
كيف ضاعفت مصر احتياطها الاستراتيجي للسلع الغذائية رغم الأزمة العالمية؟
تمكنت الدولة المصرية من الوصول إلى احتياطي استراتيجي من السلع الغذائية، يفوق حجم الاحتياطي في معظم دول العالم، إذ وصل الاستراتيجي الآمن من السلع حاليًا في مصر فترة 6 أشهر، فيما يصل حجم الاستراتيجي في معظم دول العالم إلى 3 أشهر فقط، فضلًا عن معاناة تعيشها معظم دول العالم بسبب الفجوة الغذائية ونقص سلاسل الإمداد، كأحد الأثار الناتجة عن الأزمة العالمية الاقتصادية التي يعشها العالم بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية.
وتستعرض «الوطن» في السطور التالية، أبرز التفاصيل التي مكنت مصر من تأمين مخزونها الاستراتيجي من السلع الإستراتيجية الأساسية في غذاء الشعب المصري.
كيف وصل حجم الاحتياطي من القمح 7.2 شهر للمرة الأولى؟
أعلنت وزارة التموين والتجارة الداخلية، أنّ حجم الاحتياطي الاستراتيجي من القمح بلغ 7.2 شهر للمرة الأولى، إذ جاءت مصر على رأس قائمة الدول التي استطاعت تأمين غذائها من هذه السلعة الاستراتيجية، بسبب تنويع مصادر استيراد القمح من عدة دول بديلة عن روسيا وأوكرانيا بسبب ظروف الحرب، بالإضافة إلى إقرار عدة آليات وتسهيلات قدمتها الدولة المصرية إلى المزارعين، أدت إلى ارتفاع نسب توريد القمح المصري للعام الحالي إلى 4.4 مليون طن قمح، وهي نسبة لم تحدث من قبل، بناء على تصريحات وزير التموين الدكتور علي المصيلحي.
ونوعت مصر مصادرها في استيراد القمح، إذ دخلت دول أوروبا وروسيا ورومانيا وألمانيا وفرنسا على خريطة توريد القمح لمصر، وحصلت وزارة التموين مؤخرًا على 660 ألف طن قمح بمتوسط سعر 402 دولار من دول فرنسا، ورومانيا، وبسبب تأمين الاستراتيجي من القمح، تقوم وزارة التموين بإلغاء العديد من المناقصات الدولية على شراء القمح بسبب ارتفاع السعر، مثلما حدث في مناقصة دولية من أمريكا واستراليا، لكون سعر توريد الطن مبالغ فيه، طبقًا لوصف وزير التموين، والذي بلغ 500 دولار.
احتياطي زيت الطعام 6 أشهر رغم نقصه عالميا
أما بالنسبة لزيت الطعام، فإن مصر تمتلك حاليا كمية كافية، إذ يؤمن المخزون الاستراتيجي منه، فترة 6 أشهر كاملة، رغم وصول أسعار زيت الطعام إلى أعلى مستوياتها منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية، فيما اعتمدت وزارة التموين حاليًا إنشاء 3 مجمعات صناعية للزيوت لتكون قريبة من مناطق الاستهلاك والتخزين ومجمعات الزيوت، يقع الموقع الأول في برج العرب ليحل محل المجمعات في الإسكندرية، والثاني في مدينة السادات لتغطية احتياجات منطقة الدلتا، والثالث مجمع سوهاج للزيوت، الذي سيخدم ويوفر سلعة الزيت في جنوب مصر لتقليل خطوط الإمداد.
قريبا.. اكتفاء ذاتي من الأرز والسكر
تمتلك وزارة التموين في مخازنها من موسم حصاد الأرز من الماضي 2021، كميات تكفي مدة شهرين ونصف تقريبًا، فضلًا عن استمرار عمليات التوريد لموسم حصاد الأرز الحالي 2022، وتستهدف الوزارة منه توريد مليون ونصف طن أرز من إجمالي حصيلة زراعة مليون ونصف فدان على مستوى المحافظات المنزرعة بالأرز، التي تنتج 6 مليون طن أرز شعير.
وفيما يتعلق بسلعة السكر، فإن التوسع في زراعة البنجر والقصب يقرب مصر حاليًا من الاكتفاء الذاتي، إذ تبلغ نسبة الاكتفاء حاليًا 90%، ويبلغ حجم الاحتياطي الاستراتيجي من السكر 6 أشهر، فيما تقترب وزارة التموين من تحقيق الاكتفاء الذاتي، إذ تنتج مصر السكر من مصدرين أساسيين هما: قصب السكر من مساحة 350 ألف فدان قصب، يتحول جزء منها لإنتاج عصير القصب، وجزء أخر لإنتاج العسل الأسود، أما الجزء الأكبر 245 ألف فدان ينتج منه 900 ألف طن سكر سنوياً.
أما المصدر الثاني لإنتاج السكر، يكون من 9 مصانع لإنتاج السكر من محصول البنجر من إجمالى مساحة منزرعة 640 ألف فدان، إذ تنتج المساحة المنزرعة بالبنجر 1٫8 مليون طن سنويًا سكر، ويتعدى حجم إنتاج السكر في مصر 3 ملايين طن سنويًا، وفقًا لتصريحات سابقة لـ«الوطن» من الدكتور أحمد أبو اليزيد رئيس شركة الدلتا للسكر التابعة لوزارة التموين.
ووفقًا لتقارير عن حجم الاستراتيجي من اللحوم، فإن حجم الاحتياطي من الدواجن يبلغ 7 أشهر، وحجم الاحتياطي من اللحوم الحية يكفي 14 شهرًا، فيما يبلغ حجم الاحتياطي من اللحوم المجمدة 7 أشهر.
