسرة للاستفادة من برنامج الدعم النقدي المشروط.
وتدخل الاستثنائية للحماية الاجتماعية التي وجه الرئيس بتنفيذها حيز التنفيذ غدا الأول من سبتمبر، ويستفيد منها قرابة ربع الشعب المصري.