«أبكي، أنزف، أموت وتعيشي يا ضحكة مصر»، احتاجت تلك الكلمات التي نظم أبياتها الشاعر عبدالرحمن الأبنودي ولحنها حسن مرعي وغناها أحمد مرعي، إلى صورة كان أبطالها محمود مرسي وصلاح قابيل وصلاح السعدني ومحمود ياسين، وغيرهم ممن غردوا منفردين في درة من دُرر تاج السينما المصرية؛ لكن كان هناك رجلا خلف الكاميرا يبدع في إخراج ملحمة وطنية، اجتماعية، وإنسانية، اسمه علي عبدالخالق.
«أغنية على الممر» الفيلم الأول لعلي عبدالخالق
لم يكن «أغنية على الممر» مجرد فيلم عادي لكنه كان حالة سينمائية متكاملة، قدمها عام 1972، لتحقق تلك الحالة نجاحا فنيا هائلا، حيث حصل الفيلم على الجائزة الثانية من مهرجان «كارلو فيفاري»، وجائزة من مهرجان «طشقند» السينمائي.
لم تتوقف الملاحم الوطنية التي أخرجها «عبد الخالق» عند ذلك الفيلم، بل تخطى في إبداعه عنان السماء، عبر بوابتي «إعدام ميت» و«بئر الخيانة»، ففي العام 1985 أدار من خلف الكاميرا عمالقة في التمثيل، الملك فريد شوقي والساحر محمود عبدالعزيز والدكتور يحيى الفخراني.
ملحمة وطنية تتمثل في فيلم «بئر الخيانة»
لم ينتظر علي عبدالخالق أكثر من عامين، لإخراج ملحمة وطنية أخرى تتمثل في فيلم «بئر الخيانة»، الذي كانت تدور قصته عن جابر عبدالغفار الذي يعيش على سرقة البضائع بميناء الإسكندرية، وذات يوم يتم القبض عليه وترحيله لتأدية الخدمة العسكرية، يهرب إلى إيطاليا بطريقة غير مشروعة، بعد وصوله إيطاليا يعاني من قسوة المعيشة فيتوجه إلى مكتب عمل يتبع للموساد، فيقرر التعامل معهم ويعرض خدماته للعمل كجاسوس، حتى يتم إلقاء القبض عليه بعد خطة محكمة من المخابرات المصرية، في فيلم يعد من أبرز أفلام الجاسوسية في تاريخ السينما المصرية، من بطولة نور الشريف وعزت العلايلي ودلال عبدالعزيز وعبدالعزيز مخيون.
علي عبدالخالق كان على موعد آخر مع التألق بعد عدة سنوات، من فيلمه «الكافير» الذي تم إنتاجه عام 1999 من بطولة الإعلامي طارق علام وروجينا وعزت العلايلي وعبير صبري وسامي سرحان وحسين الإمام وإسماعيل فرغلي، ففي عام 2004 رأى فيلمه «يوم الكرامة» النور والذي يروي استعداد القوات البحرية المصرية لعملية عسكرية مهمة ومصيرية، وهى إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات، ويقوم بالمهمة مجموعة من الضباط والجنود الذي يحمل كل منهم قصة، في تجسيد رائع لبسالة المقاتل المصري خلال حرب الاستنزاف.
