أخبار مصر

في اليوم العالمي للقطن.. الذهب الأبيض يعود إلى عرشه بتعليمات الرئيس

يتربع القطن المصري طويل التيلة، منذ عقود طويلة على عرش الغزل والمنسوجات العالمية، وتتهافت عليه كبرى العلامات التجارية في صناعة الملابس لتميزه عن غيره من الأقطان، ومؤخرا بدأت الدولة المصرية إجراءات استعادة مكانة القطن التي تدهورت خلال السنوات الماضية.

وفي اليوم العالمي للقطن، تحتفل مصر بإنجازات غير مسبوقة في زراعة الذهب الأبيض الذي يعد ركيزة استثمارية للكثيرين من المزارعين بمختلف محافظات مصر، بعد إطلاق حزمة من الإجراءات الداعمة والميسرة لزراعته والتي تتضمن منظومة تسويق عالمية تربط المزارعين بالأسواق العالمية مع توسيع وزيادة الرقعة الزراعية بشكل يتناسب مع قيمة المحصول الذهبي، بالإضافة لتطوير محالج ومصانع الغزل والنسيج.

 

وقال الدكتور عادل عبد العظيم، نائب رئيس مركز البحوث الزراعية، إن القطن المصري يمثل المادة الخام الأساسية لصناعة الغزل والنسيج، ويسيطر على قمة الجودة بالنسبة لأقطان العالم لاحتوائه على الصفات الغزلية والتكنولوجية الممتازة بالإضافة للتجانس والتماثل بين هذه الصفات مما يقلل من الفاقد أثناء التصنيع والتجهيز، الأمر الذي جعل كبرى بيوت الأزياء العالمية تفضله عن غيره من الأقطان.

زيادة المساحة المنزرعة بالأقطان

وأوضح «عبد العظيم» في تصريح لـ«الوطن»، أن طبقة الأقطان الطويلة تضم الأصناف التي تلائم الصناعة المحلية والتصدير الخارجي ومنها أصناف تلائم الوجه القبلي وأصناف تلائم الوجه البحري، بالإضافة لطبقة الأقطان الطويلة الممتازة والتي تتميز بالصفات الغزلية والتكنولوجية العالية مثل الطول والمتانة والنعومة وتناسب التصدير الخارجي، مشيرا إلى أن هناك زيادة كبيرة في المساحة المنزرعة قطن حيث كانت في موسم 2020 تقدر بحوالي 186000 فدان، وفي موسم 2021 بلغت حوالى  237000 فدان وفي الموسم الحالي وصلت إلى 334000 فدان، بما يوضح اتجاه المساحة المنزرعة للتزايد على عكس السنوات السابقة.

أقطان فائقة الطول بدمياط وكفر الشيخ

وأشار الدكتور عادل عبد العظيم إلى أن محافظات الوجه البحري والقبلي تشترك في زراعة القطن طويل التيلة، بينما تتميز محافظتي دمياط وكفر الشيخ بزراعة أصناف فائقة الطول، لافتا إلى أن القطن المصري يتصف بجودته الفائقة مما أعطى له قدره تنافسية  بين غيره من أقطان العالم، لتصنع منه أفخم أنواع الملابس والمفروشات العالمية والتي تتميز بالمتانة العالية والقدرة على التحمل والاستدامة لفترة طويلة مقارنة بأي منتجات تصنع من الأقطان الأخرى، حيث يمكن غزله على نمر رفيعة وبمتانه عالية وهذا لا يمكن الوصول له إلا من خلال شعيرات ناعمة لاحتواء الخيط على عدد شعيرات أكبر مقارنة بالشعيرات السميكة أو الخشنة مثل الأقطان الأمريكية واليونانية والسودانية وغيرها من الأقطان المستوردة قصيرة التيلة الموجودة بالسوق المصري، فلا يستطيع الغزال إنتاج خيوط ناعمه منها بل تستخدم فقط للغزول السميكة والتي تستخدم لإنتاج الملابس الرياضية والجينز والملابس الكاجوال والفوط.

إنتاجية أعلى للقطن المصري

وأضاف، أن الأقطان السميكة ينتج الكيلو جرام منها في حدود 30 شلة وهي لا تقارن بالأقطان المصرية من حيث صفات الجودة حيث تنتج الأقطان المصرية في حدود 60 شلة للقطن بالوجه القبلي، ومن 100-200 شلة لأقطان الوجه البحري.

أهمية زراعة القطن المصري

وأكد نائب رئيس مركز البحوث الزراعية، أن القطن المصري يعد من أقل المحاصيل الصيفية استهلاكاً للمياه، ومناسب للزراعة في الأراضي الملحية والضعيفة ونهايات الترع، ويعمل على تحسين خواص التربة الطينية والمحافظة على الاستدامة وبالتالي زيادة إنتاجية وحدة المساحة وخاصة المحاصيل المنزرعة عقب القطن ومنها القمح الذي تزيد إنتاجيته بنسبة 20%، بالإضافة لتوفيره فرص عمل كثيرة خلال عملتي الزراعة أو التصنيع، مع توفير القطن الشعر للصناعة المحلية وتوفير المنتجات الثانوية من الزيوت النباتية والأعلاف، لافتا إلى أن القطن يعتبر أفضل بديل للمزارع فى الدورة الصيفية في حالة توفير مقومات النجاح مما يقلل من مساحة الأرز ويوفر المياه لزراعة مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية.

منظومة تسويق الأقطان الحديثة

وأشار نائب رئيس مركز البحوث الزراعية إلى أن مصر وضعت منظومة تسويق جديدة للأقطان مؤخرا، وتعتبر مزيجا من النظام التعاوني القديم ونظام السوق الحر وفى هذا النظام يتم توزيع أكياس جديدة على المزارعين مصنعة من الجوت ومُعلمة بلون لكل صنف في أقطان الإكثار حسب المواصفات المطلوبة مزودة بدوبارة قطنية في مراكز التجميع، ويتم فتح مراكز التجميع للأقطان في مناطق زراعة القطن ويتم تحديد هذه المراكز وتم إدارة هذه المراكز عن طريق الشركة القابضة للغزل والنسيج والقطن ولا يتم السماح بفتح حلقات خاصة أو مراكز استلام القطن بغير المراكز المخصصة في محافظتي الفيوم وبنى سويف وتم تحديد عدد 17 مركز (9 مراكز بالفيوم و8 مراكز ببني سويف، ويتم دخول القطن الزهر لمراكز التجميع بموجب بطاقة الحيازة الزراعية والبطاقة الشخصية ويتم استلام القطن يومياً من المزارعين عدا أيام الفرز.

مزاد علني على القطن بمراكز التجميع

ولفت إلى فرز القطن الذي تم توريده سابقاً بمعرفة الهيئة العامة للتحكيم واختبارات القطن ومعهد بحوث القطن ويتم فتح مزاد علني على القطن داخل مراكز التجميع حيث كان الاتفاق أن يتم تنفيذ المزاد يوم بعد يوم، وبعد انتهاء المزاد ومعرفة السعر يتم دفع 75% من قيمة القطن ممن رسي عليه المزاد وباقي السعر بعد أن يتم فرز وتحديد الرتبة والتصاقي في خلال أسبوع من تاريخه، ثم يتم البيع بموجب مزادات علنيه مما يوفر للمزارع فرصة لبيع محصوله بأعلى سعر ويتم تحديد السعر على أساس الرتبة والتصافي.

جهود الدولة في زيادة الرقعة الزراعية 

ومن جانبه، أوضح الدكتور مصطفى عطية عمارة، رئيس بحوث المعاملات الزراعية بمعهد بحوث القطن، أن زيادة المساحات المنزرعة من القطن خلال العام الجاري إلى 334 ألف فدان على مستوى 14 محافظة، تؤكد جهود الدولة في زيادة الرقعة الزراعية والاهتمام بالمحاصيل الصناعية وإعادتها لنهضتها من جديد، لافتا إلى أن الدولة المصرية حملت على عاتقها تطوير قطاع الأقطان بشكل متكامل يتضمن الزراعة والتجارة والصناعة.  

خطة لزيادة الإنتاج إلى 10 مليون قنطار

وأشار إلى أنه من المتوقع أن تزيد الإنتاجية، حيث كان متوسط الإنتاج العام الماضي 1.5 مليون قنطار، وخلال العام الجاري من المتوقع أن يصل إلى أكثر من 2 مليون قنطار، على أن يتم الوصول إلى إنتاجية تقدر بـ 10 مليون قنطار خلال الـ 4 سنوات المقبلة، موضحا أن الدولة لديها خطة استراتيجية متكاملة نحو التوسع في الأراضي الجديدة والمستصلحة حديثا لإنتاج أصنافا جيدة تغطي تلك المساحات وخاصة الأصناف المقاومة للتغيرات المناخية، بالإضافة لتطوير المحالج والمغازل والمصانع المصرية.

أصناف جديدة توفر 30% من مياه الري

وأردف، لدينا أصنافا جديدة من القطن توفر حوالي 30% من المياه المستخدمة في الري، وتم تحديد مناطق الإكثار والتي سيتم الاستعانة منها بالتقاوي، مع تحديد المحالج التي ستحلج حتى لا يحدث خلطا في الأنواع، مؤكدا أن محالج القطن المصري يخرج منها المنتج النهائي خاليا من الشوائب، والمنظومة الجديدة لتسويق القطن قضت على الوسطاء وربطت المزارع بالسوق العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *