عزيزي القارئ.. مرحبا بك في جولة سريعة بصالون حنان البنبي
عزيزي القارئ
تحية إجلال و تقدير لروحك الغنية بالجمال..
مرحبا بك في جولة سريعة بصالون حنان البنبي..
واتتني فكرة الصالون عندما إقترح أحد جيراني الأفاضل أن يقدم كل جار خدمة مجانية لجيرانه كل حسب تخصصه و إهتماماته و وقته .. فتكرم الأطباء و المهندسين و رجال الأعمال و أساتذة الجامعة و غيرهم من المجالات المختلفة مشكورين بتقديم ما تسمح به أوقاتهم لجيرانهم .. و أردت أن أقدم أنا أيضا خدمة مجانية لجاراتي الفاضلات .. كانت الفكرة في البداية أن يستهدف صالون القراءة الأمهات اللاتي فضلن التفرغ لرعاية أطفالهن و نسين الإهتمام بأنفسهن من الناحية الثقافية
كي لا يتوقف سقف طموحاتهن عند التخرج من الجامعة أو الإستقالة من الوظيفة من أجل تربية و رعاية الأبناء .. فأردت أن أشجعهن على القراءة دون أدنى مجهود منهن في محاولة لإقتناص وقت ينعش ثقافتهن و يغذي عقلهن و وجدانهن من جديد .. و أيضا يلتقين بجاراتهن لقاءً حقيقيا يكسر الروتين المتكرر الذي غالبا لا يمنحهن أية طاقة إيجابية..
و قد أعلنت عن إقتراحي لإستضافة جاراتي اللاتي سألتقي بهن لأول مرة منذ أن سكنت في حيينا الجميل .. على جروب خاص بملاك الحي بمنصة فيس بوك ..
و بالفعل قد أذهلتني قوة الإستجابة و الإعجاب بالفكرة و إنهالت طلبات الإلتحاق بالصالون في عدد يفوق مساحة بيتي بكثير .. و كانت سعادتي لا توصف عند إدراكي لتعطش مجتمعي المحيط و إهتمامه بالقراءة و الثقافة و تنوير الروح و العقل .. و كتبت على الجروب الخاص بأهل حيينا الجميل اليوم و الساعة التي يمكنني إستقبالهن فيها و إنتظرت حضورهن لنلتقي جميعا لأول مرة نتعرف على بعضنا البعض يوم الخميس الساعة 7 مساء يوم 17 فبراير 2022 .. لتبدأ رحلة الصالون .. صالون حنان البنبي ..
و بدأت الرحلة .. ..
إذ كانت أيضا أهم أهداف الصالون .. هي العودة إلى العلاقة الأصيلة بين الجيران من تآخ و تواصل .. فكلما أتذكر مقولة جدتي رحمة الله عليها ” الجار قبل الدار ” و هي مقولة مصرية أصيلة كانت تنصح بها جدتي عندما كان أحد أفراد العائلة يبحث عن سكن جديد .. لأن الحياة لها طعم أجمل بالصحبة و الجيرة الطيبة .. و بما أنه قد حدث الخلل في هذا المفهوم بسبب سرعة إيقاع الحياة و كم الضغوطات الهائلة أثقلت كاهل أرباب العائلات .. لم يعد الوقت يسمح و لم يعد بالتواصل مع الجيران من الأولويات .. بل لم يعد له وجود .. فقد جفت قنوات التواصل الإنساني في دوامةتفاصيل حياتنا ..
أردت بهذا الصالون أن أعيد هذا الطقس القيم الجميل بين الجيران و بعضهم و أن يتقبل كل منا الآخر كما هو ما لم يضر .. ..
بحث كل منا عن قدراته الجميلة التي خلقه الله تعالى بها و التي تاهت بأعماقه و لم يعي أنها ما زالت موجودة ..
فعندما تعود و يدرك كل منا وجودها ستكون كل تفاصيل حياتنا إيجابية حتى في أحلك الظروف .. و وجدت العزوة و العائلة القريبة جغرافيا و على أرض الواقع ..
ما أجمل أن يجمعنا و يخرج ما اختبأ بأعماقنا هذا الإهتمام الشافي لأنفسنا من أدرانها التي تكاثرت بفعل قسوة الحياة ، فلنقرأ و نغذي أرواحنا و نستخرج ما بداخلها من مواطن للجمال قد أخفتها أتربة سنوات من الفراغ و إندثار و تراجع الثقافة و المعرفة التي تحققها القراءة كغذاء حقيقي للروح،
و للحديث تفاصيل تفاصيل كثيرة تحدث بكل جلسة من جلسات صالون حنان للقراءة.