اقتصادي: أوروبا قد تضحي بعملية النمو الاقتصادي للسيطرة على التضخم
قال محمد هشام، المحلل الاقتصادي، إنّ التضخم في أوروبا سجل 9.1% في شهر أغسطس، وهذا المعدل الأكبر منذ إطلاق عملة اليورو، والسبب الكبير يرجع إلى ارتفاع أسعار الطاقة بصورة كبيرة، وهذا ما أدى لتسجيل التضخم لتاسع رقم قياسي على التوالي منذ شهر نوفمبر الماضي، وذلك خلال حواره مع الإعلامي إسماعيل حماد، ببرنامج «بنوك واستثمار»، المذاع على فضائية «Extra news».
عدم اليقين الاقتصادي منتشر في كل دول العالم
وأضاف «هشام»، أنّ التضخم أدى لتحول عمليات الإنفاق في أوروبا إلى تأخير عمليات الشراء لفترة مقبلة، بسبب عدم اليقين الاقتصادي المنتشر في كل دول العالم وليس أوروبا فقط، موضحًا أن ارتفاع الأسعار يعتبر مصدر القلق الأول لدى الأوربيين بنسبة 45%، وفقًا لآخر الاستطلاعات، كما شكلت أزمة الحرب الروسية – الأوكرانية المركز الثاني، ومن ثم جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19».
روسيا واجهت العقوبات الغربية بتعليق خطوط الغاز
وأوضح المحلل الاقتصادي، أنّ روسيا واجهت العقوبات الغربية بتعليق خطوط الغاز المصدرة لأوروبا بحجة الصيانة، ما أدى لتوقف إمداد الغاز، حيث وصل سعر متر الغاز لـ343 يورو وهذا يعتبر 7 أضعاف السعر في العام الماضي، موضحًا أنّ روسيا تعتبر من أكبر منتجي الغاز في العالم، وحصول أوروبا على خطوط بديلة أمر صعب، خلاف أن الحصول على غاز مسال سيكون تكلفته أكبر من الحصول عليه، من خلال خطوط الإمداد القادمة من موسكو.
البنك المركزي الأوروبي تأخر في رفع معدل الفائدة
وتابع المحلل الاقتصادي، بأنّ البنك المركزي الأوروبي تأخر في رفع معدل الفائدة بشكل كبير عن باقي البنوك المركزية في العالم، مشيرًا إلى أن أوروبا قد تضحي بعملية النمو الاقتصادي، خلال الفترة المقبلة؛ للسيطرة على التضخم، مؤكدًا أنّ البنك المركزي الأوروبي سيضطر خلال الاجتماع المقبل لرفع الفائدة بمعدل 75 نقطة على أقصى تقدي، للعمل على وقف ارتفاع التضخم خلال الفترة المقبلة.
المركزي الأوروبي سيضحي بالوظائف
وأشار إلى أن المركزي الأوروبي سيضحي بالوظائف أو معدل النمو في إطار السعي للقضاء على التضخم، معقبًا: «المركزي الأوروبي ليس أمامه خيار إلا رفع معدل الفائدة»، موضحًا أنّ البنوك المركزية ترفع أسعار الفائدة من أجل تقليل المعروض النقدي في الأسواق، للتحكم في معدل ارتفاع الأسعار، كما أن أمريكا نجحت في تقليل معدل التضخم بشكل جيد، خلال الأيام القليلة الماضية، من خلال رفع سعر الفائدة.
هبوط النفط الفترة الحالية يأتي لتصحيح الأسعار
ولفت إلى أنّ عندما خرج من أزمة كورونا بدأ النشاط الاقتصادي في العودة بشكل سريع، ما أدى لحدوث أزمة في الشحن وسلاسل الإمداد، ولكن حدثت الأزمة الأوكرانية التي حدثت من انطلاق الاقتصاد العالمي بعد أزمة كورونا التي كانت تعتبر من أسوأ الأزمات الاقتصادية منذ فترة طويلة، كما أنّ هبوط النفط خلال الفترة الحالية يأتي في إطار تصحيح الأسعار.
الاقتصاد الأمريكي لم يتأثر بشكل كبير بأسعار الطاقة
وأكد أنّه من الممكن أن تقوم أوبك بتخفيض الإنتاج للسيطرة على الأسعار ودفعها للارتفاع مرة أخرى، كما أنّ الاقتصاد الأمريكي لم يتأثر بشكل كبير بأسعار الطاقة، لأنه من أكبر الدول حول العالم في إنتاج الغاز والنفط، على خلاف أوروبا التي تستورد معظم احتياجاتها من الخارج.