حكاية الخروب قصه قصيره
مهندس فايق الخليلي
لااتذكر اليوم الذي بدأت أعي فيه مايدور حولي من أحداث وما تحتويه بلدتنا أو علي الاقل الشارع الذي نسكن فيه من أماكن فلم يكن مسموحا لنا بالابتعاد من أمام المنزل حيث كنا نلعب ونلهو ولم نكن نجرؤ علي الابتعاد عن الأماكن المحدده لنا حتي لايلتقطنا رادار الأمهات . كنت صغيرا قبل عدة سنوات من الالتحاق بالمدرسه عندما جاء خبر نقل والدي الضابط بالقوات المسلحه الي الواحات الخارجه التابعة لمحافظة الوادي الجديد وكان خبر السفر والانتقال من مكان الي آخر يسعدنا نحن الصغار ولم نكن ندري وقتها كيف كانت مشاعر الكبار ولكننا ادركناها فيما بعد . وكنت أخرج الي الشارع مع أقراني نلعب وانا اقول لهم بفرح أننا سنسافر الي الواحات الخارجه عشان ناكل خروب..! وأنا لا ادري أين هي الواحات الخارجه ولا ادري ماهو الخروب..!! وسافرنا اليها محملين بعفش كامل للمنزل الجديد عبر رحلة سفر استغرقت ثلاثه ايام مابين قطارات وسيارات واتوبيسات .
ولأن والدي كان ذو سمعه طيبه في محيط عمله فقد تم تجهيز مسكن له وقد اختاره المحافظ وكان يدعي اللواء عبدالهادي ناصف للاقامه في المنزل المقابل لمنزله تماما في شارع صغير به اربع او خمس منازل فقط لقيادات المحافظه عليه حراسه ومغلق بيوابات من الناحيتين .كان المنزل الذي أقمنا فيه جميلا وبه حديقه والتحق اخوتي الكبار بالمدارس وكانوا زملاء لأبناء المحافظ والضباط الذين يسكنون معنا في نفس الشارع وكانت تأتي سياره تأخذنا جميعا الي المدرسه وتعيدنا الي منازلنا . وفي هذا البلد ولد اخي الاصغر المهندس فايد وكانت تسميته بناء علي رؤيا رآها اخي المهندس فوزي الذي كان يدرس الهندسه في المانيا آنذاك .وبعد سنه او سنتين التحقت انا بالمدرسه وكانت تسمي مدرسة المباني الابتدائيه وكنت متفوقا قبل الدخول الي المدرسه وقد أبلغ ناظر المدرسه والدي بأنه سينقلني الي الصف الثالث مباشرة في العام القادم نظرا لتفوقي . ولم يحدث ذلك نظرا لانتهاء مدة عمل والدي بهذا البلد وانتقالنا الي العريش مرة اخري .وخلال اقامتنا بالواحات الخارجه لم اتذوق طعم الخروب ولم يهدي أحد الينا الخروب بل لم أعرف اصلا ماهو الخروب ولا ادري لماذا ارتبطت هذه البلده في ذهني بالخروب. !
وكلما شربت الخروب أو رأيته تذكرت هذه الحكايه.
وحتي الأن لا ادري ماهي حكاية الخروب ..!
مهندس فايق الخليلي
5/10/2022