ملحمة جديدة في قناة السويس.. رئيس الهيئة: تعويم ناقلة وقود عملاقة وإعادة الملاحة لطبيعتها
نجحت هيئة قناة السويس فى إعادة حركة الملاحة إلى طبيعتها، بعد وقت قصير استغرق 20 دقيقة من تعويم السفينة «أفينتى»، وهى إحدى ناقلات النفط والوقود، التى كانت قادمة من البرتغال وفى طريقها إلى ميناء ينبع السعودى، مع قرب انتهاء «قافلة الشمال»، حيث وصلت إشارة إلى مكتب تحركات «بورتوفيق»، فى مدينة السويس، بجنوح سفينة فى الكيلو 143 ترقيم قناة، فرفعت الهيئة حالة التأهب ودرجة الاستعداد القصوى فى القطاع كاملاً، بالتزامن مع وصول أول قاطرة إلى مكان الجنوح تتبعها 4 قاطرات أخرى من أحدث القاطرات التى انضمت لأسطول الهيئة، ووصول الفريق أسامة ربيع على رأس فريق العمل.
وتعرضت ناقلة النفط «أفينتى» للجنوح، مساء أمس الأول، فى مدخل قناة السويس الجنوبى قرب نفق «الشهيد أحمد حمدى» بالكيلو 143 ترقيم قناة، وعلى الفور دفعت الهيئة بـ5 قاطرات للتعامل مع السفينة وسحبها. وقال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، إن السفينة تعرضت لعطل فنى فى الدفة الخاصة بها، ما تسبب فى فقد القدرة على توجيهها والتحكم بها، وهو ما تسبب فى الجنوح، وإن وحدات الإنقاذ وقاطرات الهيئة نجحت فى تعويم ناقلة الوقود المحملة بـ64 ألف طن، والبالغ طولها 223 متراً بعد ساعات قليلة من جنوحها فى ملحمة جديدة للتعويم، والتى كانت متجهة من البرتغال إلى ميناء ينبع فى السعودية.
وأضاف «ربيع»، فى بيان أمس، أنه فور وقوع الحادث تم تشكيل فريق عمل مكبر برئاسته، ضم مراقبى الملاحة ومكتب تحركات بورتوفيق لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة، والدفع بـ5 قاطرات للتعامل مع السفينة وتعويمها، والتى شملت كلاً من «سيفستر سويس 1، سيفستر سويس 2، سيفستر سويس 3، القاطرة عزت عادل، القاطرة مصر الجديدة»، إلى مكان الجنوح.
وأشار رئيس الهيئة إلى أن التعامل مع ناقلات البترول يتم بحذر شديد خلال تعرضها لأى حوادث فى المجرى الملاحى لقناة السويس، مؤكداً أن العاملين فى الإنقاذ والتحركات خضعوا لتدريبات على أعلى مستوى وأجروا العديد من الاختبارات، إضافة إلى تعاملهم مع عمليات جنوح متكررة على مدار الأعوام الماضية.
وأكد «ربيع» أن حركة الملاحة بالقناة تعمل بصورة منتظمة، حيث سجلت التقارير الملاحية، أمس، عبور 57 سفينة من الاتجاهين بإجمالى حمولات صافية قدرها 3.4 مليون طن، ويبلغ عدد السفن العابرة من اتجاه الشمال 32 سفينة بإجمالى حمولات صافية قدرها 2 مليون طن، ومن اتجاه الجنوب تعبر 25 سفينة بالمجرى الملاحى الجديد للقناة، بإجمالى حمولات صافية قدرها 1.4 مليون طن.
ووجه رئيس الهيئة رسالة طمأنة بشأن انتظام الملاحة بالقناة بمعدلاتها الطبيعية، مؤكداً امتلاك الهيئة خبرات الإنقاذ اللازمة وقدرات التأمين الملاحى والفنى اللازم للتعامل باحترافية مع حالات الطوارئ المحتملة، مشيراً إلى نجاح الهيئة فى التعامل باحترافية مع عطل فنى مفاجئ فى دفة إحدى السفن العابرة للقناة، وهى ناقلة الوقود AFFINITY، ما تسبب فى فقد القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها بالكيلومتر 141 ترقيم قناة.
«ربيع»: جنحت بسبب عطل فنى.. ودفعنا بـ5 قاطرات للتعامل مع السفينة بحذر شديد
وأوضح «ربيع» أنه فور وقوع الحادث تشكلت لجنة إدارة الأزمة، وتم الدفع بالقاطرات تتقدمها القاطرة عزت عادل بقوة شد 160 طناً، للتعامل السريع مع الموقف وتعويم السفينة، لافتاً إلى أن السفينة استأنفت عبورها بالقناة مرة أخرى بمساعدة قاطرات الهيئة حتى وصولها بسلام إلى غاطس السويس، ويبلغ طول السفينة 252 متراً، وعرضها 45 متراً، بحمولة قدرها 64 ألف طن، وعبرت القناة ضمن قافلة الشمال، فى رحلتها القادمة من البرتغال والمتجهة إلى السعودية.
كبير مرشدى القناة: عطل فى الدفة وراء شحوط السفينة.. والقاطرة «عزت عادل» نجحت فى سحبها وتعويمها
وكشف القبطان هلال ياسين، كبير مرشدى هيئة قناة السويس ومراقب الملاحة، تفاصيل عملية تعويم ناقلة النفط التى تعرضت للجنوح، أمس الأول، لافتاً إلى استقبال إشارة الشحوط فى السابعة مساءً بالمنطقة الجنوبية، إذ شحطت السفينة بمقدمتها وبالمؤخرة بسبب عطل فى الدفة، وزيادة شدة التيار المائى فى اتجاه الجنوب الذى وصل إلى 10 كيلومترات فى لحظة الجنوح.
وأوضح «ياسين»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن شدة التيار أثرت بشكل كبير على زيادة الشحوط، خاصة أن المنطقة الجنوبية من الأماكن متغيرة التيار، وغير معلومة الاتجاه، وفى لحظة وقوع الحادث ساعد التيار على شحوط السفينة وبدأت المياه فى الانخفاض تدريجياً، وهو ما عطل تسريع عملية سحب السفينة.
مصدر: المنطقة شهدت تياراً مائياً شديداً لكن خبرات العاملين على القاطرات استطاعت تحريكها وسحبها
وتابع «ياسين»: «السفينة كانت ضمن قافلة الشمال متجهة إلى السعودية وخلفها 9 سفن أخرى، وفور شحوطها سارعت فرق التحركات لربط ومساعدة باقى السفن فى مكانها بمساعدة قاطرات الهيئة لضمان عدم وقوع أى حوادث تصادم فى المجرى الملاحى».
وأكد أن نظام القوافل يسير بنظام تباعدى بين السفن تحسباً لحدوث أى طارئ سواء من أعطال السفن أو الظروف الجوية المختلفة لضمان عدم وقوع أى حوادث، وفور التأكد من ربط جميع السفن والاطمئنان عليها فى المجرى الملاحى، بدأ التعامل الفورى مع السفينة ووضع سيناريوهات التعويم، الذى تطلب انتظار التيار مرة أخرى لساعات لتعويم السفينة وفور عودته نجحت القاطرة عزت عادل فى سحب السفينة من مكان شحوطها إلى منطقة الانتظار. وأكد كبير مرشدى هيئة قناة السويس أن فرق الإنقاذ أجرت فحصاً كاملاً لبدن السفينة فور تعويمها، للتأكد من عدم وجود أى تلفيات أو فتحات فى بدن السفينة وعدم وجود أى تسريبات والاطمئنان على سلامة طاقم المركب بالكامل.
وأوضح أن الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، كان يتابع الحادث لحظة بلحظة فور وقوعه لحين الانتهاء من تعويم السفينة وسحب السفينة، وعودة حركة الملاحة إلى طبيعتها أمس الخميس، حيث شهد عبور 57 سفينة من الاتجاهين الشمالى والجنوبى للقناة.
50% نسب تكريك توسعة وتعميق القطاع الجنوبى للقناة.. و35.5% بمشروع ازدواج منطقة البحيرات
تشهد هيئة قناة السويس حالياً مشروعين للتطوير، أحدهما للتوسعة فى المنطقة الجنوبية، والآخر ازدواج القناة فى منطقة البحيرات، ضمن مشروعات تطوير المجرى الملاحى بعد حفر القناة الجديدة.
وحسب مسئولى الهيئة، فإن «9 كراكات تعمل حالياً فى المشروعين لإنجازهما وإتمامهما فى الموعد المحدد، بينهما الكراكتان (مهاب مميش، حسين طنطاوى)، أحدث الكراكات انضماماً لأسطولها».
وأكدوا أن وتيرة العمل بمشروع تطوير القطاع الجنوبى تمضى بخطى متسارعة، وفقاً للجدول الزمنى المحدد، فى ظل زيادة عدد الكراكات العاملة فى المشروع تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى باستمرار العمل على تطوير المجرى الملاحى لقناة السويس، والحفاظ على ريادتها كأسرع وأقصر الطرق الملاحية وأكثرها أماناً.
9 كراكات تعمل لإنجازهما وإتمامهما فى الموعد المحدد
وأضافوا أن الكراكات «مهاب مميش، حسين طنطاوى، مشهور، الصديق، طارق بن زياد»، وهى الأكبر، تعمل جميعاً فى مشروع توسعة القطاع الجنوبى، وتشارك الكراكات «الحمرا، المرفأ، الصدر، كاسيوبيا»، فى مشروع ازدواج القناة بالبحيرات المُرة الصغرى، مشيرين إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يتابع أولاً بأول ما توصلت إليه أعمال الحفر والتوسعة والتكريك، معلنين عن إزالة 30 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه، بينها 22 مليوناً فى مشروع ازدواج القناة بالبحيرات المُرة الصغرى من الكيلو 122 إلى الكيلو 132 ترقيم قناة.
وأشاروا إلى أنه تمت إزالة 8 ملايين متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه بمشروع التوسعة والتعميق من الكيلو 132 ترقيم قناة، إلى الكيلو 162 ترقيم قناة، فى المنطقة الجنوبية، ضمن مشروع توسعة القطاع الجنوبى، معلنين عن وصول نسب الإنجاز حالياً بأعمال التكريك فى مشروع توسعة وتعميق القطاع الجنوبى إلى 50% تقريباً، وما يقرب من 35.5% فى أعمال التكريك بمشروع ازدواج القناة بمنطقة البحيرات المُرة الصغرى، كما أن الإدارة الهندسية فى قناة السويس تعمل بالتوازى مع مشروع التكريك بمحيط مشروع التوسعة، حيث تم الانتهاء مما يقرب من 69% من أعمال إنشاء التكسيات الجديدة بالجانب الشرقى لأعمال التوسعة، و50% من أعمال «شمعات الرباط»، فيما شارفت أعمال تجهيز أحواض الترسيب على الانتهاء بنسبة 95%.
خبير: التوسعة ستزيد عدد السفن إلى 103.. وما تعرضت له ناقلة النفط لا علاقة له بالمشروعات الجارية
وقال الدكتور أحمد الشامى، خبير النقل واللوجيستيات، إن القناة ليست مستقيمة، وهناك بعض المناطق يصل العرض فيها إلى 200 متر فى المنطقة الجنوبية، فيما يزيد عرض القناة فى بعض القطاعات فوق الـ250 متراً.
وأضاف «الشامى» أن المنطقة التى تشهد أعمال تطوير وتوسعة تعمل على تحسين حركة الملاحة فى قناة السويس، بحيث تكون أكثر أماناً وسلامة، وعمل ازدواج فى منطقة البحيرات، وأن أعمال التطوير ستزيد من الطاقة الاستيعابية للقناة لـ6 مراكب إضافية يومياً لترتفع من 97 مركباً إلى 103، خاصة بالتزامن مع زيادة أعداد السفن فى الفترة الأخيرة.
وتابع أن المنطقة الحالية تحتاج إلى مناورات أفضل، خاصة بالتزامن مع أحجام السفن الضخمة التى تزداد فى الفترة الحالية، ووصلت إلى 400 متر تقريباً كالسفينة البنمية التى جنحت فى قناة السويس فى مارس قبل الماضى، والتى وصلت إلى ضعفى عرضها، مشيراً إلى أن الفريق أسامة ربيع عرض عمل توسعة فى المجرى الملاحى للقناة بإمكانيات الهيئة، مقسمة على عدة مراحل بمشاركة كراكاتها دون تكلفة إضافية، مؤكداً أن ما تعرضت له إحدى سفن نقل البترول فى القناة ليس له أى علاقة بمشروعات التوسعة أو الطاقة الاستيعابية، إنما قد يتعلق بعطل فنى فى السفينة، وأن القناة حالياً قادرة على استيعاب السفينة والسفن الشبيهة بها وما هو أكبر أيضاً.
وأكد «الشامى» أنه يعبر القناة من ناقلات النفط نحو 26% من إجمالى السفن العابرة فى المجرى الملاحى، وهو رقم كبير، وهى قادرة على استيعابه وزيادته أيضاً، لافتاً إلى أن مرفق القناة يتوافق مع عدد كبير من سفن التجارة العالمية، وعدد قليل جداً من السفن هو ما لا يتوافق معها، والتى تحتاج إلى غاطس أكبر بسبب حمولتها الكبيرة كسفن الصب ونوعية بعض الحمولات التى تحملها، موضحاً أن مرفق القناة يعمل على تطوير ذاته بشكل مستمر منذ الخمسينات من القرن الماضى، وهو ما جعلها فى أول تصنيف الممرات الملاحية العالمية خلال الفترة الحالية.