أخبار مصر

«هند وسوزان» تقودان «مترو الأنفاق»: «بنشوف الفرحة بينا في عيون الناس»

عندما ترى فتاة تقود قطاراً لمترو الأنفاق ربما يكون أمراً لا يتوقعه ولا يتخيله الكثيرون، فمجرد التفكير يعد أمراً صعباً ومسئولية ضخمة، ولكن حالياً فى مصر مع بناء «الجمهورية الجديدة»، أصبح هذا موجوداً لأول مرة فى التاريخ، بعد نجاح فتاتين فى اختبارات قيادة المترو منذ أبريل 2022، على الخط الأخضر الثالث.

«الوطن» التقت بأول فتاتين نجحتا فى العمل كسائقات للمترو، وعبرتا عن فرحتهما وفخرهما بالعمل فى تلك الوظيفة، وكلتاهما أكدت أن التجربة أثبتت أن المرأة قادرة على الوجود فى أى مهنة من المهن الصعبة التى تحتاج الصلابة والمسئولية.

وقالت «هند عمر محمود»، إنها فخورة كل الفخر بكونها أول سائقة لقطار المترو، موضحة مدى المسئولية الضخمة الملقاة على كاهلها، لأن القطار مكون من 8 عربات، ومن الوارد أن يحدث بها أى أعطال فنية خلال سير الرحلة، لذا لا بد من حسن التصرف وسرعة البديهة، وشدة التركيز طوال فترة القيادة لمتابعة الإشارات بشكل قوى وسليم.

وأضافت «هند»، لـ«الوطن»، أنها حاصلة على بكالوريوس التجارة، وكانت تمتهن مهنة التدريس لمادة الرياضيات، وتركتها لكى تلتحق بمهنة سائقة مترو الأنفاق، ولزوجها دور كبير فى هذا، لأنه هو من أبلغها بإعلان الوظيفة وشجعها عليها، فهو خير مشجع لها، ودائماً ما يقف بجانبها ويطالبها بعدم الانتباه للتعليقات السلبية.

خريجتا كليتى التجارة والآداب: نفخر بالعمل فى مرفق حيوى والتجربة أثبتت قدرة المرأة على العمل بكفاءة فى مهن صعبة

وعند قيادة «هند» لقطار مترو الأنفاق، دائماً ما ترى ردود فعل غريبة من الركاب، فالبعض يوجهون لها آراء وتعليقات سلبية، ولكن الجانب الإيجابى كان أكبر بمراحل، فالكثير كان يتردد عليها عند كابينة القيادة، ويقدمون لها التبريكات والتهانى، بكونها أول قائدة للمترو فى مصر، مستشهدة بموقف طريف: «شاهدنى رجل مسن وأنا أقود القطار رفض ركوب المترو، وبات يلوح لأتحرك، وهو رافض الركوب نهائياً».

وأشارت إلى أن قيادة مترو الأنفاق فى الغالب «أوتوماتيك» بنسبة تصل إلى 90%، مؤكدة أن القطار به نظام أمان وسلامة متكامل، قائلة: «كل مهمة السائق أن يتابع الإشارات بدقة، ويتابع فتح وغلق الأبواب عند الوصول للمحطة، ويتدخل لإيقاف القطار عند حدوث أى طوارئ بشكل مفاجئ».

أما «سوزان محمد أحمد» فقالت إنها حاصلة على ليسانس الآداب، وعندما علمت بفرصة التقديم للعمل كسائقة للمترو فى الخط الأخضر الثالث، لم تتردد فى التقديم للحظة واحدة، لخوض التجربة، موضحة أن الاختبارات كانت إقصائية، وكانت على درجة عالية من الصعوبة والدقة، للانتقاء الجيد بمن ستلتحق بتلك الوظيفة، مؤكدة أنها تدربت لمدة 4 أشهر، حتى تمكنت من قيادة المترو بمفردها.

وأضافت «سوزان»، لـ«الوطن»، أن قيادة القطار لها شروط معينة، أولها أن يكون الشخص مؤهلاً نفسياً للتعامل بحكمة ورزانة، وألا يتردد فى اتخاذ القرارات بشرط أن يتخذها بسرعة ودقة فائقة، لأن من الوارد أن تتعرض لموقف ما يستدعى الوقوف فوراً، قائلة: «سقطت أمامى قطة وقررت التوقف ولكنها فادت نفسها ووقفت فى فجوة بين الرصيف والقطار، ولو كانت أمامى مباشرة كنت هقف لأنها روح».

وأكدت أنها تعرضت لبعض الانتقادات المضحكة من قبل مستقلى قطارات مترو الأنفاق، منها «مكانكو المطبخ» وغيرها من المواقف الطريفة، لكنها لا تلتفت إلى أى تعليقات تصيبها بالإحباط، مؤكدة أن النساء قادرات على فعل كل شىء، حتى ولو اعتقده البعض صعباً ومستحيلاً، قائلة: «أغلب الناس سعيدة إنى سائقة لمترو الأنفاق، ويقدمون لى التبريكات والتهانى والتشجيع الحار».

ووجهت «هند» و«سوزان» الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، وللدولة حكومةً وشعباً، على اهتمامهم بالمرأة المصرية ودعمها، فى اتخاذ كل الخطى التى تؤكد أننا دولة تتمتع برؤية من قبل قائد عظيم وإرادة شعب يريد التطوير والتغيير.

«سوزان» تعمل على قيادة «المترو»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *