أخبار مصر

10 سنوات على رحيل الجنرال.. فتحي مبروك يتحدث عن الجوهري الإنسان «سابق عصره»

في تاريخ الكرة المصرية العديد من العلامات المضيئة، والمصابيح التي تهتدي بها الأجيال الجديدة والراغبون منهم في صنع تاريخهم والتحول لأساطير يتذكرها الجمهور مدى الحياة، علامات تستقي نورها من أحد المصادر القليلة التي تمثل إلهامًا للأساطير، ومن بين تلك المصادر للإلهام يبقى الجنرال الراحل محمود الجوهري على القمة، الذي حفر اسمًا ظل حيًا في قلوب وعقول جمهور الكرة المصرية رغم رحيله منذ 10 سنوات، وبالتحديد في 3 سبتمبر عام 2012.

فتحي مبروك، المدرب العام السابق لمنتخب مصر ورفيق الجنرال محمود الجوهري في رحلته مع كرة القدم مدربا للأهلي ثم منتخب مصر وصديقه في إنجاز الوصول إلى مونديال إيطاليا عام 1990، يفتح خزائن الذكريات لـ«الوطن»، متحدثًا عن «الجوهري الإنسان»، بعيدًا عن المستطيل الأخضر ومباريات كرة القدم، مسترجعًا حكايات الرجل الذي بنى مجدًا في الملعب، وصنع عرشًا في قلوب محبيه خارجه.

فتحي مبروك: علاقة الجوهري بنا كانت أكبر من الملعب

يقول «مبروك» إن العلاقة بين محمود الجوهري وأفراد طاقمه في المنتخب الوطني، فنيا وإداريا وطبيا، لم تكن مجرد علاقة بين مدير فني وأعضاء جهازه، فاجتماعهم سويًا لم يقتصر على المباريات والتدريبات والمعسكرات «كان دايمًا حريص على إن علاقتنا تتجاوز الملعب.. كنا بنتجمع برة باستمرار، بنروح بيته ويعزمنا، ونتبادل الزيارات، كنا بنتكلم في كل حاجة عن حياتنا برة الملعب».

معسكرات المنتخب الوطني لم تكن مجرد تجمعات من أجل التدريبات الشاقة التي كان يتبعها «الجنرال» دومًا، فالراحل كان يحرص باستمرار على أن تكون تجمعات إنسانية، فدار الدفاع الجوي التي كانت تستقبل معسكرات منتخب مصر باستمرار، كان تتحول إلى منطقة تنبض بالحياة، فكان الجوهري يتحدث مع الجميع بشكل ودي بعيدًا عن الرسميات، من اللاعبين للصحفيين والإداريين والعاملين في المكان والجمهور الذي يزور المعسكر باستمرار.

الأمر لم يتوقف عند الحديث بودٍ مع الجميع، وفق المدرب العام السابق لمنتخب مصر، فالمواقف الإنسانية للجوهري كانت من العلامات المميزة لمعسكرات المنتخب، وفضلًا عن قيادته لتدريبات ومباريات المنتخب، كان يقود عمليات أخرى من نوعٍ خاص، فالمعسكر كان دومًا وجهةً لمن يطلبون مساعداتٍ شخصية، كان الراحل قائدًا لتلبية تلك المطالب، حتى إنه كان كثيرًا يشتري تذاكر المباريات لبعض الجماهير على نفقته الشخصية لمشاهدة منتخب مصر.

مواقف من حياة الجوهري.. دعم رغم الاستبعاد

العديد من المواقف جمعت بين محمود الجوهري وفتحي مبروك لا ينساها الرجل الثاني في منتخب مونديال 90، كان أبرزها الحزن الذي اعترى الجنرال وفريقه على طائرة الفريق العائدة من اليونان عام 1990، عقب الهزيمة بسداسية في لقاء ودي، بسبب استقبال نبأ إقالة الجهاز الفني، فالأمر لم يكن إلا مبارة ودية بعد أشهرٍ قليلةٍ من الإنجاز التاريخي بالوصول إلى كأس العالم.

وعاد «مبروك» إلى الخلف بالزمن 5 سنوات قبل مباراة اليونان، حيث قصة التمرد الشهيرة للاعبي الأهلي عام 1985، والتي دعمها محمود الجوهري حينها، ليتخذ الراحل صالح سليم، رئيس الأهلي، قرارا تاريخيا، باستبعاد اللاعبين والمدير الفني وخوض مباراة الكأس أمام الزمالك باللاعبين الناشئين وبقيادة المدرب العام حينها، فتحي مبروك.

ليلة المباراة التاريخية التي فاز فيها ناشئو الأهلي على نجوم الزمالك، فوجئ فتحي مبروك واللاعبون بزيارة محمود الجوهري لهم رغم قرار الإدارة باستبعاده عن الفريق، «جالنا يحمس اللعيبة الصغيرة ويدعمهم ويسألني اللعيبة عاملين إيه.. قالنا أنا واثق إنكم هتكسبوا الماتش بإذن الله».

العلاقة بين الجنرال ومساعده لم تتوقف عقب عمل «الجوهري» في الأردن، «كنت دائم التواصل معاه وبيكلمني باستمرار.. وآخر مرة كلمته كانت قبل وفاته وكانت حالته الصحية صعبة جدا وملازمه دايما الكابتن علاء نبيل ساعتها»، وبعد الرحيل لم تنقطع علاقة فتحي مبروك بأسرة الراحل، إذ يتواصل معهم ويطمئن عليهم باستمرار.

جنرال سابق لعصره

«الجوهري كان سابقًا لعصره».. كلماتٌ عبّر بها فتحي مبروك عن عبقرية الراحل، مؤكدًا أنه كان داعمًا للاحتراف في عصور ما قبل الاحتراف، انتقل لتدريب الزمالك رغم عشقه للفانلة الحمراء، وشجّع العديد من لاعبي جيل 1990 وما بعدها على خوض التجربة في أوروبا، فكان له الفضل على العديد منهم وعلى مسيرتهم مع الساحرة المستديرة.

الفضل لم يتوقف عند ممارسة الكرة، فأثره قائمٌ فيهم بعد اتجاههم نحو التدريب، جميعهم تعلموا منه وترك في كلٍ منهم بصمة «الجنرال»، حيث يواصل «مبروك»: «لو بصيت على كل واحد من الجيل ده اشتغل في التدريب هتشوف محمود الجوهري في جزء من شخصياتهم وأساليبهم التدريبية وحياتهم.. أنا شخصيا اتعلمت منه كتير في التعامل مع اللعيبة فنيا ونفسيا وذهنيا.. الجوهري كان علامة مميزة في تاريخ الكرة المصرية».

 

فتحي مبروك ومحمود الجوهري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *