أخبار مصر

مصر سند الأشقاء.. «السيسي» يوجه بجسر بري لتخفيف أضرار السيول بالسودان

تحرص مصر بشكل دائم ومتواصل على تقديم الدعم الدائم للدول الشقيقة والصديقة فى كل الأزمات والشدائد التى تتعرّض لها، خصوصاً الدول العربية والأفريقية، بتوجيه مباشر من الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يسعى دائماً لتوطيد العلاقات مع الدول المختلفة، وتقديم جميع أنواع الدعم للدول الشقيقة والقارة الأفريقية، لدعم شعوبها والتضامن معها، ومساعدتها على تخطى العثرات وتجاوز الأزمات الطارئة.

وانطلاقاً من مكانة الدول العربية والأفريقية، فى «قلب» مصر، وجّه الرئيس السيسى، أمس بتقديم كل سُبل الدعم الممكنة إلى الشعب السودانى، لمساعدته فى تجاوز تداعيات أزمة السيول التى اجتاحت عدداً من المناطق فى جمهورية السودان، وخلّفت أضراراً بالغة فى الأراضى والمحاصيل الزراعية وتضرّر المنازل بجانب آلاف المشرّدين وسقوط القتلى والمصابين.

وفى ضوء التوجيهات الرئاسية، قامت أجهزة الدولة على الفور بتسيير جسر برى يحتوى على مواد غذائية وأدوية وقوافل إنسانية وطبية بإجمالى 90 شاحنة نقل، للأشقاء فى السودان، ضمن جسر برى متواصل مع الجمهورية الشقيقة للمساهمة فى تخفيف الأعباء عن كاهل شعبها، وتأكيداً على عمق العلاقات المصرية السودانية المتميزة التى تحظى بكل التقدير والاحترام من الجانبين.

مساهمات مصرية متواصلة: مساعدة السودانيين على تجاوز أضرار المنازل والأراضى.. ودعم «القاهرة» يصل إلى 30 دولة أفريقية خلال جائحة «كورونا»

وكانت مصر سباقة وضربت أروع الأمثلة فى تقديم الدعم والعون للعرب والأفارقة، عند انتشار جائحة فيروس كورونا على مستوى العالم، وإعلان عدد من الدول حالة الطوارئ، إذ قامت حينها مصر بتقديم الدعم بسخاء للجميع، بناءً على توجيهات الرئيس السيسى، بإرسال مواد طبية بقيمة 4 ملايين دولار إلى 30 دولة أفريقية، مشاركة منها فى جهودها لاحتواء التحديات الناتجة عن انتشار الجائحة، وتأثيرها على جميع جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

وتُعد السودان من أكثر الدول التى تلقى اهتماماً كبيراً من مصر، فى إمدادها بالدعم الدائم، فى جميع القطاعات، حيث قامت مصر بإرسال أطنان من المواد الطبية والغذائية فى قوافل متواصلة وجسر ممتد بين البلدين.

وحصلت أفريقيا على نصيب الأسد من الدعم المصرى الدائم، حيث تم تقديم مواد طبية لـ10 دول أفريقية خلال مواجهة الأوبئة بقيمة 1.6 مليون دولار، إضافة إلى تقديم دعم لـ23 دولة تتجاوز 2.2 مليون دولار لمكافحة الأمراض.

وسجلت مصر بحروف من ذهب، وضربت أروع الأمثلة فى الوقوف بجانب الأشقاء العرب والأفارقة، خلال انتشار جائحة كورونا على مستوى العالم، وتعرُّض عدد من الدول لإعلان حالة الطوارئ، فقامت حينها مصر بتقديم الدعم. وحصلت الأردن على دعم مصرى تضمن إرسال أطنان من المواد الطبية والغذائية، كما تم إرسال أطنان من الأدوية واللقاحات إلى تونس خلال الأزمات التى تعرّضت لها. ومن منطلق أن العرب فى القلب، قدّمت مصر لليمن مواد طبية لمواجهة كورونا، والحال نفسه تكرر مع الهند، والصين، وإيطاليا، وأمريكا، حيث قامت مصر بإرسال تلك المواد لدعمها فى مواجهة تداعيات الجائحة، انطلاقاً من التضامن الإنسانى مع جميع شعوب العالم.

ومن دعم الأشقاء فى مواجهة الأزمات الطارئة، إلى دعم القضية الفلسطينية، فقدمت مصر الكثير من الدعم لغزة، حيث تم تخصيص 500 مليون دولار لإعادة الإعمار فى القطاع، كما وجّهت 120 قافلة محمّلة بدعم يشمل مواد غذائية وطبية وغيرهما، إلى جانب الدعم المصرى إلى ليبيا، حيث تم توفير أطنان من المواد الطبية، وتوقيع اتفاقيات لإعادة الإعمار، ودعم خريطة الطريق المتوافق عليها.

وحول الموقف المصرى الداعم للأشقاء، قال طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية، إن مصر من أكثر الدول التى تقدم الدعم لأشقائها بالدول العربية والأفريقية، والأوروبية دون تسييس هذا الدعم.

وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة لـ«الوطن» أن مصر لا تقارن بالدول التى تقدم الدعم تحت بند التسييس، ولكنها تقدمه فى إطار التعاون والمصلحة المشتركة، ويكون هناك بعد إنسانى وراء تقديم مصر الدعم للدول الأخرى.

«فهمى»: مصر من أكثر الدول التى تدعم الأشقاء العرب والأفارقة انطلاقاً من البعد الإنسانى وتعزيزاً لمكانتها التاريخية ودورها كركيزة للاستقرار

وأوضح «فهمى» أن مصر لم تقتصر بدعمها على دولة بعينها، وإنما يمتد الأمر إلى جميع الدول التى تحتاج إلى الدعم، سواء المواد الغذائية أو الطبية، مضيفاً أن الدولة المصرية تقدم الكثير من الدعم للدول الأفريقية ودول حوض النيل، بالإضافة إلى دول القرن الأفريقى.

وتابع أن مصر حينما تقوم بتقديم الدعم فهى لا تعمل ضمن مرحلة أعمال الإغاثة أو المشكلات، ولكنها تقدّم دعماً ممتداً لهذه الدول، يستمر للكثير من الوقت، سواء دعم الأغذية والأدوات الطبية، التى قدمتها لكثير من الدول، ومنها غزة، ولبنان، والعراق، وعدد من الدول الأفريقية والأوروبية.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن الدعم الذى تقدمه مصر إلى الدول له الكثير من الأهداف أو المعانى، منها محاولة تأكيد الترابط المصرى، وتوطيد العلاقات المصرية على مستوى العالم، بالإضافة إلى تقديم بُعد إنسانى ومصالح مشتركة بين مصر والدول الشقيقة والأفارقة، وعلى رأسها السودان، التى تهتم مصر بتقديم جميع أنواع الدعم والمساندة لها بشكل مستمر.

ونوه أستاذ العلوم السياسية بدور مصر فى تقديم الدعم الفنى للدول الشقيقة والصديقة، من خلال انتقال الخبرات المصرية إليها، عبر تنفيذ عدد من المشروعات المشتركة بين مصر والدول الأخرى، مثلما يحدث فى جنوب السودان، وسد جيوليوس نيريرى بتنزانيا، وإرسال المهندسين والخبراء المصريين للعمل داخل هذه الدول.

الجسر البري من الدعم المصرى في طريقه إلى السودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *