متطوعون بـ«كابيتانو مصر»: المبادرة تقرب الأطفال من تحقيق أحلامهم
لا يفوت الشباب الواعي فرصة إلا ويشتركون بحب كمتطوعين في المبادرات المختلفة، ليساعدوا غيرهم ويذللوا ما يمكن أن يواجههم من صعاب، لكن أن يكون المتطوعون شباب جامعي واعٍ يساعدون أطفالا أعمارهم 14 عاما؛ لتحقيق أحلامهم هو درة العمل التطوعي.
لم يفوت هؤلاء الطلاب الفرصة حينما سمعوا بمبادرة «كابيتانو مصر» لاكتشاف المواهب الكروية، التي تتولاها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، فقرروا الاشتراك بها لمساعدة غيرهم وإرشادهم.
عمرو المتولي، عضو لجنة الإعلام في مبادرة «شباب يدير شباب» بالدقهلية، والطالب بالفرقة الثالثة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وأحد المتطوعين في تنظيم برنامج «كابيتانو مصر»، أوضح أن المبادرة تقرب الأطفال المشاركين من تحقيق أحلامهم، لأنها تقرب المسافات لهم، فبدلا من سفرهم لساعات طويلة لحضور اختبارات الأندية الكبرى التي تتطلب تنقلات وأموالا وجهدا؛ تأتي المبادرة إليهم في محافظاتهم بالمجان لاكتشافهم: «إحنا شعب بيحب الكرة، والكرة بتشكل وعينا بشكل كبير، وتستهدف المبادرة أكبر عدد من الطلاب بسن 14 سنة فقط، والسن دا هو المناسب للأشبال وهو اللي محتاجينه عشان المشترك يتعلم أساسيات الكرة في توقيت مبكر».
وأشار المتولي إلى أن الأندية تتقيد بعدد معين لا تتخطاه خلال اختباراتها، ما يقلل فرصة التحاق أكبر قدر من الأطفال بها، وتضع شروطا أصعب للقبول على رأسها الماديات التي ترهق الأسر، إلا أن مبادرة «كابيتانو مصر» تتولى الموهوبين منذ اللحظة الأولى لقبولهم حسبما أضاف المتولي لـ«الوطن».
ويرى أن المبادرة استهدفت في الدقهلية نحو 2300 طالب: «الاستمارات اللي موجودة لتسجيل الأطفال خلصت، وطبعنا غيرها عشان نغطي العدد»، ما يعد نجاحا باهرا للمبادرة، وكذلك يرى أن المبادرة توفر عينا خبيرة من مدربين وكبار الرياضيين الذين يستطيعون انتقاء الأطفال الموهوبين بسهولة، وهو ما ليس موفرا بشكل كبير في الأماكن الأخرى: «كان موجود الدكتور جمال محمد علي عضو اتحاد الكرة، ومحمود سعد مدير فني اتحاد الكرة، ومحمود أبو الدهب نجم الأهلي السابق، وفتحي الزهيري نجم المنصورة السابق».
وأوضح عضو لجنة الإعلام، أن المبادرة تعطي للأطفال أملا وترسم لهم طريقا يمكنهم من خلال النجاح وتحقيق ما يحلمون به: «طول ما هو عنده الموهبة هيوصل مهما كانت الصعوبات».
المتطوعون يتولون الأطفال منذ لحظة دخولهم
تجمع الأطفال وأولياء أمورهم منذ اللحظة الأولى بالصالة المغطاة في استاد المنصورة، وأعطى الأطفال أرقاما لتسهيل عملية التنظيم لمنع التكدس، كما جرى تقسيمهم إلى 12 طفلا على مجموعتين كل مجموعة 6 أفراد، لمنع التكدس: «الأطفال بيكونوا أمام لجنة من المبادرة مكونة من 5 أشخاص، ومعاهم استمارات الطلاب، وعلى البوابة بيستقبل المنظمين الأطفال وبياخدوا منهم شهادات ميلادهم ويسجلوا تاريخ الميلاد ومراكزهم في الملعب، وأهم حاجة تاريخ ميلادهم، لازم يكوم مواليد 2008، وكانت البداية من 1 يناير 2008»، حسبما ذكر المتولي.
ولفت إلى أن الأطفال يخضعون لكشف طبي لقياس سرعة ضربات القلب والتنفس، والوزن والطول، ثم يجري توزيعهم وتخصيص تيشرتات ملونة لهم، يشرف من خلالها على ذلك فريق المتطوعين، ثم يعرض الأطفال على الاختبارات المختلفة من لياقة بدنية ومهارات وحراسة مرمى وتسليم وتسلم، ويجري فرز التقييمات وتصعيد أعلى التقييمات.
متطوع: «كابيتانو مصر» بوابة لاكتشاف الموهوبين
وقال زياد حامد، أحد المتطوعين في مبادرة «كابيتانو مصر»، طالب بالفرقة الثانية بكلية التجارة جامعة طنطا، إنه يرى في المبادرة شيئا جميلا للغاية لمساعدتها الموهوبين في كرة القدم ليظهِروا موهبتهم أمام متخصصين كبار: «إحنا بدأنا من الساعة 7 صباحا لـ 5 مساء، وأنهينا اليوم بشكل كويس ومُشرِف».
وأضاف في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن دوره التنظيمي يبدأ من البوابة الخارجية بتنظيم الداخلين ومتابعتهم والإجابة على استفساراتهم، وتعريف المشاركين بمكان الملعب وتوجيههم وتوزيعهم على اللجنة وتحديد مكان ووقت دخولهم، وتخصيص أرقام تعريفية لهم، ثم تحديد الفرق وتقسيمها، أي أن دور المنظمين يبدأ منذ دخول المشتركين من البوابات الرئيسية حتى خروجهم: «شارك من متطوعي وزارة الشباب والرياضة نحو 30 شخصا طوال اليوم، لتنظيم المشتركين وأولياء أمورهم».