الجمهورية الجديدة تفرز فريق «Assiut Robotic».. من صعيد مصر إلى الجوائز العالمية
«الوطن» تقترب من فريق «Assiut Robotic»، بعد حصوله على العديد من المراكز المتقدمة دوليًا ومحليًا، نشاط طلابي بدأ بجامعة أسيوط داخل أروقة كلية الهندسة عام 2007، وهو الأول من نوعه في صعيد مصر والمختص بالمجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، غير أنه لقى إقبال كثيف من الطلاب من مختلف كليات الجامعة للانضمام به.
«أميرة وليد» قائد فريق «Assiut Robotic»
تروي أميرة وليد عبدالرازق 21 سنة، طالبة بالفرقة الثالثة بقسم الاتصالات في كلية الهندسة جامعة أسيوط، وقائد الفريق المنتخبة للعام الثاني على التوالي، أنها نشأت بإحدى دول الخليج في أسرة تقدس العلم، يعمل معظمهم بالمجال الطبي والصيدلي، ما دفع الأسرة إلى توجيها لدراسة الطب للاستفادة من الخبرات العملية المتراكمة لدى العائلة بهذا التخصص.
شغفها وحبها للهندسة، الذي ظهر منذ نعومة أظافرها، من فكها وتركيبها لكل الأجهزة الموجودة بالمنزل وتصليحها إذا تطلب الأمر، دفعها للعودة لمصر لدراسة الهندسة، لصعوبة دراستها بالدولة الخليجية، التي يقتصر فيها هذه الدراسة على الذكور فقط، متحملة مشقة الابتعاد عن أسرتها، والعيش بعيدًا عنهم لتحقيق حلمها، متابعة «كنت أعشق الفيزياء والرياضيات ويوم ما يتطلب مشروع صغير كنت أبحث عن الفيديوهات وأشتغل بايدي».
وقالت «أميرة وليد»، إن العام الأول لي بالكلية، شاهدت الإيفنت السنوي لفريق «Assiut Robotic»، الذي يعرض به مشروعاته التكنولوجية التي قام بها على مدار العام، متابعة «أول ما شفت الروبوت بيتحرك على الأرض انبهرت، وتمنيت انضم ليهم، وأنا لسه في إعدادي هندسة»، كاشفة عن دور الفريق في تعرفها على مجال الميكانيكا والكهرباء بصورة واسعة.
وصفت «وليد» دور فريق «Assiut Robotic» في حياتها العلمية، «دي أكتر حاجة فهمتني الدنيا ووسعت مداركي»، لافتة إلى أنها شخص يحب العمل والحركة ولا يهوى المكوث دون العمل بشئ مفيد، إضافة إلى قدرتها على التعلم السريع، وهو ما جعلها تسبق أقرانها داخل الفريق لتكون رئيس اللجنة التي أنضمت إليها بعد 3 أشهر فقط من إنضمامها، متابعة أن عملها الدؤوب جعل الفريق يرشحها للعمل بمشروع الغواصة.
وعن تقلدها لمنصب رئيس الفريق، روت أميرة أن أعضاء الفريق رشحوها للانتخابات، وفازت بها لمدة عام، ثم عاودوا الطلب لها بالترشح لعام آخر، ما حدث وفازت برئاسة الفريق لعام آخر على التوالي.
مشروع الغواصة
«الغواصة» أسوة ببقية المشروعات التي يقوم بها الفريق، جيل يسلم جيل، هناك من بدأ العمل بالمشروع من الفريق واستمر العمل، على الرغم من تغير الأعضاء تباعًا، نتيجة تخرجهم وتركهم للفريق، تروي «أميرة جمال» الرئيس السابق للفريق، أن بداية مشروع الغواصة كان عام 2015، وكان يتم تحسين النموذج كل عام حتى وصل لنسخته النهائية، حيث كان يتم الإجتماع بين الأعضاء القدامى والجدد لنقل الخيرة لهم، والوقوف على العقبات والتحديات التي واجهتهم.
وتستكمل قائدة الفريق حاليًا «أميرة وليد»، أن أكبر المشكلات التي واجهتهم عند تطوير الغواصة 2019 كان حجمها الكبير، كما أن المواتير المستخدمة لا تمنح الغواصة السرعة اللازمة، ومشكلات بالعزل لا تمكنها من المكوث تحت الماء فترات طويلة، مشيرة إلى قيام الفريق بالعمل على حل هذه المشكلات من خلال تغيير تصميم الغواصة وتصغير حجمها، وتغيير تصميم الكهرباء والجانب الكهربائي بالكامل، وبعض أجزاء الجانب الميكانيكي حفاظا على طفو الغواصة، متابعة «عملنا اختبارات زيادة على موضوع العزل، وبقينا نعمل حساب على كل حاجة بنعملها مثل عدد المسامير».
مراكز متقدمة محليًا ودوليًا
بعد حصول الغواصة على المركز الثاني، في مسابقة إبداع 2021، عملنا على استخدام الذكاء الاصطناعي، لكي يتم العمل بالغواصة بشكل آلي، لافتة إلى أن التعديلات الأخيرة تمكن الغواصة من تحقيق أمان الإنسان، وإصلاح أنابيب وخطوط البترول في أعماق كبيرة، بالإضافة إلى عمليات اللحام، وعمليات استكشاف تحت المياه واستخراج المخلفات البلاستيكية من المياه، للحفاظ على البحرية والتعرف على السمك الميت، من خلال الكاميرات لدراسة أسباب نفوق الكائنات البحرية.
وكشفت أن تكلفة الغواصة أكثر من 30 ألف جنيه، كون معظم مكوناتها محلية الصنع غير بعض الأجزاء التي تم إستيرادها من الصين، كاشفة عن الصعوبات التي تواجه الفريق بسبب عدم توافر بعض المواد بالصعيد وهو ما يجعلهم يتحملون مشقة السفر للعاصمة بصفة مستمرة للحصول على المواد والادوات اللازمة لانتاج المشروعات، منوهة عن حصول الفريق على مراكز بمشروعات أخرى منها فوزهم بالمركز الأول عالميًا، في نهائي المسابقة الدولية “روبوت كاشف الألغالم inesweeper ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الخاص بتكنولوجيا الروبوتات بالصين «IROS 2019».
كيفية الانضمام لفريق«Assiut Robotic»
قالت «سهيلة» 20 عاما، عضو بالعلاقات العامة بالفريق، إن التقديم للإنضمام للفريق يتم سنويًا، ليتم بعد ذلك إجراء مقابلات شخصية مع المتقدمين لتحديد المقبولين، مشيرة إلى خضوع المقبولين لفترة تدريب يتم بعد ذلك تحويلهم للمشروعات المختلفة بالفريق، كاشفة عن عدم إشتراط تخصص معين أو كلية معينة للقبول، مؤكدة على وجود طلاب بالفريق من كليات مختلفة مثل هندسة وفنون جميلة وحاسبات ومعلومات وعلوم.