وضع نصب عينيه الحفاظ على البيئة وتوفير الطعام، وتقليل المهدور من المحاصيل الزراعية، فسخر سنوات حياته لابتكار جهازٍ يعمل بالطاقة النظيفة يمكن العالم من ترشيد الاستهلاك، ليتوج مجهوده بجائزة الطاقة العالمية لعام 2021، ليرفع المهندس أحمد إسماعيل مجاهد، اسم مصر عاليا بمشروعه، والتي سيتسلم جائزتها بحفل تنظمه سفارة النمسا خلال الأيام المقبلة لعدم تمكنه من السفر لتسلم الجائزة.
اختيرت شركة «إيكو» لتصنيع أجهزة تجفيف الخضر والفاكهة كفائز دولي بجائزة «إنرجي جلوب» وأفضل مشروع مستدام على مستوى العالم من بين 3000 متسابق من جميع أنحاء العالم متفوقة على مشروعات من النمسا وبلجيكا ومدغشقر وبلغاريا، في حفل أقيم في جلاسكو في اسكتلندا بحضور ممثلين عن 186 بلد على مستوى العالم، ليجعلها هذا التكريم أول شركة مصرية وعربية تفوز بهذه الجائزة منذ إنشائها منذ نحو 20 عاما.
«الوطن» تواصلت مع صاحب الشركة ومبتكر الجهاز لتحدثه عن أفكاره وأحلامه، وإلى نص الحوار:
حدثنا عن شركتك ودورها في مساعدة المزارعين؟
شركة «إيكو – ECO» هي الشركة الوحيدة في مصر المتخصصة في إنتاج أجهزة تجفيف الخضر والفاكهة، فتحاول الشركة مساعدة المزارعين الذين يفاجئهم وقت الحصاد أن تكاليف حصاد ونقل المحاصيل للأسواق تتعدى القيمة التسويقية للمحصول فيتخلصون منه.
ويمثل هذا فقدا كبيرا لموارد مثل الماء والطاقة والسماد بجانب الأرض والعمالة والأموال التي تنفق لإنتاج محاصيل لا يستهلكها أحد.
ما نسبة الفقد في المحاصيل بمصر في العام الواحد؟
طبقا لتقرير لمنظمة «الفاو» فإن 45% من محاصيل الخضر والفاكهة في مصر تفقد بعد الحصاد أي لا تصل للأسواق، في الوقت الذي تعاني فيه مصر من فقر الموارد الطبيعية مثل الماء اللازم لاستصلاح أراضي جديدة لتغطية النمو المتزايد للسكان.
متى سيعرض الجهاز في الأسواق؟
للأسف لا نملك الإمكانيات المادية للنزول للسوق، ولكن صنعنا نماذج فقط من الأجهزة، وننتظر الحصول على تمويل أو تدخل مستثمرين.
نجحت «إيكو» في تصنيع 3 نمازج لأجهزة تجفيف الخضر والفاكهة، وهي أجهزة تعمل بالطاقة الكهربائية، وبمساعدة أجهزة تعمل بالطاقة الشمسية، كما ابتكرنا طرق تجفيف حصدنا بسببها جائزة «الإنرجي جلوب».
كيف يساعد الجهاز المزارعين؟
الجهاز له طرق تجفيف مبتكرة تمكن المزارع من تجفيف أكبر قدر ممكن من فائض الخضر والفاكهة، كما يوفر منتجات غير تقليدية تستورد من الخارج في صورة عصائر فاكهة وبودرة صلصة طماطم وشرائح فاكهة مجففة ومنتجات أخرى عديدة.
كيف يعمل جهاز التجفيف؟
الجهاز يعمل بالطاقة الشمسية والكهرباء، كما يستغرق وقتا قصيرا ويعطي أعلى جودة وإنتاجية، بما يتناسب وشروط التصدير وبأقل تكلفة.
ويعمل الجهاز على خفض وزن وحجم المحاصيل بنسبة 20%، مما يحل مشكلة النقل والتخزين والتعبئة والشحن ويخفضها بنفس النسبة، كما أن أجهزة إيكو تمثل مصنعا صغيرا داخل المنزل، ومن الممكن أن يوفر فرص عمل للسيدات الريفيات داخل المنزل وربات البيوت، وكذلك نواة لمشروعات صغيرة ومتوسطة للشباب.
كما يساعد الأسر على خفض نفقات الغذاء عن طريق تجفيف الخضر والفاكهة في موسم الحصاد عند انخفاض أسعارها لاستهلاكها عند ارتفاع الأسعار.
هل يساعد الجهاز على زيادة الأمن الغذائي والحفاظ على البيئة؟
الجهاز بالفعل يساعد على زيادة الأمن الغذائي بتوفير المهدور من المحاصيل، دون الضغط على الموارد الطبيعية المحدودة، وكذلك يحافظ على البيئة عن طريق خفض انبعاث الغازات الضارة من المحاصيل التالفة.
هل تواصلت الدولة معك لمعرفة المشروع وكيفية الاستفادة منه؟
وصلت دعوة من محافظة أسوان لإعطاء دورة تدريبية هناك. كما وصلت دعوة من الأمم المتحدة لتدريب 150 فتاة إفريقية من أنجولا وبنين وبوتسوانا والكاميرون وإثيوبيا وجامبيا وغانا وكينيا وليسوتو وملاوي ومالي ونيجريا ورواندا وسيراليون وجنوب إفريقيا وسويزلاند وأوغندا وزامبيا وزيمبابوي.
ويهدف تدريب الإفريقيات إلى مساعدتهم على إقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة في بلادهم في مجال التصنيع الغذائي.
ما الأمر الذي رجح كفة الفوز بالجائزة لكم؟
حصلنا على الجائزة لاكتشافنا طرق غير تقليدية وسريعة تساعد على تجفيف أكبر قدر ممكن من المحاصيل في فترة قصيرة، وبتكلفة منخفضة للغاية.
كما ابتكرنا منتجات مجففة غير تقليدية يحتاجها السوق المصري وبجودة أعلى كثيرا من المستوردة، كما تمتاز أيضا بطول فترة الصلاحية لعدة سنوات، وأغلبها لا يحتاج إلى تبريد للحفظ، ويمكن تصديرها، خاصة أن كثيرا من الدول العربية تستورد الفاكهة المجففة وباستطاعتنا دخول سوق التصدير.
كما تستورد مصر من آسيا فواكه مجففة غير عالية الجودة في الوقت الذي تتميز فيه الفاكهة المصرية بطعم رائع، خاصة عند تجفيفها وتتفوق على الفاكهة المجففة بالدول الأخرى.
ما أبرز الفواكه التي جففها جهاز «إيكو»؟
استطاع الجهاز تجفيف شرائح مانجو دون إضافات، لتخرج طبيعية وصحية تماما، كما استخرجوا بمساعدة الجهاز بودر عصير مانجو وبودرة عصير فراولة وخوخ وبطيخ وكنتالوب صحي نقي خالٍ من مكسبات الطعم والمواد الكيماوية الحافظة، والذي يباع المجفف منه بالجرام بأسعار مرتفعة، كذلك ينتج الجهاز بودرة بصل وثوم وفلفل وصلصة طماطم صحية ممتدة الصلاحية لسنوات، وجميعها منتجات يمكن للمزارع إنتاجها داخل منزله وبيعها أو تصديرها أو استهلاكها.
ماذا يحتاج مشروعك لتعميمه ولفت الانتباه إليه؟
نتمنى أن ننجح في لفت نظر المسؤولين لأهمية المشروع، خاصة وأن أسعار الغذاء في العالم ترتفع بشكل كبير، وهو ما يدفعنا للتفكير في تقليل الهدر في المحاصيل.
أطنان من الخضر والفاكهة تترك للتلف سنويا، إذا تحولت إلى منتجات مجففة ستوفر كثيرا من فرص العمل، كما سنصدر للخارج بدلا من الاستيراد، بجانب الحفاظ على البيئة وتعظيم استغلال الموارد.
