السباح أحمد أسامة بعد عبوره المانش: إنجاز أهديه لكل مصري (حوار)
«إنجاز وفخر»، هذا ما سطره كل عابري المانش، عاشوا مع حلمهم طويلا، واجتهدوا فيه أكثر، وعندما يتحقق ينظرون إلى إنجازهم بدهشة ويتطلعون إلى إنجاز أكبر.
«الوطن» حاورت السباح أحمد أسامة، الذي استطاع أن يعبر المانش منذ ساعات في إنجاز تاريخي، لم ينجزه من مصر إلا قليل، وعمره لم يتجاوز 21 عاما، بعد أن عبر المانش في 14 ساعة بمسافة 65 كيلو دون توقف، رغم أن عرض المانش يبلغ 32 كيلو نتيجة شدة التيارات والمد والجزر.
– حدثنا عن شعورك فور خروجك من المياه؟
شرف لي أن أمثل مصر في هذا الإنجاز وهو إنجاز لكل مصري، «بعد عبور المانش مكنتش حاسس بنفسي، كان مجهود خرافي، وأما بدأت أفوق كان إحساس رهيب، أحسن إنجاز عملته إني رفعت علم مصر»، شعور رائع أن أرى أهلي وبلدي في قمة السعادة، «أهلي فرحانين فرح لا يوصف، ومدربي كابتن خالد شلبي، مبسوط لأننا عملنا إنجاز كبير لمصر، ووزير الرياضة الدكتور أشرف صبحي هنأني على إنجازي».
– وماذا عن نظامك الغذائي؟
أغلب الأكل بروتين عالي وكربوهيدرات عالية، كما أن مدربي هو المشرف على التغذية الخاصة بي، عندما أنزل المياه أفقد سوائل بكميات كبيرة في التمرين، لذلك أشرب مياه وعصائر فوق القدرات وقد تتجاوز 4 لترات مياه في اليوم، «عشان كدا كان لازم أعوض اللي بفقده في التمرين مع الدهون، و«كل دا بيحمي من البرد لأن درجة حرارة المانش منخفضة للغاية، وعشان أتحمل مدة طويلة لازم الجسم يكون مليان دهون لأنها تحمي من البرودة، وكل دا حدده مدربي خالد شلبي منذ اللحظة الأولى للتدريب إلى الآن».
– ما هو روتينك اليومي؟
يومي يبدأ منذ الاستيقاظ فجرا، ثم الصلاة، والتوجه لجامعة الدلتا مكان دراستي، في طريق سفر يستغرق ساعة، «باخد محاضراتي، ويومي في الجامعة بيخلص الساعة 1 تقريبا، وبرجع بورسعيد على التمرين مباشرة، وبعد التمرين باكل وجبتي وأنام شوية، وأنزل التمرين تاني 11 بالليل، وباخد التمرين من كابتن خالد وأطبقه، ودا روتيني اللي بكرره باستمرار، إلا في فترة الامتحانات بتفرغ للمذاكرة».
– متى بدأت السباحة؟ وما دور أسرتك في نجاحك؟
أسرتي هي أساس نجاحي، وهي من بنيت عليها كل شيء، «والدي تحمل تكاليف كبيرة للغاية منذ أول يوم سباحة، وبدأت أنزل المياه وأنا عندي 4 سنوات، وبدأت أتعلم لحد موصلت لمستوى الاحتراف ثم تواصلت مع كابتن خالد شلبي، منذ 3 سنوات، واختبرني، وبعد الاختبار مسابنيش دقيقة دون النظر لأي ماديات، عشان عارف إن السباحة بيتصرف عليها كتير، ودا كان دور والدي في المصاريف، ودور والدتي اللي مسابتنيش لحظة في التمرين ولحد آخر يوم في التمرين بتكون معايا، ولو فيه تمرين بدري كانت بتصحى معايا».
– ما خطوتك المقبلة؟ وما هي أحلامك؟
أحلم أن ينتقل ضغط السباحة على المانش إلى النيل، وأن نعيد العمل من جديد بسباق النيل الدولي، الذي كان قبلة السباحين في العالم، «سباق النيل هو أصعب سباق في العالم، نفسي يرجع تاني، والأجانب زي مبتيجي إنجلترا لعبور المانش، ييجورا مصر، وكانوا بيشتركوا في سباق النيل الدولي وبيتقال عنهم إنهم خارقين».
أحلم أن تعود السباحة الطويلة بمصر من جديد، وأن تكون مصر على كل منصات التتويج، سواء في السباقات الطويلة أو الأولمبيات «عنينا على أي شيء يرفع اسم مصر سواء أولمبيات أو سباقات دولية، ودي خطة مدربي كابتن خالد، إنه يرفع اسم مصر، في أي بطولة وأي محفل، وكذلك الدمج بين ذوي الاحتياجات الخاصة والأصحاء، وهي رسالة لابد أن تصل».
– حدثنا عن علاقتك بمدربك؟
الكابتن خالد شلبي والدي ومدربي، ولا يتركني لحظة واحدة، ودعمني في حلمي، ويتعامل معي كما يتعامل أبي، «كنت مفكر إن عبور المانش مستحيل لكن دعمني، وفضل في ضهري وليه فضل كبير عليا»، كان أشد ما يقلقني هو كيف سأعبر المانش فاستطاع أن يزيح عني هم القلق والتوتر حتى استطعت عبوره، «كان واقف على المركب طول الـ14 ساعة، وله الفضل الأكبر بعد ربنا في نجاحي».