دبلوماسيون: منتدى مصر للتعاون الدولي فرصة لمواجهة تغيّرات المناخ
أكد دبلوماسيون أن أعمال النسخة الثانية من منتدى مصر للتعاون الدولى والتمويل الإنمائى التى بدأت أمس، فى العاصمة الإدارية وسط حضور دولى متميز، تعكس الأهمية فى التوصّل إلى تصور بشأن التمويل اللازم لمواجهة آثار التغيرات المناخية، ووضع الدول أمام مسئولياتها بشأن تمويل مواجهة تغيرات المناخ.
«الإسلامبولى»: مصر لسان أفريقيا فى هذا الملف.. ومن المهم الخروج بنتائج تخدم القارة السمراء
وقالت السفيرة هاجر الإسلامبولى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن النسخة الثانية من المنتدى ذات أهمية كبيرة، لأن المنتدى يتحدث هذه المرة عن مسئولية الدول فى إطار التعاون الدولى فى مواجهة القضايا الخاصة بتغيّر المناخ، والأهم فى هذا الأمر مسألة التمويل الإنمائى لما يمكن أن يخرج لاحقاً عن مؤتمر شرم الشيخ للمناخ بشأن مواجهة التغيرات المناخية.
وأضافت لـ«الوطن» أن المنتدى أيضاً بمثابة إعلان وتمهيد قوى لقمة شرم الشيخ، لأن النقطة الأساسية هى التمويل اللازم لمواجهة المشكلات التى تسبّبها التغيّرات المناخية، خصوصاً أن المواجهة تتطلب تغيير نظام اقتصادى بالكامل لكثير من الدول النامية.
وتابعت: «إن الدول النامية غير مسئولة عن هذا الأمر، أى التغيّرات المناخية، وانضمام الدول النامية لجهود مواجهة تأثيرات التغيّرات المناخية يتطلب توفير التمويل اللازم، وهو ما يفوق طاقة الدول النامية، لأن الأمر يتطلب تغييراً فى نظم النقل والاقتصاد وغيرهما من الأمور».
وحول الاهتمام المصرى بمسألة مواجهة التغيرات المناخية وتوفير التمويل اللازم لهذا الأمر، قالت «الإسلامبولى» إن ذلك يعود إلى أن مصر من الدول المهدّدة بشكل كبير من تأثير تغيّرات المناخ مثل منطقة الدلتا، وهى قلب النشاط الاقتصادى فى مصر، والأمر يتطلب جهوداً كبيرة لحمايتها، ومن هنا تكمن أهمية الأمر بالنسبة لمصر.
وأضافت: «الأمر نفسه بالنسبة لقارة أفريقيا، ومصر كانت لسان القارة السمراء فى القضايا الدولية المختلفة وأول قضية دولية عالمية مُلحة فى الوقت الحالى هى تغيّرات المناخ، ومن الطبيعى أن تؤدى مصر هذا الدور، ومن المهم الخروج بنتائج تخدم مصر وأفريقيا على وجه خاص، لأن دول أفريقيا فقيرة لا تستطيع تحمّل نتيجة ما ستُحدثه التغيّرات المناخية».
بدوره، قال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الأفريقية، إن النسخة الثانية من منتدى مصر للتعاون الدولى والتمويل الإنمائى، تمثل فرصة تأتى فى توقيت مُلح بالنسبة لبحث موضوعات تتعلق بالتحول إلى الاقتصاد الأخضر، ومشكلات التنمية بالذات فى قارة أفريقيا.
وأضاف لـ«الوطن» أن «هذا أمر مرتبط بتداعيات تغيّرات المناخ، وما يواجه قارة أفريقيا من تأثيرات سلبية، فالقارة السمراء هى الأكثر تضرّراً من التغيّرات المناخية، رغم أنها الأقل سبباً فى ما يحدث، لهذا تعانى، إلى جانب ما لاقته من تأثيرات للأزمة الروسية – الأوكرانية، التى معها تتفاقم مشكلات التنمية المستدامة فى أفريقيا، وكذلك جائحة كورونا».
وتابع الدبلوماسى المصرى السابق: «تغيّرات المناخ وأزمة روسيا وأوكرانيا وجائحة كورونا، لها تأثير كبير على عملية التنمية الاقتصادية فى أفريقيا، وتغيرات المناخ وارتفاع درجة الحرارة، والانبعاثات الكربونية الضارة، لها تأثير كبير على الأوضاع البيئية فى القارة، وكذلك ما يتعلق بالتنمية المستدامة بصفة عامة».
ويرى السفير صلاح حليمة أن المشكلة الرئيسية التى يناقشها المنتدى ويبحثها وزراء المالية والبيئة الأفارقة هى مواجهة تحديات التغيرات المناخية، وهى تأتى تحضيراً لمؤتمر المناخ المقبل فى مصر، كما أن الأمر مرتبط ببحث عملية التمويل التى تعهدت بها الدول المتقدمة لمساعدة قارة أفريقيا فى مواجهة التغيرات المناخية والتحول نحو الطاقة الجديدة وتوفير التكنولوجيا، والتى تقدر بما يقرب من 100 مليار دولار سنوياً».
«حليمة»: المنتدى مرتبط ببحث عملية التمويل التى تعهدت بها الدول المتقدّمة لمساعدة أفريقيا
وقال «حليمة» إن المنتدى له أهمية نابعة من مناقشة قضايا الطاقة والمياه والأمن الغذائى، وما يمكن أن تقدمه الدول الكبيرة للدول الأفريقية فى هذا الصدد، مؤكداً أن المنتدى يعتبر بمثابة تحضير لقمة المناخ المقبلة فى شرم الشيخ، التى ستكون معنية بصفة أساسية بمناقشة كل الأمور المتعلقة بالتنمية فى قارة أفريقيا، والتحديات التى تواجه الدول، والعمل على دعم الدول فى مجال الطاقة الجديدة.
وأكد أن مصر تجرى تحركات كبيرة، وتعقد المؤتمرات اللازمة المتعلقة بمواجهة مشكلات التنمية فى قارة أفريقيا، وقضية التغيرات المناخية، وستقدم نموذجاً لما يمكن القيام به، للتغلب على تغيرات المناخ وتحدياتها، وخلق توافق حول علاج هذه القضايا.