نجيب محفوظ يحكي عن أول قصة حب في حياته: كانت أكبر مني بسبع سنين.. ومن طرف واحد
المرأة من الموضوعات المهمة التي تشغل حيزا من إبداع الكاتب، سواء فيما يخص العلاقة العاطفية أو باعتبارها بطلة الأعمال الإبداعية، وبمناسبة مرور 16 على رحيل الأديب الكبير نجيب محفوظ، نستعرض موقف أديب نوبل من المرأة ومكانتها في حياته والتحولات التي طرأت على هذه المواقف.
المرأة في حياة نجيب محفوظ
يتحدث أديب نوبل في كتاب «صفحات من مذكرات نجيب محفوظ» بقلم رجاء النقاش، قائلا: «علاقتي بالمرأة بدأت في سن مبكرة، ففي سنوات طفولتي والتي أمضيتها في حي (الجمالية) كان متاحا لنا اللعب مع البنات من نفس عمرنا، وخاصة في شهر رمضان، وكانت الصداقة الطفولية تلك تستمر حتى تصل البنت على أعتاب المراهقة، وعندها تستقر في المنزل انتظارا للزواج، في ذلك الجو الطفولي المفعم بالبراءة عشت أول قصة حب وكانت قصة ساذجة، وبريئة وقصيرة، انتهت بمجرد انتقالنا إلى العباسية».
أول قصة حب في حياة نجيب محفوظ
وتابع «محفوظ»: «وفي العباسية عشت أول قصة حب حقيقية، وهي قصة غربية ما زلت أشعر بالدهشة لغرابتها كلما مرت بذهني، وكنت أيامها على أعتاب مرحلة المراهقة».
وفي وصفه لهذه الفتاة قال: «كنت ألعب كرة القدم في الشارع مع أصدقائي، وكان بيتها يطل على المكان الذي نلعب فيه، وأثناء اللعب شدني وجه ساحر لفتاة تطل من الشرفة، كنت في الثالثة عشرة من عمري أما هي فكانت في العشرين».
وقال إنها من أسرة معروفة من العباسية: «رأيت وجهها أشبه بلوحة (الجيوكندا)، وحسب «محفوظ» استمر هذا الحب الصامت من طرف واحد لمدة عام، اكتفى خلاله الصبي نجيب بالتطلع إلى وجهها الجميل إلى أن تزوجت، فصدم صدمة شديدة.
قصة زواج نجيب محفوظ
وعن الزواج قال: كان زواجي من «عطية الله» زواجا عمليا بمعنى إني اخترت الزوجة المناسبة لظروفي، ولم تنشأ بيننا قصة حب سابقة على الزواج، كنت في حاجة إلى زوجة توفر لي ظروفا تساعدني على الكتابة ولا تنغص حياتي، زوجة تفهم إني لست كائنا اجتماعيا ولا أحب أن أزور أحد أو أن يزورني أحد، وإنني وهبت حياتي كلها للأدب، ووجدت في «عطية الله» هذا التفهم وتلك الصفات المناسبة لي، واستطاعت هذه الزوجة أن توفر لي جوا مناسبا جعلني أتفرغ للكتابة.