«حياة جديدة».. هي الوصف الأكثر دقة لما يعيشه الملايين من المواطنين في محافظات مصر، بعد انتشار مشروعات التنمية في كل مكان، حيث وضع الرئيس عبدالفتاح السيسي مهمة الارتقاء بحياة المواطن والنهوض بمعيشته في كل النواحي الاجتماعية والاقتصادية والطبية على قائمة اهتماماته منذ توليه مسؤولية البلاد، ترسيخا لمبدأ «الجمهورية الجديدة» التي تتوافر فيها حياة كريمة والمشروعات القومية بإمكانات وخدمات أفضل لتسهيل وتطوير حياة السكان، في كل محافظات مصر.
حلم «وهبي» تحقق بعد 20 عاما: «قافلة طبية» رجّعتلي «صوت الدنيا»
وهبي السيد صديق، الرجل صاحب الـ59 عامًا، يعيش في قرية برخيل التابعة لمحافظة سوهاج، عانى في حياته لسنوات طويلة، بسبب عدم قدرته على السمع جيدا، كان يعاني في فهم من حوله، وهم كانوا يعانون في إيصال المعلومة إليه، «كانت وداني الاتنين بيفضلوا يصفروا من جوه ومكنتش بسمع بيهم أي حاجة، وكان أي حد بينده عليا مسمعوش خالص، ولو حد كلمني وشايفه مفهمش منه أي حاجة من اللي قاعد بيقولهالي».
حلول وطرق كثيرة كان يلجأ إليها «وهبي» من أجل التغلب على مشكلة عدم فهم من يتحدث معه، وهي وفقًا لحديثه، إما من خلال طريقة الإشارة من خلال هذا الشخص، أو اللجوء إلى إحضار ورقة وقلم ويكتب الشخص المقابل له ما يريده منه أو ما يريد أن يفهمه «وهبي»، متابعًا بنبرة هادئة ومتذكرًا ما كان يُعاني منه خلال عمله في إحدى المدارس، «شغال عامل في مدرسة، ولو كان أي مدرس أو طالب أو أي حد تاني كلمني مكنتش بسمعه، وده كان بيسببلي مشاكل كتيرة في الشغل عندي».
حتى تحولت حياته تماما مع القوافل الطبية التي تجوب القرية ضمن المبادرات الرئاسية الصحية، فور أن شاهد سيارتها طلب الكشف عليه، وبالفعل أجرى فحوصات طبية، وتم تركيب سماعتين طبيتين له، ضمن المساعدات الطبية والأجهزة التعويضية التي تقدمها المبادرة للمواطنين البسطاء في القرى الفقيرة: «حياتي اتغيرت جابوا السماعتين دول ليا، وبالطريقة دي خففوا عني المعاناة اللي كنت عايش فيها على السنين الطويلة اللي فاتت».
«حياة كريمة» تنهي معاناة أسرة «وفاء»: كنا في بيت متهالك وبقينا في مكان منحلمش بيه
حرمت وفاة حافظ خليفة ابنة محافظة الغربية وأسرتها من الحياة الآدمية والعيش في منزل آمن لسنوات طويلة، فمنزلهم كان من البناء العشوائي، منزلها المتهالك يقع في قرية زفتى، تعيش فيه هي وأبناؤها وشقيقتها، وعاشوا لسنوات يحلمون باليوم الذي تتغير فيه حياتهم للأفضل، ويعيشون في المنازل التي يشاهدونها على شاشات التلفاز وفي الشوارع القريبة من منزلهم الصغير.
باب المنزل الذي لا تتجاوز مساحته الـ50 مترا، والمكون من غرفة صغيرة تنام فيها العائلة المكونة من 6 أشخاص، وصالة ومطبخ صغيرين، وأرضيته طينية القليل من الماء يجعل السير فيها معاناة، سقفه خشبي قديم متأكل تتسرب منه مياه الأمطار والحشرات، حوائطه من الطوب القديم ومصابة بالشروخ، مطبخه صغير لا يتجاوز المتر بالكاد يقف فيه شخص واحد لا يتواجد فيه سوى بوتجاز، «نفسنا نعيش في بيت زي باقي مخاليق ربنا، مش عايزين أكثر من كده».
حتى جاءت مبادرة حياة كريمة إلى منزل «وفاء»، حتى تم تجديده بالكامل، سقفه أسمنتي يحمي من برد الشتاء وأشعة الشمس، أرضيته مستوية «بواسطة السيراميك»، الحوائط بلا شروخ مستوية وملونة، وأصبحوا يعيشون في منزل آمن آدمي، «مكنتش مصدقة نفسي، خلاص عايشين في بيت جديد ومفيش مياه مطر أو حشرات هتدخل علينا تاني، الله يباركله السيسي هيسترنا في بيت كويس»، وفقا لحديثها لـ«الوطن».
من ضيق حال وزيجة مهددة بالفشل إلى مساعدات مالية وتوفير جهاز العروس
الجانب الاجتماعي أحد أهم الأركان التي تستند عليها مبادرة «حياة كريمة»، لذلك خرجت العديد من القوافل الاجتماعية التابعة لمديرية التضامن بمحافظة الغربية، والتي تعمل على تسليم مساعدات نقدية لـ 309 أسر بإجمالي 60 ألف جنيه كما جرى تسليم مساعدات عينية لـ300 أسرة أخرى بجانب 6 أجهزة عرائس.
قرية شبرا اليمن بمحافظة الغربية، كان لها نصيب في وجود قافلة اجتماعية بها، كانت السيدة الخمسينية شيماء مسعد، أحد المستفيدين منها، تحولت حياة الأسرة من ضيق إلى فرج، ومن زيجة الابنة المهددة بالفشل إلى فرحة تغمر المنزل، حيث ساعدتها المبادرة في استلام مساعدة نقدية، بعد أن كانت تعاني الأسرة من ضيق الحال، نتيجة عجز الزوج عن العمل، بسبب تعرضه لحادث جعله قعيدا لسنوات طويلة، ما دفعها إلى أن تعمل في أحد الحقول لتوفير الأموال اللازمة للأسرة.
كما وفرت لها المبادرة مستلزمات زواج الابنة الكبرى، التي ظلت في مرحلة الخطوبة لأكثر من 3 سنوات، بسبب عجز الأسرة عن توفير الجهاز اللازمة لها، وكان على وشك أن يتسبب ضيق الحال في إنهاء الخطبة، «ظروفنا وحشة ومش معانا فلوس نجيب جهاز للبنت هنعمل إيه، الحمد لله حياة كريمة كملت جهاز البنت وربنا كرمنا بيه» حسب «شيماء».
