قرأت على صفحات مجلتكم الغراء
مقاله الأستاذ سعدى قطامش عن أول شهيد مدني بمدينه العريش فى
السابع من يونيو ١٩٦٧ وهو الأخ وصديق الطفوله والصبا ممدوح محمد محمود الرطيل وسرت فى جسدي قشعريرة عندما طالعت صوره وجهه الباسم الاليف فقد كان الشهيد ممدوح الذى كان يكبرنى بعده سنوات ولكننا لم نكن نفترق
طوال مده تواجده بالاسماعيليه حيث كان يدرس بمعهد النور والأمل
وبالرغم من أن الله قد قدر عليه أن يكون بلا حاسه السمع وبالتالى فقد القدره على التعبير والنطق ولكن الله أبدله وحاباه بذكاء حاد وقوه ملاحظه ومشاعر غايه فى الرهافه والرقه فاقت الكثير من اقرانه ممن يتمتعون بكامل لياقتهم الصحيه والذهنيه. وقد اكتملت كل هذه الصفات بالحس الوطنى الذى بدا واضحا وجليا عندما اندلعت حرب ٦٧
فابى إلا أن يكون فى طليعه أفراد المقاومه الشعبيه. وكان آخر لقاء جمعنى به عندما ودعته وهو مغادر إلى مدينه العريش لقضاء الاجازة الصيفيه فى ذلك الجو المشحون ولم
ندر أنا وهو أن هذا آخر لقاء يجمعنا سويا. وكما كان مميزا فى حياته كان أيضا مميزا فى استشهاده فكان أول الشهداء الذين ارتقوا إلى السموات العلى ولعل عدم معرفه قبره وراؤه حكمه لا يعلمها إلا الله وعليه فإنني أطلق عليه الشهيد المجهول تيمنا بالجندى المجهول. رحمك الله يا صديق الطفوله والصبا أينما يكون قبرك فهو روضه من رياض الجنة.
أخيك د.عماد عبد الرءوف الرطيل
