أخبار مصر

من إخراج علي عبدالخالق.. طارق علام يروي كواليس أولى تجاربه في السينما

«مش هنسى وقفته جنبي وأنا مخضوض، كانت أول مرة أقف قصاد كاميرا سينما»، بهذه الكلمات لخص الإعلامي طارق علام، تلك اللحظة التي مرت عليه دهرا كاملا خلال تصويره المشهد الأول لفيلمه «الكافير» الذي أنتج عام 1999، حيث إن علامات التوتر ظهرت على وجه مقدم برنامج المسابقات الأشهر في تلك الفترة «كلام من دهب» لكنه وجد المخرج علي عبدالخالق، يتعامل معه بكل هدوء وبشكل ودي وأسلوب راقٍ للغاية.

طارق علام: «عبدالخالق» قدم محتوى هادفا يحترم المشاهد

وأضاف علام لـ«الوطن»: «كنت أعتبره أخا أكبر، وكان يستحق ذلك فالعلاقة بيني وبينه فيما بعد لم تعد علاقة جمع بين فنان ومخرج، الأستاذ علي كان يتعامل نفسيا باحترافية شديدة، ما فعله معي في المشهد الأول من احتواء وطمأنينة جعلني أكمل تصوير فيلم الكافير بكل ارتياح».

وتابع: «تصوير الفيلم كان جزءا منه في فرنسا، حيث عملنا في مناخ صعب للغاية، فالأجواء كانت شديدة البرودة لكنه جعل جميع طاقم العمل لا يشعر بهذا وتركيزنا كان منصبا على إنهاء الفيلم وخروجه بجودة عالية وهو أيضا كان حريصا على ذلك».

ويشير «علام» إلى أن المخرج الراحل علي عبدالخالق حقق نجاحا في المعادلة الصعبة الخاصة بالسينما، حيث إنه قدم محتوى هادفا يحترم المشاهد وفي الوقت ذاته ينجح جماهيريا.

طارق علام: كان إنسانا رقيقا يحترم الآخر

ويوضح أن «عبدالخالق»، كون ثنائيا رائعا مع صديقه محمود أبو زيد، ليترك للسينما المصرية كنوزا لا تقدر بثمن، مثل فيلم «أغنية على الممر» الذي كان يعتبر تحديا صعبا لكنه نجح فيه بامتياز، لا سيما وأنه راهن على إعادة تشكيل وعي المواطن المصري في فترة من أصعب الفترات التي مرت بها مصر في تاريخها.

علي عبدالخالق الإنسان لم يكن فظا، بل كان إنسانا رقيقا يحترم الآخر، يحتضن من حوله، وهذا ما وضح جليا في أحاديث أطقم أعماله التي أخرجها خلال تعاملهم معه، بالإضافة إلى أنه كان يركز على تحليل الشخصية المصرية في أعماله، وخير دليل على ذلك مشهد الرزق في فيلم «جري الوحوش»، هذا المشهد يعد من علامات السينما المصرية وظهر خلاله عبقرية كل من نور الشريف وحسين الشربيني، حسبما يؤكد «علام».

يختتم طارق علام حديثه لـ«الوطن»: «علاقتي بهذا الرجل استمرت لما يقرب من ربع قرن، لقد أثر في كثيرا، وتعلمت منه، وطوال فترة مرضه كنا على تواصل مستمر حتى قبل رحيله بأيام، فقدنا قيمة وقامة هذا الرجل يستحق تكريما يليق به بعد وفاته، أتحدث هنا عن تكريم عظيم وضخم لاسمه».

المخرج الراحل علي عبدالخالق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *