خبير نظم معلومات: برنامج «أشبال مصر الرقمية» نواة لبناء الأجيال المقبلة
دائمًا ما يُوجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالاهتمام ببناء القدرات الإبداعية للنابغين في قطاع تكنولوجيا المعلومات، لذا طالب الرئيس بتخصيص حوافز مجزية لتشجيع المتفوقين من طلاب برنامج «أشبال مصر الرقمية»، أمس؛ لتعزيز التنمية البشرية وبناء القدرات.
وخلال اجتماع عقده الرئيس مع رئيس الوزراء، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ لمتابعة المشروعات القومية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وجّه الرئيس بسرعة الانتهاء من إنشاء مدينة المعرفة في العاصمة الإدارية الجديدة، على أعلى مستوى تكنولوجي، فضلًا عن التوسع في إنشاء مراكز «إبداع مصر الرقمية»؛ لإتاحة أنشطة التدريب ورعاية الإبداع، وريادة الأعمال في مختلف محافظات الجمهورية.
الدكتور أحمد جمال الدين، مدرس نظم المعلومات، بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي، بجامعة مدينة السادات، أكد أنّ برنامج «أشبال مصر الرقمية» واحدٌ من البرامج المهمة للأطفال من سن 12 لـ17 سنة، والذي يُخرج لنا جيلًا واعيًا بالتكنولوجيا وتحدياتها، ونواة يمكن البناء عليها مستقبلًا، مشيرًا إلى أنّه يُجرى الإعداد في الوقت الحالي من قبل وزارة الاتصالات للبرنامج، ومواده وكيفية الدراسة به، وسيكون عن طريق أماكن كثيرة بالتعاون مع الجامعات، وكذلك مراكز معهد تكنولوجيا المعلومات في المحافظات.
خبير: التخصصات مهمة للغاية ومطلوبة في سوق العمل
وأوضح جمال الدين، في حديثه لـ«الوطن»، أنّ تخصصات التدريب مهمة للغاية وتتكون من، الذكاء الاصطناعي، والبرمجيات، والروبوتكس، والداتا ساينس، والنتورك والسايبر سيكيوريتي، والأنظمة المدمجة، مشيرًا إلى أنّ جميعها تخصصات مطلوبة وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، أكثر المجالات المطلوبة، «الخريجون أو الطلاب في الجامعات أو الأطفال أما بيدخلوا على الخط ده من صغرهم بيديهم حب للمجال ويخليهم يبدعوا فيه من صغرهم».
وتابع مدرس نظم المعلومات بأنّ هناك برامج ومنحًا أخرى كثيرة وفرتها الدولة للاهتمام بالتكنولوجيا، مثل منحة «مستقبلنا رقمي»، كذلك البرامج الخاصة بالخريجين والتي تركز على المجالات نفسها التي تعتبر الأهم في العالم في الوقت الحالي، ومطلوبة عالميا ومحليا.
وذكر «جمال الدين»، أنّ برنامج أشبال مصر الرقمية وغيره من البرامج المقدّمة عن طريق الجامعات الأهلية وجميعها في الطريق نفسه، وبهدف واحد هو الوصول للأفضل، تعطي رؤية ولمحة لاتجاه الدولة في الوقت الحالي، وهو اتجاه التحديث في كل شيء، «مهم إننا نوصل للمجالات المطلوبة عالميا، وتبقى متاحة لكل الشرائح سواء خريجين أو طلاب في الجامعات أو المدارس».
جمال الدين: البرامج الحالية إدارة جيدة ومستقبلية للسن المبكر
وأشار إلى أنّه كلما وصلنا لهم في سن صغيرة، كان ذلك أفضل ويعطيهم وعيًا بالمجالات المتاحة والمطلوبة عمليًا وسوق العمل. ويرى «جمال الدين» أنّ البرامج الحالية إدارة جيدة ومستقبلية للسن المبكرة، كما أنّ كل هذا يساعد الدولة على الميكنة والتحول الرقمي؛ لأنّه يُخرّج أجيالًا تعي معنى هذه الخدمات الجديدة، وتستطيع التكيف معها.
وتابع بأنه يجب تكوين مجموعات من الطلاب المتميزين في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتكون موضع الاهتمام منذ بدايتهم، ونمنحهم مشروعاتٍ يعملوا عليها، لأنّه من خلالها نصل إلى أفضل الحلول والابتكارات، موضحًا أنّ التحول الرقمي تحدٍ كبير للدولة لكن ليس مستحيلًا، وتستطيع الدولة أن تنجزه في كل مؤسساتها، وهذا يستدعي وجود كفاءات، «بالتدريب والإعداد هنقدر نخلي الطلاب يعملوا مشروعات تخرج تخص التحول الرقمي، لتسريع وتيرة العمل؛ ليكون هناك تكامل من كل الجهات والمؤسسات لإنجاز هذا الأمر».
وعن تدريب الطلاب لمواكبة سوق العمل، أوضح أنّ التدريب حاليا متاح بشكلٍ أكبر عن الأجيال السابقة، كما تقدم جهات مختلفة التدريب، سواء المعهد القومي للاتصالات أو معهد تكنولوجيا المعلومات في المحافظات، وكذلك مراكز الإبداع المتواجدة بكثير من المحافظات، وكل هذا يقدم تدريب تكنولوجي مقارنة بالسابق، و«لازم نهتم كذلك بالمهارات سواء مهارات التواصل أو مهارات العمل، لتكون متوافرة بالقدر الكافي، لأن الوظائف بعد ذلك ستقوم على هذا الأمر».
وذكر موقع الهيئة العامة للاستعلامات، في مايو الماضي، أنّ الرئيس عبدالفتاح السيسي كلف بالبدء الفوري في تفعيل مبادرة أشبال مصر الرقمية DECI؛ والتي أطلقتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كمنحة مجانية تستهدف صقل مهارات تكنولوجيا المعلومات للطلاب المتفوقين بداية من أولى إعدادي إلى ثانية ثانوي بكل المدارس المصرية على مستوى الجمهورية من أجل إعداد جيل متميز من النشء قادر على استشراف آفاق جديدة فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتحقيق الرؤية الرقمية لمصر في مُواكبة علوم ومتطلبات سوق العمل المستقبلية.
وتستهدف المبادرة تنمية المهارات التكنولوجية لـ3000 طالب من المتفوقين بكل المدارس المصرية، ويستغرق التدريب 7 أشهر، ويعتمد بنسبة 75% على التدريب «أون لاين».