أخبار مصر

«العربية للإعلام الرقمي»: مصر قطعت شوطا جيدا على طريق تعزيز حالة حقوق الإنسان

أكدت الشبكة العربية للإعلام الرقمي وحقوق الإنسان، أنّ مصر قطعت شوطا جيدا على طريق تعزيز حالة حقوق الإنسان، واتخذت إجراءات غير مسبوقة، وذلك بمناسبة مرور عام على تطبيق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي.

واستعرضت الشبكة في تقريرها، الذي جاء بعنوان «مصر.. خطوات للأمام»، مدى التقدم الذي أحرزته مصر في المحاور الأربعة للاستراتيجية، حيث وضعت الدولة المصرية وبشكل طوعي، خطة زمنية من لحل القضايا المتعلقة بـ حقوق الإنسان تدريجيا، وبشكل يتناسب مع الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يمر بها الشرق الأوسط والعالم، في ظل اتساع الصراع العالمي بين الشرق والغرب وانتشار الأزمات المترتبة على هذا الصراع في كل دول العالم تقريبا.

إنهاء مد حالة الطوارئ

ومن أبرز الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية بحسب التقرير، إنهاء مد حالة الطوارئ هذا العام، والتي كانت مطبّقة لعقود، فضلا عن الاهتمام بملف المحبوسين والعفو من العقوبات السالبة للحريات، وتكوين الجمعيات، وتعزيز حقوق المرأة، وتعزيز حرية الدين والمعتقد، وتعزيز حقوق الطفل، وحقوق كبار السن، والحق في الصحة، والحق في العمل، والحق في السكن اللائق، وكذلك فيما يتعلق بالحق في مياه الشرب الآمنة.

تحسين أوضاع المسجونين

وتناول التقرير في المحور الأول الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، تحسين أوضاع المسجونين وإصلاحهم لإعادة دمجهم في المجتمع مرة أخرى، حيث افتتحت وزارة الداخلية مركز الإصلاح والتأهيل «بدر» في ديسمبر 2021 بحضور عدد من المسؤولين والإعلاميين والصحفيين والشخصيات الحقوقية البارزة، وأعلنت الوزارة أنّ المركز أحد أكبر وأحدث مراكز تأهيل لنزلاء السجون بالشرق الأوسط، وهو ثاني مركز إصلاح وتأهيل يتم إنشاؤه بعد مركز إصلاح وتأهيل وادي النطرون الذي تم افتتاحه في سبتمبر 2021.

تشكيل لجنة العفو الرئاسي

وتطرق التقرير إلى إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي، إعادة تشكيل لجنة العفو الرئاسي تنفيذًا لبنود المحور الأول من الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والتي عبرت الدولة المصرية من خلالها عن ثوابتها الراسخة في احترام الحقوق والحريات وتهيئة حياة ومعاملة كريمة للمواطنين، إضافة إلى إحراز تقدم واضح بشأن مفهوم حرية الدين والمعتقد، من خلال تقنين أوضاع 63 كنيسة ومبنى تابع، ليبلغ عدد الكنائس والمباني التي تمت الموافقة على توفيق أوضاعها 2021 كنيسة ومبنى تابع، منذ بدء عمل اللجنة وحتى السابع من نوفمبر 2021.

مبادرات تحسين الأوضاع الاجتماعية للمواطنين

واستعرض المحور الاقتصادي جهود الدولة المصرية للنهوض بالاقتصاد المصري ومؤشراته، وتطوير البنية الأساسية، فضلا عن مشروعات التحول الرقمي، ويتزامن ذلك مع إطلاق الدولة مبادرات عدة لتحسين الأوضاع الاجتماعية للمواطنين، خاصة «الصحة والتعليم وتمكين المرأة والشباب»، فضلا عن مبادرات نشر الوعي بقضايا التنمية والتصدي للشائعات والتقارير المغرضة التي تحاول أن تنال من الدولة المصرية.

انخفاض معدلات الفقر

وأشار التقرير إلى أنّ الدولة خصصت اعتمادات مالية للمرحلة التمهيدية لمبادرة حياة كريمة، لتحسين جودة الحياة في القرى، ما ساهم في رفع مستوى مصر في مؤشر جودة الحياة، حيث انخفض معدل الفقر بنحو 11 نقطة مئوية، وتستهدف المبادرة على مدى السنوات الثلاث المقبلة، تطوير القرى المصرية بإجمالي 4700 قرية في 172 مركزا، بإجمالي مستفيدين يقدر بنحو 56 مليون مواطن بتكلفة تبلغ نحو 800 مليار جنيه.

ودعمت الدولة تعزيز حقوق المرأة، حيث وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي في 8 مارس 2021، بانضمام المرأة إلى النيابة العامة ومجلس الدولة، تفعيلًا للاستحقاق الدستوري بالمساواة وعدم التمييز.

كفالة الحقوق المتكاملة للأطفال

وبذلت الدولة جهودا لكفالة الحقوق المتكاملة للأطفال في يوم الطفل العالمي، شملت استفادة 4.56 مليون طفل من الأولى بالرعاية من برنامج تكافل، وبرنامج تعزيز تكافؤ الفرص التعليمية، وذلك بتكلفة إجمالية 3.5 مليار جنيه سنويا، إلى جانب توفير الدعم النقدي «كرامة» لإجمالي 117 ألف طالب من الأشخاص ذوي القدرات الخاصة بتكلفة 530 مليون جنيه سنويا.

وأشار التقرير في المحور الرابع الخاص بالتثقيف وبناء القدرات في مجال حقوق الإنسان، إلى اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، بإطلاق دعوة لحوار وطني يضم كل عناصر وقطاعات المجتمع المصري خلال حفل إفطار الأسرة المصرية نهاية مايو الماضي، ويتواكب هذا مع تحقيق طفرة مهمة في ملف الحقوق والحريات، بعد أن عبرت مصر مرحلة استثنائية في تاريخها المعاصر بهزيمة قوى التخلف والإقصاء، وبدأت إرساء معالم الجمهورية الجديدة التي تقوم على المساواة بين المواطنات والمواطنين في التمتع بالحقوق والحريات التي يكفلها الدستور والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان النافذة في مصر والسعي لكفالة العدالة الاجتماعية وسيادة القانون.

تطوير الآليات الدولية لحقوق الإنسان

وثمّن التقرير جهود مصر على المستوى الدولي والإقليمي في تعزيز حقوق الإنسان، من خلال مشاركة مصر في تطوير الآليات الدولية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة بما فيها مجلس حقوق الإنسان الذي شغلت عضويته مرتين، وتم انتخاب العديد من الخبراء المصريين في عضوية هيئات معاهدات حقوق الإنسان بالأمم المتحدة.

وساهمت مصر بجهود فعالة في إطار الاتحاد الأفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية لتطوير الآليات الإقليمية ذات الصلة بحقوق الإنسان والمواطنة، وتحرص مصر على تنفيذ التزاماتها الدولية والإقليمية في مجال حقوق الإنسان، حيث جرى وضع خطة زمنية للانتهاء من إعداد وتقديم باقي التقارير الوطنية للآليات المعنية بتطبيق حقوق الإنسان، فضلا عن أنّها قبلت 87.37% من التوصيات التي تلقتها في إطار الجولة الثالثة الآلية للاستعراض الدوري الشامل التابعة للمجلس، وجار حاليا بحث إمكانية تنفيذ منصة إلكترونية وطنية لمتابعة تنفيذ تلك التوصيات.

وأوصى التقرير بعدة نقاط للمساهمة في تعزيز عمل اللجنة الدائمة لمتابعة تنفيذ الاستراتيجية، أهمها تحويل اللجنة العامة للمتابعة إلى إطار أكبر كأمانة عامة، ينبثق منها عدة لجان فرعية، تقوم كل لجنة بمتابعة عدد من البنود لكل محور، كما تتيح الأمانة الجديدة توسيع قاعدة المشاركين من الخبراء والمجتمع المدني والأحزاب والسياسيين.

وتتولى اللجان معالجة القوانين والسياسيات القائمة لتعزيز وترسيخ مفاهيم حقوق الإنسان، في إطار انفاذ القانون والعدالة، وتقديم سياسات وآليات عمل لإنصاف الضحايا عن انتهاكات حقوق الإنسان، خاصة المتعلقة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية في بيئة العمل، وتطوير منظومة العدالة لتكون أكثر فاعلية في القضايا المتعلقة بالانتهاكات الجنسية للمرأة والأطفال، وخلق سياسات جديدة لضمان الشفافية في عملية صنع القرار وإقرار السياسات وإتاحة المعلومات الكافية بهدف ضمان مساءلة حقيقية تسهم في تطوير هذه السياسيات.

الحق في الخصوصية الرقمية

وعن أهم التوصيات العامة، أشار التقرير إلى عدد من القضايا المهمة، ومنها ضرورة الاهتمام بقضية الخصوصية الرقمية، في ظل ارتفاع معدل انتهاك الخصوصية نتيجة للزيادة السكانية الكبيرة، وإقبال المصريين على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ما يلقي على عاتق المؤسسة التشريعية البحث في تعزيز الحق في الخصوصية الرقمية والعمل على حمايتها فى ظل وجود شركات ودول تتمتّع بإمكانية الوصول إلى كميات غير مسبوقة من البيانات عن الأشخاص، وصون الحق في حرية التعبير عبر الإنترنت وفي الحياة الواقعية، في موازاة التصدي لخطاب الكراهية والمعلومات المضللة عبر الإنترنت والتعاون مع الآليات الأممية لمواجهة هذه الانتهاكات.

ودعا التقرير إلى إنهاء ملف المحبوسين في قضايا حرية الرأي والتعبير، وإجراء مراجعة شاملة لنصوص القوانين التي تتعارض مع الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان، والنظر في فترات الحبس الاحتياطي وإيجاد آليات لتفادي طول مدته.

الشبكة العربية للإعلام الرقمي وحقوق الإنسان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *