الرئيس: حرب أكتوبر أكدت قدرة المواطن المصرى وتفوقه فى أصعب اللحظات
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن حرب أكتوبر المجيدة أبرزت مقدرة الإنسان المصرى وتفوقه فى أصعب اللحظات التى مرت بها مصر والأمة العربية وحققت فيها مصر معجزة العبور، قائلًا: «كان يوما مقدرا له أن يظل خالدا ليس فقط فى وجدان مصر وشعبها، إنما فى ضمير الأمة العربية بأسرها وشعوب العالم المحبة للسلام».
وأضاف الرئيس السيسى، خلال كلمته بالندوة التثقيفية الـ 36 للقوات المسلحة بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر الـ49، أن مصر لم تحارب فقط دفاعا عن أرضها، إنما من أجل تحقيق السلام، وهو ما نجحت فيها وحافظت على مكتسباته، منوهًا بأن حرب أكتوبر المجيدة كان لها رجال سخرهم الله سبحانه وتعالى لاتخاذ القرارات المصيرية التى غيّرت خريطة التوازنات الإقليمية والدولية.
وقدّم الرئيس السيسى التحية للقوات المسلحة والرئيس الراحل محمد أنور السادات، وقال: «تحية إعزاز وتقدير للقوات المسلحة المؤسسة العسكرية الوطنية التى أتشرف أن أكون ابنًا من أبنائها، وأوجه التحية للرئيس الراحل السادات بطل الحرب والسلام الذى اتخذ القرار رغم شبح الغموض، واتخذ أيضا قرار السلام الذى طوى صفحات الماضى وفتح آفاقا جديدة بالمنطقة».
وأشار الرئيس إلى أن مصر تحتفل اليوم بالذكرى التاسعة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد، يوم العزة والكرامة ويوم إثبات قدرة الإنسان المصرى وتفوقه فى أصعب اللحظات التى قد تمر على أى أمة، ولفت إلى أن مصر لم تحارب فقط دفاعا عن أرضها، إنما من أجل تحقيق السلام، مشيدا بالقرارات المصيرية التى اتخذها رجال حرب أكتوبر المجيدة التى غيرت خريطة التوازنات الإقليمية والدولية.
ووجه الرئيس التحية لكل من ساهم فى صنع أعظم أيام مصر فى تاريخها الحديث، كما وجه أيضا التحية للقوات المسلحة المصرية الذى يتشرف بانتمائه لها، مضيفًا: «فى بداية الندوة تحدثنا عن حرب يونيو 1967، وأنا أتذكر كل كلمة وكل حدث وقع فى تلك الفترة، وأعلم كل مقالة نشرت وقتها، وكل بيان نشرته القيادة العامة للقوات المسلحة فى هذا التوقيت، من أول فترة الخامس من يونيو وحتى تدمير المدمرة إيلات، وقصف منطقة الزيتية، واشتباكات يومية استمرت على مدار أشهر وسنوات بالدم، ومن أجل مستقبل ومقدرات البلاد، كان لا بد أن تصمد مصر وتعود مرة أخرى للوقوف على قدميها».
وواصل: «نحن قد نقول هذا الكلام فى فقرة من الفقرات سواء فى خطابى هذا أو حتى ممن يقومون بسرد الوقائع فى تلك الفترة، لكن هناك فرقا كبيرا بين أن تسمع أو تعيش واقعا، فالأجيال التى كانت متواجدة فى تلك الفترة، وعاصروا الدولة وقتها، ومروا بظروف قاسية، الكثير منهم غير موجود الآن بيننا، وأقول هذا الكلام فى هذا الوقت لأنه من المهم أن نعلم، فى ظل الظروف التى نعيشها، أن التحديات والعدائيات ستظل موجودة ولن تنتهى فى حياة أى أمة، فهى سنة من سنن الله فى الكون، فعلى سبيل المثال جائحة كورونا كانت اختبارا من الله للعالم أجمع وحكمة لا نعلمها».
وأوضح أن مصر عاشت 15 عاما خلال الفترة من 1967 وحتى 1982، تصور البعض فيها أن الأمر قد انتهى بحرب أكتوبر، واستكمل: «أقول هذا الكلام حتى يتوقف المفكرون والمثقفون أمام كل كلمة أقولها، فالموضوع بدأ فى عام 1967 ولم ينته فى 1973 كما يتصور البعض، لكن حدث فصل ما بين القوات حتى فترة 1977 وأوائل الثمانينيات، والدولة خلال هذه الفترة توقفت فيها كل مظاهر الحياة، لكن لم يتوقف نمو البشر أو مطالبهم من معيشة وتعليم وعلاج وسكن وعمل».
وتابع: «هناك الكثير من الناس يتحدثون ويؤرخون لمرحلة عامين أو 3 أو لواقع يعيشه أو لتجربة يراها فيتحدث عنها، وحياة الأمم لا ترتبط بين يوم وليلة ولا بعام أو عامين أو ثلاثة أو عشرة أعوام، إنما حياة الأمة تاريخ، ومن المهم عند التحدث عنها أن ندرك ذلك كمواطنين وحتى كمسؤولين فى الدولة، وما سنقوم بعمله اليوم ستستمر آثاره الطيبة خلال السنوات المقبلة»، مؤكدا أنه لا يعادى أحدًا، لأن العدو الحقيقى، فى تقديره، هو الفقر والجهل والتخلف، فالفقر يعنى الضعف والعجز، مستشهدا بالقول المأثور «لو كان الفقر رجلا لقتلته»، كما أن مخاطر الجهل تجعل الإنسان يخطئ ويؤذى كل من حوله