دراسات في السرد.. كتاب جديد لأصيل الشابي عن الهيئة العامة للكتاب
عاطف عبد العزيز
صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي، كتاب “دراسات في السرد”، للكاتب التونسى د. أصيل الشابي، وهذه دراسات سردية اختلفت مواضيعها وتراوحت بين نوعين من الكتابة: مرجعية وتخييلية، تركز فيها الاشتغال على كيفية تشكيل الكلام، وصوغه في مستوى الخطاب بكل ما يعنيه ذلك من اهتمام بالمتكلم بوصفه ذاتا خطابية تملك استراتيجيات لها ميزاتها، ولعلها قادتنا إلى اتصاف الكتابة بأنها عميقة التركيب، وهو ما نقف عنده في مسائل تتصل بالعلاقة بين المرجعي والتخييلي، وعلاقة الجنس المعلن بالأجناس المضمرة، وتقاطع الأصوات في اللفظ الواحد، كما قادتنا إلى السؤال بشكل أو بآخر، عن مدى ارتداد الكتابة على الماضي والحاضر وحجم ما تنتجه من عوالم ممكنة تتيح ولادة احتمالات لا تتطابق مع الواقع والمعيش.
وسواء ارتد المتكلم، فيما هو مرجعي، على واقعه أو انطلق إلى المتخيل الكبير والاحتمالي المربك في عالم الرواية والسرد: فإنه ينخرط في الحالين في عالم تجريبي تجرب فيه التصورات وتختبر فيه المدركات في دائرة اللغة؛ حيث ينضم القراء إلى الكتاب تحقيقا لاشتغال الخطاب. ويظل النقد، بما هو قراءة، مرتهنا بمدى بحثه في الخصائص والتشكيل الكلامي، عساه يطال هواجس الذات وأحلامها.
والدكتور أصيل الشّابي مهتمّ بدراسة السرد العربي القديم ، اهتم بالخطاب الرسائلي عند العرب مع عبد الحميد الكاتب وأثره في تطوير النثر العربي جماليّا، كما اهتمّ بخطاب العشق عندهم من خلال كتاب مصارع العشّاق للسرّاج البغدادي وخصائصه القصصيّة وأثرها التداولي في المتلقّي قديما وحديثا. اهتمّ أيضا ضمن الأدب العربي المعاصر بالسرد في الرواية والشعر والقصّة القصيرة والكتابة المرجعيّة الذاتيّة. عضو مخبر السرديات والدّراسات البينيّة بجامعة منوّبة بتونس وعضو اتّحاد الكتّاب التونسيين وعضو نادي القصّة أبو القاسم الشّابي بتونس، شارك في ندوات علميّة عديدة وقدّم كتبا جماعيّة وأسهم فيها ببحوث محكّمة منشورة.