تفاصيل ترميم”خلي بالك من زوزو” وأفلام بقائمة أفضل 100فيلم بالسينما المصرية
لوقت طويل ظل صناع السينما المصرية والمهتمون بها يطالبون بإعادة ترميم الأفلام القديمة والحفاظ على تراثنا السينمائي الذي يعد أحد كنوزنا التي نفتخر بها، وبالفعل بدأت العديد من المهرجانات السينمائية تركز على هذا الأمر المهم واتخذت خطوات فعلية تجاهه.
وفي مقدمة هذه المهرجانات يأتي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يشهد محاولات تطوير مستمرة في عودة جديدة للفنان حسين فهمي رئيسا للمهرجان، إذ أعلن مؤخرا أن الدورة الـ 44 المنتظر إقامتها في الفترة من 13 إلى 22 نوفمبر المقبل، ستشهد ترميم فيلمين الأول هو فيلم “يوميات نائب في الأرياف” للمخرج توفيق صالح، والذي تم إنتاجه عام 1969، والثاني هو “أغنية على الممر” للمخرج علي عبد الخالق، والذي تم عرضه عام 1972.
فيلم “أغنية على الممر” من بطولة صلاح السعدني ومحمود ياسين وصلاح قابيل وأحمد مرعي ومحمود مرسي ومن تأليف علي سالم وسيناريو وحوار مصطفى محرم وإخراج علي عبد الخالق، ويحتل المركز 66 في قائمة افضل 100 فيلم مصري، وتدور قصته حول لحظات صعبة تمر بها فصيلة مشاة مصرية تدافع عن أحد الممرات في نكسة 67، لكن يتم حصارها من قبل قوات العدو وترفض التسليم، وتشتد الأزمة عندما تنقطع الاتصالات بمركز القيادة وينفذ المؤن، لنرى مشاعر مختلفة للجنود المصريين.
فيلم اغنية على الممر
أما فيلم “يوميات نائب في الأرياف” صدر عام 1969، ويأتي أيضا ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، ومأخوذ عن رواية لـ توفيق الحكيم بنفس الاسم، ومن إخراج توفيق صالح، وهو عبارة عن إعادة قراءة لواقع عاشه بنفسه في إحدى القرى بريف مصر أثناء عمله نائباً، وتدور قصتها حول جريمة قتل غامضة تحدث في القرية لتكشف عن الواقع الذي يعشيه المواطنين وقتها.
فيلم يوميات نائب في الارياف
وأوضح حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة، أن ترميم الفيلمين سيتم بالتعاون مع الدكتور خالد عبد الجليل، مستشار وزير الثقافة لشؤون السينما والمشرف على نشاط السينما بالشركة القابضة للصناعات الثقافية والسينمائية، التي ستقوم بدورها بتوفير كافة التسهيلات اللازمة لعملية الترميم.
ولفت رئيس المهرجان أنه يسعى لأن يكون ترميم الأفلام القيمة هو تقليدا سنويا يتم كل دورة جديدة، وذلك لتكون هذه الأعمال العظيمة في لذاكرة باستمرار
وحول هذه الخطوة قال حسين فهمي في تصريحات إعلامية: السينما المصرية عريقة جدا ولها تاريخ محترم، وهناك العديد من صناع السينما قدموا الكثير لها سواء مخرجين أو ممثلين أو كتاب وفنيين وغيرهم، ولا نستطيع أن ننسى المجهود الذي كان يتم في المعامل وفي غرف المونتاج، وفي الاستوديوهات وتصميم الديكور، والملابس.
واستطرد رئيس مهرجان القاهرة السينمائي: بدأت السينما المصرية مع بداية السينما في العالم، والكاميرات الموجودة حاليا في متحف السينما باستوديو الاهرام هي الكاميرات التي بدأت بها السينما العالمية، ومن هنا جاءتني فكرة أن المشاهد الحالي لا يعرف شيئا ولم يرى الكثير من الأفلام المصرية التي عرضت في البدايات، وهي أفلام جميلة للغاية بالأبيض والأسود لكن ليس هناك فرصة لعرضها.
وفي إطار جهود المهرجانات السينمائية العربية لترميم الأفلام المصرية أعلنت إدارة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، بدء ترميم 2 من كنوز السينما العربية وأحد أبرز الأفلام الاستعراضية المصرية وهما فيلمي “خلي بالك من زوزو” الصادر عام 1972 و “غرام في الكرنك” الصادر عام 1967، وتجرى عملية الترميم في مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر.
خلي بالك من زوزو
وحقق فيلم “خلي بالك من زوزو” وقت طرحه في دور العرض أرقاما قياسية في تاريخ السينما العربية، وهو أيضا ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وبطولة سعاد حسني وحسين فهمي وتحية كاريوكا وسمير غانم. كما استمر عرض الفيلم سنة كاملة في دور السينما المصرية.
أما فيلم “غرام في الكرنك” من سيناريو وحوار: محمد عثمان وقصة الملحن علي رضا، وبطولة كل من فريدة فهمي ومحمود رضا و عبدالمنعم إبراهيم. ويعد واحدا من أشهر الأفلام الاستعراضية في تاريخ السينما المصرية، وتدور أحداثه احول مجموعة من الراقصين الشباب الذين يكافحون للنجاح في خضم معاناتهم ونقص مواردهم المادية لتقديم أول أعمالهم على مسرح معبد الكرنك بالأقصر.
فيلم غرام في الكرنك
ومن جانبه قال الرئيس التنفيذي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، محمد التركي: “نحتفل اليوم بمرور 50 عاما على أشهر الأفلام العربية الكلاسيكية وذلك بإعادة ترميمها حرصا منا على حفظ تاريخ السينما العربية، فعلى الرغم من أن عملية ترميم الأفلام تعد عملية مكلفة ومعقدة و لا تقل جهدا عن إنتاج فيلم جديد إلا أن العمل على ترميم أفلام شكلت جزءا من الموروث السينمائي العربي يستحق منا هذا الجهد، فضلاً عن كونها فرصة جديدة لإعادة إحيائها وتقديمها للجمهور.”
وتعد عملية ترميم الأفلام أمراً بالغ التعقيد، حيث يخضع الفيلم للعديد من المراحل، ففي البداية تتم معالجة الفيلم وتحويله من مقاس 35 ملم إلى نسخة رقمية ومن ثم يخضع لعملية ترميم عبر الحاسوب تليها مرحلة تصحيح الألوان والصور وتصفية الذبذبات الصوتية.
وقال مدير البرنامج العربي والكلاسيكي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، أنطوان خليفة: ” فخورون بالمساهمة في إحياء تحفتين رائعتين للسينما المصرية كان لكل منهما تأثير غير مسبوق على المشاهدين والمجتمع، ولا يزال العالم العربي شغوفًا بأفلام سعاد حسني كما يتذكر الراقص الكبير محمود رضا الذي جعل الرقص الشعبي المصري يتألق في جميع أنحاء العالم.”
ومن المقرر أن يعرض “غرام في الكرنك” و”خلي بالك من زوزو” في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بنسخته الثانية، والمقرر انطلاقه 1 ديسمبر المقبل.
وكانت الدورة الماضية من مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة شهدت عرض 3 أفلام للمخرج خيري بشارة تم ترميمهم من قبل المركز القومي للسينما المنظم للمهرجان، وهم “طائر النورس” و”يوميات نائب في الأرياف” و”صائد الدبابات”، وأيضا تم ترميم فيلم “حرب الفراولة” للمخرج نفسه في فعاليات الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي.