الاهتمام بالمزارعين وتحسين أحوالهم هدف تسعى لتحقيقه الدولة منذ سنوات، لرفع المستوى الزراعي لمصر وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، وذلك من خلال تنفيذ عدة مشرعات تسهم في تحقيق الهدفين، ومنها مشروع «المدارس الحقلية»، الذي يعتبر نمطا دراسيا مختلفا يعود بالنفع على المزارعين وزيادة الإنتاج.
«الوطن» تحاور حاتم صبري سليمان، المراقب العام للمراقبة العامة للتنمية والتعاونيات بكفر الشيخ، والمشرف على المدارس الحقلية بالمحافظة، إذ يوضح طبيعة الدراسة بالمدارس الحقلية، وأهميتها والفائدة المتوقعة منها، وإلى نص الحوار.
– في البداية.. ما هي المدارس الحقلية؟
هي مدارس عملية مكانها في الحقول، وتهدف إلى تعليم الفلاحين وتدريبهم على أفضل طرق الزراعة، ويعتبر نشاط مدارس المزارعين الحقلية أحد الأنشطة المتبعة من المشروع لتحسين ممارسات إدارة التربة والمياه بواحة الخارجة، وهذه المدرسة الحقلية مخصصة لكل الفلاحين والمزراعين، وتهتم بها الدولة جيدا وتدعمها منظمة «فاو».
أهداف المدارس الحقلية
– لماذا أنشئت المدارس الحقلية خلال الفترة الحالية؟
هذه المدراس مهمة في الوقت الحالي لمقاومة عدد من التحديات والتغيرات، إذ يتم تدريب الفلاحين على سلالات جديدة من المحصول الذي اعتادوا على زراعته، بحيث تنجح في مقاومة التغيرات المناخية التي تهدد زرعات كثيرة، وكذلك التدريب على سلالات جديدة تكون ذات إنتاج أكبر من المحصول العادي المتعارف عليه.
– وماذا عن آلية التعلم في المدارس الحقلية؟
المدرسة مكانها في الحقول، ويحاضر فيها أساتذة وخبراء من مراكز البحوث والمتخصصون في مجال الزراعة، وتهدف إلى تدريب الفلاحين على أفضل طرق الزراعة لتحقيق أفضل وأكبر إنتاج ممكن، بما يتماشى مع الظروف الحالية، وتهدف المدرسة أيضا في سياسة التعلم إلى تبادل الفلاحين الخبرات بين بعضهم البعض خلال المناقشات والتدريب.
تنفيذ 169 مدرسة حقلية بالمحافظات
– ما المحافظات التي تتواجد فيها هذه المدارس؟
تم تنفيذ 169 مدرسة حقلية في 18 محافظة، هي أسوان، والأقصر، وقنا، وسوهاج، وأسيوط، والمنيا، وبني سويف، والفيوم، والجيزة، والقليوبية، والإسماعيلية، والدقهلية، والشرقية، والغربية، والبحيرة، وكفر الشيخ، والمنوفية، والوادي الجديد، كما شارك في تنفيذ هذه المدارس حوالي 650 خبيرا وباحثا من مركز البحوث الزراعية، ومهندسا زراعيا شاركوا في تنفيذ أنشطة هذه المدارس.
– المحاصيل الزراعية كثيرة.. ما هي أبرز الزراعات التي يتم التدريب عليها؟
يتم التدريب على محاصيل كثيرة، يتم اختيارها حسب ما اعتاد الفلاحون زراعته أو الأنسب لتربة وأجواء المحافظة، ففي كفر الشيخ يتم التدريب على محاصيل الذرة والسمسم والطماطم، وفي محافظات أخرى الفول البلدي، والبصل، وبنجر السكر وقصب السكر، والخيار، والبلح والفراولة، والبازلاء.
– هل يستجيب الفلاحون لما تلقوه من إرشادات في هذه المدارس؟
نعم، بالفعل يستجيب كثير من الفلاحين إلى زراعة السلالات الجديدة، ويعملون على تطبيقها في زراعتهم، لأنهم يعلمون أنها في صالحهم من حيث مقاومة التغيرات المناخية المحتملة، أو في زيادة الإنتاج من المحاصيل المختلفة.
