أخبار مصر

«الوطن» تنشر تفاصيل الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية: تعزيز لإمكانيات مصر

يطلق الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بعد قليل، الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، التي أعدت تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وحصلت «الوطن»، على ملامح الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، وجاء في مقدمة الاستراتيجية: «التزمت مصر تاريخيًا بحماية وإنفاذ حقوق الملكية الفكرية وفقا للاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي انضمت إليها في هذا المجال، ولطالما سعت نحو تعظيم دورهـا وتفعيل مشاركتها في المجتمع الدولي وما تمخض عنه من منظمات وروابط دولية في مختلف مجالات الملكية الفكرية».

وأضافت الاستراتيجية: «وفي ضوء ما توليه الدولة المصرية وقيادتهـا من اهتمام بالغ بمنظومة الملكية الفكرية، إلمامًا بدورها، وإدراكا منها لتقاطعها وتداخلها في عديد من القطاعات والمحاور مـع رؤية مصر 2030 (استراتيجية التنمية المستدامة)، تداخلًا برزت معه أهمية الملكية الفكريـة كأحد الممكنات الرئيسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ فقد بات لزاما السعي بخطوات حثيثة نحو تطوير منظومة متكاملة وفعالة لحماية حقوق الملكية الفكرية».

وواصلت: «وإذ وضعت مصر نصب عينيهـا مـا يزخر به التطور العالمي فـي مجال الملكية الفكرية مـن فرص اقتصادية واعدة، كما لم تغفل ما تنطوي عليه مواكبة ذلك التطـور مـن تحديات لا فكاك من التغلب عليها، فقد أعدت هذه الاستراتيجية لتكون بمثابة مبادرة جادة من الدولة المصرية، تضع بها حجر الأساس لمنظومة شاملة للملكية الفكرية، مقترحة فيها بعض الوسائل والخطوات الضرورية لخلق بيئة تشريعية ومؤسسية ملائمة تستشرف بها سبيلًا ممهدًا للحاق بركب التطور العالمي في هذا المجال، ورسم خطة عمل واضحة تعظـم مـن خلالها الاستفادة بدور الملكية الفكرية في تحقيق أهداف الدولة في مختلف القطاعات».

كما حددت «أهداف استراتيجية» لها، تؤكّد أنَّ تطبيق سياسات متوازنة للملكية الفكرية مـن شأنه تعزيز إمكانات مصر في كافة المجالات، وتعظيم المردود الاقتصادي للدولة من قطاعات الصناعة والزراعة والثقافة والسياحة والتراث والموارد الأحيائية والمعارف التقليدية المرتبطة بها.

وتابعت: «وباستقراء خلاصات دراسة الوضع الراهن لملف حقوق الملكية الفكرية في مصر، يتبين امتلاك مصر لإمكانات محلية واعدة تواجه تحديات تحتاج إلى تعزيز البيئة الداعمة للإبداع والابتكار، بما في ذلك الاستخدام المتوازن لأدوات الملكية الفكرية لخدمة مختلف القطاعات التي تصب في تحقيق أهداف الدولة للتنمية الشاملة المستدامة».

وواصلت: «بناء عليه، تقوم الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية على 4 أهداف أساسية، ينبثق عنها عدد من الأهداف الفرعية، التي تنقسم من ناحية التنفيذ إلى قسمين: الأول للتنفيذ على المدى القريب، والثاني على المدى المتوسط الأجل، وفقا لجاهزية كل منها».

الهدف الاستراتيجي الأول: «حوكمة البنية الأساسية»

ويأتي البند الأول للاستراتيجية تحت مسمى «حوكمة البنية الأساسية»، فتطوير البنية الأساسية أمر واجب لتحقيق الاستراتيجية على أرض الواقع بمقاييس عالمية، إذ يعالج هذا الهدف أوجه الضعف في البنية المؤسسية الحاكمة للملكية الفكرية التي يأتي في مقدمة سماتها خلو الساحة من وجود كيان مؤسسي قوي يفعل دور الملكية الفكرية الداعم لأهداف التنمية المستدامة، ويضع سياسات وخطط عمل وبرامج فعالة على مستوى قومي، وينسق مع كل الجهات الإدارية وكذا المنظمات الدولية المعنية بشكل مؤسسي وفق منهجية واحدة ورؤية واضحة.

وتابعت: «تعمل مكاتب الملكية الفكرية حاليا بصورة منفصلة ومستقلة عن بعضها البعض بل تتضارب اختصاصاتها في بعض الأحيان حتى بين الإدارات المختصـة داخـل الـوزارة الواحدة، إضافةً إلى عـدم استطاعة تلك المكاتب -في الغالب الأعم- لصغر حجمها المؤسسي وقلـة مواردهـا إحراز خطوات جادة على طريق توعية المواطنين والشـركات وتثقيفهم عـن الملكية الفكرية وكيفية استقلالها الاستغلال الأمثل في كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كمـا ترتب على ذلك ضعف التنسيق مع سائر جعات الدولـة المعنية بالقطاعات المتصلة اتصالًا مباشرًا بالملكية الفكرية مما أضاع فرصا كبيرة لتنميتها ودعمها على نحو يواكب ما انتهجته العديد من دول العالم الداعمة للإبداع والابتكار».

وواصل:«المشرع الدستوري لذلك فقرر في المادة 19 من الدستور المصري إنشاء جهاز مختص لرعاية حقوق الملكية الفكرية وحمايتها القانونية؛ ليحقق التناغم والتكامل بين مفردات منظومة الملكية الفكرية ويضحى ذراعا للدولة في هذا المجال».

الهدف الثاني: تهيئـة البيئـة التشريعية للملكية الفكرية

وحددت الاستراتيجية هدف تهيئة البيئة التشريعية للملكية الفكرية،  كهدف استراتيجي لها، مؤكّدة أنَّ مجال الملكية الفكريـة مـن المجالات التي تتصف دوما بالتطور والتغير، نظرا لاتصاله الوثيق بدورة الإبداع والابتكار البشري، ونظرا لما نتج عن تطبيق أحكام قانون حماية حقوق الملكية الفكرية المشار إليه من إشكاليات عديدة سواء من الناحية القانونية أو الناحية التنفيذية، فقد كان من المتعين توجـه الدولـة نـحـو معالجـة تلك الأحكام مواكبة للتصور العالمي في منظومة الملكية الفكرية أو لإيجاد الحلول القانونية والعملية لها.

الهدف الثالث: تفعيـل المـردود الاقتصـادي للملكية الفكريـة فـي تحقيـق أهداف التنمية المستدامة

ـما الهدف الثالث؛  فهو تفعيـل المـردود الاقتصـادي للملكية الفكريـة فـي تحقيـق أهداف التنمية المستدامة،  إذ راعت الإستراتيجية في انتقاء المحاور القطاعية ذات الأولوية على المدى القريب الوقوف على احتياجات الدولة الماسة وتوجهاتها القومية ذات الصلة بتلك القطاعات اتساقا مع برؤية مصر ٢٠٣٠، ولعله مما ساهم في ذلك الدراسات وأوراق العمل أعدتها مجموعات العمل المنبثقة عن اللجنة المكلفة بصياغة أهدافها المعلنة التي الإستراتيجية.

أما بالنسبة للمحاور القطاعية ذات الأولوية على المدى المتوسط فقد رؤي وضعها تحت البحث والدراسـة بـصـورة متأنية وفاحصة لتحليلها والوقوف على عوائدها المتوقعة وآليات تنفيذها على النحو الأمثل؛ توطئة لتنفيذها فور توفر مقوماتها، ولعل اكتمال إنشاء الجهاز المصري للملكية الفكرية سيساهم ولا مراء في دفع عجلة تلك القطاعات وتنميتها وتعزيز الاستفادة منها.

الهدف الرابع:  توعية فئات المجتمع المصري بالملكية الفكرية

أما الهدف الرابع؛  فهو توعية فئات المجتمع المصري بالملكية الفكرية؛  إذ تتمتع مصر بثروة كبيرة من النتاج الفكري والتراث الوطني، بيد أن غياب الوعي بمفاهيم الملكية الفكرية والإبداع والابتكار أمي إلى عدم الاستغلال الأمثل للفرص الاقتصادية المتاحة للدولة من تفعيل دور الملكية الفكرية في كافة المجالات.

ولذا يهتم الهدف الإستراتيجي الرابع بنشر الوعي بهذه المفاهيم لتحفيز فئات المجتمع المختلفة على الابتكار والإبداع والبحث والتطوير وإنتاج التكنولوجيا والثقافة والفنون لتنمية المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وعلميا وثقافيا، ومن ثم المشاركة في إنتاج الملكية الفكرية والاستفادة منها واستغلالها اقتصاديا، فضلا عن احترام الحقوق غير المتعلقة بالملكية الفكرية استكمالا لجهود الدولة المصرية في بناء الإنسان المصري، وزرع قيم النزاهة والأمانة واحترام القانون واحترام حقوق الآخرين.

استعدادات اطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *