أخبار مصر

رئيس هيئة تنمية الصعيد: نسابق الزمن لتحسين حياة سكان الجنوب (حوار)

جاءت مشروعات تنمية الصعيد بمثابة «عصا سحرية»، اقتربت من مناطق العوار فامتد بريقها ليغيّر حياة السكان، لمست الأرض البور فحوّلتها إلى أخرى خضراء، تماما كما تفعل مياه النيل بالأرض العطشى، ووضعت الدولة في سبيل تحقيق ذلك، مليارات الجنيهات لنشر التنمية وتحسين جودة حياة السكان ورفع المعاناة عن كاهلهم، بتوجيهات مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي.

«الوطن» حاورت اللواء شريف أحمد صالح، رئيس هيئة تنمية الصعيد، لمعرفة آخر ما وصل إليه الصعيد من تنمية، وأبرز المشروعات التي تم تنفيذها في المحاور التنموية المختلفة، وإلى نص الحوار..

حدّثنا عن رؤية وأهداف هيئة تنمية الصعيد في الجنوب؟

تعمل هيئة تنمية الصعيد وفق «رؤية مصر 2030»، التي تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة لأهالي الجنوب، وتتمثل رسالتها في تنفيذ مشروعات تنموية في المجالات كافة بالتعاون مع شركاء التنمية، لتحقيق نسب تشغيل مرتفعة، وعائد تنموي للمناطق المستهدفة، فضلا عن استثمار الموارد البشرية والطبيعية ومقومات التميّز، لتعزيز التنمية المكانية المتوازنة في الصعيد.

وضعت هيئة تنمية الصعيد نصب أعينها، هدف الاستغلال الأمثل للموارد البشرية والطبيعية، لتحقيق استراتيجية التنمية المستدامة، وتنفيذ مشروعات كثيفة العمالة والموفرة للمياه والطاقة، التي تلبي حاجات المواطنين الأساسية، وتجذب الاستثمارات اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق العوائد الاقتصادية والاجتماعية للمناطق المستهدفة بالتنمية.

ما هو الأساس الذي تعمل عليه الهيئة في مشروعات تنمية الصعيد؟

تعمل الهيئة وفق توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بـ تنمية الصعيد، ويتم اختيار المشروعات بناء على التحديات المطروحة واحتياجات الأهالي، والتواصل المستمر معهم للتعرف على مشكلاتهم، وهناك تواصل مستمر مع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، كي لا يتم تنفيذ مشروعات لا علاقة لها بالواقع، وقبل التنفيذ تُعرض المشروعات على الوزراء والمسؤولين وأصحاب الخبرة، لضمان ارتباط التنفيذ بالتخطيط.

وبعد العرض على أصحاب الخبرة والتوافق على المشروعات المقرر تنفيذها، تبدأ المكاتب التابعة للهيئة في كل محافظة، تحديد محاور العمل الرئيسية لنشر التنمية، وهي «الزراعة، الصناعة، السياحة، العمران، والمجالات اللوجستية»، إذ إنّ المكاتب هي المعنيّة بتنفيذ المشروعات التنموية، سواءً بالإشراف أو التخطيط أو الموافاة بالبيانات التفصيلية والإحصائية، من خلال التواصل مع المحافظة والزيارات الميدانية. 

ما هي أبرز المشروعات التي نفذتها الهيئة في الصعيد؟

تعمل الهيئة على تنفيذ الكثير من المشروعات التنموية لخدمة سكان الصعيد، ففي محافظة الفيوم جرى تنفيذ مشروع رفع كفاءة وتطوير الدواجن التكاملي بالعزب، ومشروع رفع كفاءة وتطوير موقف الحواتم للسيارات، ومشروع الحفاظ على الحرف التراثية «السجاد» بقرية دسيا، وفي محافظة المنيا، جرى تنفيذ مشروع تطوير وإدارة مزرعة الدواجن والمجزر الآلي بالمطاهرة، وتطوير وإدارة مزرعة الدواجن بشوشة، وتطوير مصنع العسل الأسود، وفي محافظة الوادي الجديد، جرى تنفيذ مشروع استصلاح واستزراع 19 ألف فدان بمنطقة أبو طرطور، وتطوير وتشغيل ورفع كفاءة مصنع تعبئة وتغليف البلح.

وفي محافظة سوهاج، جرى تنفيذ تطوير ورفع كفاءة الوحدات البيطرية، وفي محافظة أسوان، جرى تنفيذ مشروع الدواجن التكاملي في بنبان على مساحة 1000 فدان، ومشروع تطوير ورفع كفاءة زراعة القصب «ري مطور»، وفي محافظة البحر الأحمر، جرى تنفيذ مشروع زراعة نبات الجوجوبا في الغردقة على مساحة 3000 فدان، حيث جرى تنفيذ 1000 فدان كمرحلة أولى في ديسمبر 2021، وتعد زراعة «الجوجوبا» من المشروعات الاقتصادية الكبيرة التي تدر دخلًا كبيرًا للدولة، وتساهم في الحد من آثار التغيرات المناخية، وتوفر حياة كريمة وتنمية مستدامة، كما تخلق فرص عمل متعددة لتشغيل نسب عالية من سكان الحاليين، نظرًا لكثافة العمالة المطلوبة لزراعة الجوجوبا. 

هل الهيئة لديها قاعدة بيانات موحدة لتنمية الصعيد تتضمن المشروعات الحالية والمخططة والمنفذة؟

تُنفذ المشروعات والخطط عبر مكاتب تابعة للهيئة في كل محافظة، تتولى أيضا متابعة نسب التنفيذ في المشروعات المختلفة، سواء بالإشراف أو التخطيط أو الموافاة ببيانات تفصيلية وإحصائية، من خلال التواصل مع المحافظة والزيارات الميدانية.

تنتشر مشروعات الهيئة في جميع محافظات الصعيد، ويتم تنفيذ ومتابعة المشروعات طوال الوقت لتقليل الفجوة التنموية بين المحافظات، في محافظة في الصعيد لها طبيعة خاصة من حيث النشاط، فعلي سبيل المثال شاركنا محافظة الوادي الجديد في مشروع تشغيل وإدارة ورفع كفاءة مصنع التمور، بناء على توقيع بروتوكول تعاون في مارس 2021، حيث تبلغ السعة التخزينية الحالية 1650 طنا للمجمع.

ما الذي حققته الهيئة من مشروعات تكاملية في قطاع الدواجن والثروة الحيوانية؟

اهتمت الهيئة بمشروعات الدواجن والثروة الحيوانية في المحافظات كافة، حيث حققنا أعلى معدلات لإنتاج السلالات المحلية النادرة والمستنبطة المصرية، من خلال إنشاء العديد من المشروعات، ومنها «تطوير مشروع الدواجن التكاملي بالعزب في الفيوم»، وهو من أكبر مشروعات الدواجن المتخصصة في تربية السلالات المحلية والمستنبطة المصرية، وأُنشئ عام 1980 بمنطقة صحراء العزب على مساحة نحو 75 فدانا، حيث يُعد المشروع هو المزرعة الوحيدة التي تحتفظ بسلالات لم تكن موجودة في أي مكان آخر، كما يوفر «200 فرص عمل مباشرة، و400 غير مباشرة». 

ننفذ أيضا مشروع الدواجن المتكامل على مساحة 1000 فدان بقرية بنبان بأسوان، الذي يوفّر اللحوم البيضاء للسوق المحلية، فضلا عن تصدير كميات أخرى للمحافظات المجاورة، ويوفر 200 وظيفة مباشرة، و400 غير مباشرة، ويوفر المشروع سلعة استراتيجية بسعر مناسب، كما يحقق التنمية المستدامة.

كما ننفذ مشروع تشغيل وإدارة مزرعة الدواجن والمجزر الآلي بالمطاهرة بمحافظة المنيا، حيث نوفر التمويل اللازم لمستلزمات التشغيل والإدارة، للإشراف والرقابة على العملية التشغيلية، وننفذ أيضا مشروعا لتطوير الوحدات البيطرية بسوهاج، ونسعى من خلاله لتحقيق الاستفادة القصوى من أصول المزرعة، ورفع مستوى الخدمة في الوحدات للفلاحين، وتقديم الخدمات البيطرية بشكل أفضل ينتج عنه زيادة العائد في الثروة الحيوانية.

ما هي أبرز مشروعات الصناعات التحويلية التي تنفذها الهيئة؟

نعمل في العديد من المشروعات، ومنها «تدوير المخلفات الزراعية»، الذي يضاعف الاهتمام بالأبعاد البيئية، وبمصادر الطاقة الجديدة، حيث يعتمد المشروع على تحويل المخلفات الزراعية الناتجة عن عصر قصب السكر بمصنع العسل الأسود بتونة الجبل بملوى، والمقدّر بـ50 طنا يوميا، إلى صورة وسيطة لإنتاج الطاقة الحرارية، لتحقيق أعلى طاقة متجددة من النفايات، وخفض المخلفات المطلوب التخلص منها بالدفن، وتوفير بيئة نظيفة وصحية، ورفع الجدوى الاقتصادية للمخلفات الزراعية. 

ما هي التحديات التي واجهت الهيئة في تنفيذ مشروعاتها؟

واجهنا تحديات كثيرة، على رأسها هجرة الشباب من الكوادر المهنية والحرفية، ما يعيق التوجه لخلق فرص عمل مستقرة في الصعيد، كما واجهنا تحدي الزمن، لأننا نهدف لتحقيق تنمية سريعة مبنية على أسس علمية وعلى الدراسات والخبرات، وبالتنسيق مع أجهزة الدولة، والاستعانة بخبرات المتخصصين في الجامعات والجهات الحكومية، ونجحنا في ذلك بالاستفادة من رؤى التنمية، ونفذنا ذلك على الأرض، لتعويض أهالي الصعيد عما عانوا منه طوال السنوات الماضية. 

ما علاقة الهيئة بالمبادرة الرئاسية «حياة كريمة»؟ 

نتشارك مع مبادرة «حياة كريمة» في إنشاء المجمعات الصناعية، وإدارة المشروعات المنفذة من البداية للنهاية، بمعنى أنّنا قد ننشئ ورشة حرفية، ثم ندرب من يعمل بها بطريقة عملية، كما نوفر الآلات والعدد والخامات المطلوبة، ولا يتوقف دورنا عند هذا الحد، بل يتعداه للتسويق من أجل ضمان تحقيق الاستدامة وتوفير عائد مادي للعاملين بالمشروع، بما يضمن حياة كريمة للعامل وأسرته، وهو ما يُعرف بـ«تسلسل التنمية».

تنفذ الهيئة مشروعات صناعية قائمة على الزراعات التى تشتهر بها محافظات الصعيد، ما يعزّز القيمة المضافة، ويوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، إضافة إلى أنّ بعض المشروعات تراعي عادات وتقاليد الأهالي، فعلى سبيل المثال يُسمح بعمل المرأة من المنزل، على أن يتم تجميع المنتج كخامة أولية أو بدائية أو تجهيزية لتقام عليها صناعة أكبر، ما يسمح بتشغيل أكبر عدد ممكن من سكان الصعيد في المجالات كافة. 

ما هي الخطة الاستراتيجية للهيئة لتنمية محافظات الصعيد؟ 

تعمل الهيئة وفق خطة مكتملة لتحقيق جودة حياة أفضل لسكان الصعيد، ومن بين عناصرها «تنفيذ مشروعات كثيفة العمالة تحقق الاحتياجات الأساسية للمواطن، دمج المجتمعات المحلية والحدودية وتحقيق متطلبات الأمن القومي، مراعاة مقومات التنمية والميزة النسبية والموارد المتاحة لكل محافظة، تحديد أهداف وتوجهات الدولة لتحقيق التنمية المستدامة، سد الفجوة التنموية وتعظيم الموارد والقيم المضافة، وتحديد المناطق ذات الأولوية المستهدفة بالتنمية».

اللواء شريف أحمد صالح - رئيس هيئة تنمية الصعيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *