مستشار وزير التنمية المحلية السابق عن تنمية الصعيد: ما حدث «معجزة» (حوار)
مشروعات تنموية شاملة نفذتها الدولة في صعيد مصر طوال 8 سنوات، بدأت منذ تولي الرئيس عبدالفتاح مهمة قيادة البلاد وحتى الآن، وضعت المدن المنسيّة في الجنوب على قائمة اهتمامات الدولة، وغيّرت حياة المواطنين من أنين الاحتياج والإهمال، إلى أزهى عصور التنمية في جميع المجالات.
«الوطن» حاورت الدكتور صبري الجندي، مستشار وزير التنمية المحلية السابق، الذي سلّط الضوء على أثر المشروعات التنموية على المواطنين في الصعيد، وكيف تحولت حياتهم إلى الأفضل، وإلى نص الحوار..
الصعيد قبل التنمية كان طارد للسكان
كيف كان حال الجنوب قبل مشروع تنمية الصعيد؟
عكس ما يتصوره الكثيرون، كانت هناك مشروعات تنموية قبل أحداث 25 يناير 2011، لكنها كانت قليلة جدا ومعدل تنفيذها بطيئ، وكان الصعيد في تلك الفترة طارد للسكان بسبب مشكلات عديدة، منها قلة فرص العمل وبالتالي معاناة الكثيرين، فضلا عن الحرمان من بعض الخدمات الأساسية التي يحتاجها سكان الصعيد.
دولة 30 يونيو اهتمت بتحسين حياة 40 مليون من سكان الصعيد
كيف تطور الصعيد مع مشروع التنمية الذي أطلقته الدولة؟
بعد ثورة 30 يونيو وجد الصعيد اهتماما كبيرا من القيادة السياسية، التي فكرت وقررت بدء عملية تنمية شاملة للصعيد، حيث وفرت الدولة ميزانية ضخمة لتحسين حياة نحو 40 مليون مواطن في 10 محافظات، وجرى العمل بالمشروع في عدد من المحاور بالتوازي، ومنها «تشييد المدن الصناعية، توفير شبكة طرق وكباري لم تحدث في تاريخ مصر من قبل، مشروعات زراعية وبنية تحتية، ومشروعات تعليمية» وغيرها من المشروعات التي تعتمد على التركيز على ضخ الموارد المالية والتطوير المؤسسي وأنظمة العمل وتنمية القدرات المحلية، مي تتمكن المحافظات من إدارة التنمية وجذب الاستثمارات.
ما حدث في الصعيد أشبه بـ«المعجزة»
بعد نحو 5 أعوام من إطلاق المشروع.. كيف هو حال الصعيد الآن؟
الصعيد الآن أصبح مختلفا بصورة كبيرة، وما حدث فيه أشبه بـ«المعجزة»، حيث ارتفعت جودة حياة السكان، وتوافرت مصادر مختلفة للرزق بسبب المشروعات الصناعية التي وفرت الكثير من فرص العمل، ما انعكس بشكل إيجابي في الحد من هجرة أهالي الصعيد إلى المدن، ما ترتب عليه تخفيف الزحام في الحضر، كما تمكّنت الدولة من القضاء على العشوائيات التي كان يلجأ إليها البعض للإقامة بها، ولقي مشروع تنمية الصعيد، إشادة من البنك الدولي والكثير من المنظمات العالمية، التي أكدت أنّ مصر تسير على النهج الصحيح للتنمية.
ما هي أبرز مشروعات تنمية الصعيد؟
يعمل المشروع في الكثير من المجالات، ومنها مشروعات البنية التحتية، ومجمعات الخدمات الحكومية المتكاملة، وزيادة الرقعة الزراعية، فضلا عن المجمعات الصناعية، والمشروعات التعليمية سواء في المدارس أو الجامعات، بهدف تحقيق أفضل جودة حياة لأهالي الصعيد.
ما يحتاجه الصعيد الآن هو الحفاظ على التنمية
بعد هذه التنمية.. ما الذي يحتاجه الصعيد الآن؟
الصعيد في نهضة كبيرة على المستويات كافة، لكنه بحاجة إلى أن يقتنع سكان الصعيد أنّ المشروعات التنموية تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة لهم، لذلك هناك حاجة لأن يتحمسوا للحفاظ على المشروعات التي تم تشييدها، والمساعدة بإقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر لتنشيط الحياة داخل الصعيد وتوفير كل ما يحتاجونه في نطاق حياتهم.
التعليم الجامعي من أوائل المشروعات التنموية في الصعيد.. ما دلالات ذلك؟
الاهتمام بالتعليم الجامعي ضمن مشروع تنمية الصعيد له دلالة مهمة، حيث يتم الاعتماد على العلم والتخطيط في المشروع التنموي، فالجامعات بمثابة بيوت خبرة للمسؤولين، وهي التي تقود عملية التطوير والتنمية، فكل محافظ أو مسؤول يعتمد على الجامعات في نطاق محافظته للتخطيط للمشروعات التنموية والاقتصادية، وبالتالي تكون عملية التنمية قائمة على أساس علمي.
كيف ساهمت مبادرة حياة كريمة في تنمية الصعيد؟
حظي الصعيد بالنصيب الأكبر من اهتمام «حياة كريمة»، لوجود الكثير من القرى التي تحتاج إلى دعم، ويعمل في المرحلة الأولى 34 مركزا، بتمويلات تصل إلى 155 مليار جنيه، والمرحلة الثانية في 35 مركزا بتمويل يصل إلى 170 مليار جنيه، وهو ما يعبِّر عن الاهتمام الرئاسي بالصعيد، لتحقيق نقلة نوعية لمستوى معيشة السكان والارتقاء بالخدمات والمرافق.