مساعد وزير الخارجية الأسبق: فلسطين أولوية لدى مصر ولن نتأخر على السودان أبدا (حوار)
تظل القضية الفلسطينية، ودعم الأشقاء العرب في كل الدول شغل مصر الشاغل، والقضية الأولى للسياسة الخارجية المصرية، التي تبذل فيها كل جهودها للوصول بها لأكبر قدر من الحلول، التي تنعكس إيجابا على المواطن العربي.
السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، تناول زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لمصر، اليوم، وكذلك تسيير جسر بري إلى السودان، يشمل مواد غذائية وأدوية متنوعة، فضلا عن تقديم دعم طبي وإنساني بإجمالي 90 شاحنة نقل، للأشقاء في جمهورية السودان، في ظل تداعيات أزمة السيول التي اجتاحت عددا من المناطق هناك، في حواره مع «الوطن»، والتي رأى أنها زيارة طبيعية نتيجة لدور مصر الفاعل في القضية الفلسطينية، والتي تحملها مصر على كاهلها، وإلى نص الحوار..
ما دلالات زيارة الرئيس الفلسطيني لمصر؟
زيارة أبو مازن لمصر طبيعية، لأن مصر أكثر دولة تساند القضية الفلسطينية، وتقف خلفها في ظل معترك ضخم جدا، بسبب ما يحدث حولنا من احتلال للأراضي الفلسطينية والاستيطان، وكذلك المآسي التي تحدث في القدس، فهذا دور مصر وقدرها.
ومن الطبيعي أن يكون هناك تنسيق مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، بحكم أن مصر أكثر دولة في العالم العربي مساندة للقضية الفلسطينية، فضلا عن تقديمنا دعما ماليا مؤخرا لإعادة إعمار ما تدمره الممارسات الإسرائيلية.
الدول العربية في مشاورات مستمرة منذ نحو شهرين، ولا يكاد يمر يوم دون أن يستقبل الرئيس السيسي، ملوك ورؤساء دول، وكذلك اجتماع جدة الذي اجتمعت به 9 دول عربية والولايات المتحدة، كل هذا ينعكس على قضايا كثيرة في مقدمهتا القضية الفلسطينية، كذلك الاجتماع الأخير لوزراء خارجية الدول العربية، وضع القضية الفلسطينية في المقدمة.
هل الزيارة لها علاقة باقتراب الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
القضية الفلسطينية دائما على رأس كلمة مصر، كما نذهب للجمعية، ونحن جاهزون بأجندة كاملة، وبقرارات لإدانة الاستيطا والعدوان والاعتداءات، كما نقدم كل عام مشروعات قرارات لدعم قضايانا المختلفة، وعلى رأسها فلسطين.
ماذا تفعل فلسطين في ظل استمرار الاستيطان الإسرائيلي؟
لابد من تسجيل موقفك الرافض للاستيطان باستمرار في الأمم المتحدة، فدائما تخرج قرارات تساند اتجاه إدانة الاستيطان، لأنه غير معترف به، لأن الحدود المعترف بها أمميا، حدود 4 يونيو 1967، «شيمون بيريز قال لي ذات مرة، الحقوا إخلصوا من عملية السلام، وجيلي على قيد الحياة، لأننا الجيل نشأ وإسرائيل غير معترف بها، وليس لها حدود، لكن الجيل الجديد الذي يحكم إسرائيل، ولد بعد 1967 ورآى حدودها الجديدة، ولا يرغب في الانسحاب من الأرض التي احتلها».
منذ إنشاء إسرائيل إلى الآن، لا يوجد حزب بها حصل على نسبة 50%، لذلك دائما ما تحكم إسرائيل بتحالف بين الحزبين الكبار، وأحزاب أقلية غالبا تكون متطرفة.
هل الزيارة مرتبطة بما سيناقش في القمة العربية في نوفمبر بالجزائر؟
العرب لهم أولوياتهم، والقضية الفلسطينية تحظى بالكلمة العليا والزخم بين العرب، وهو تحدٍ أكبر، في ظل تطور الاستعمار الاستيطاني المحتل في الأراضي الفلسطينية، وهو تحدٍ حقيقي على أي أجندة لأي اجتماع عربي، فلابد أن تكون القضية الفلسطينية على أجندة أي قمة عربية، سواء في قمة الجزائر أو غيرها.
وعن السودان.. كيف ترى الدور المصري لدعم الأشقاء هناك؟
يجب أن نؤكد للشعب السوداني الشقيق أننا واحد، فهناك 4 ملايين سوداني يعيشون بيننا أخوة لنا، وعلاقتنا متأصلة ومتجذرة منذ سنين، وأذكر أن رئيس اتحاد طلاب جامعة الإسكندرية في الستينات كان سودانيا واسمه محمد عبدالعزيز، فشعورنا نحو السودان شعور طيب، ولا يجب أن نتأخر على السودان أبدا.