أخبار الفن

جمال عبد الناصر يكتب : تملي فى قلوبنا يا فوزي

لم ينل فنان من الحب والاحترام والتقدير مثلما ناله الفنان الكبير الراحل محمد فوزي ” كازانوفا الشرق ” مثلما كانوا يلقبوه ، سبق عصره بفنه ، وقدم كل الاشكال الموسيقية ، ولم يترك موضوعا إلا وقام بعمل أغنية له، فقد غني للأطفال وللحب وللوطن وقدم أغاني دينية وغني لشهر رمضان وقدم أغاني عن الافراح وكل المناسبات، وقدم للسينما الكثير من الأفلام التي مازالت تعرض ونستمتع بها .

دائما كلما استمعت لأغاني فوزي أسال نفسي : لماذا كان سابقا لعصره ؟ ولماذا كان منفردا بالتطوير الدائم في الموسيقي والغناء ؟

مع التبحر في فن محمد فوزي وفيما قدمه من أغاني ، تجد أنك أمام عبقري يطور دائما ويبحث عن الجديد في كل مرحلة فنية من حياته ، فهو فنان كان يمتلك الطموح الفني المتجدد ، ودائما لديه شغف في مهنته ، فهو أول من قدم أغنية فرانكو آراب “يا مصطفى يا مصطفى” والتي غناها برونوموري شقيق الفنانة العالمية داليدا والمطرب بوب عزام في عام 1961، وبعد ظهور الأغنية في السينما في فيلم “الحب كده” انطلقت عشرات النسخ من هذه الأغنية مترجمة إلى العديد من اللغات منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية وصولا إلى اللغة الأردية، كما قدم بعدها أغنية فرانكو أراب أيضا وهي ” فطومة أنا قلبي حبك”.

محمد فوزي كان له دور بارز جدا في التجديد في الموسيقي فهو أول من قدم لحناً بلا آلات موسيقية، يعتمد فقط على الأصوات البشرية بتنوعاتها من السوبرانو إلى الباص، وهو ما عرف بفن “أكابيلا”، وكانت أغنية “كلمني وطمني” تعبيراً حياً عن هذا الفن.

محمد فوزي كانت أغانيه بسيطة جدا وتدخل القلب وبرع في الأغنية الخفيفة ذات الجمل الموسيقية البسيطة، والتي وصفها محمد عبد الوهاب قائلا : كلماته بسيطة لدرجة التعقيد، خفيفة تمس المشاعر بلا انتظار لترجمة معانيها بقيت كالرصاصة تبهر الموسيقيين الجدد ليعيدوا توزيعها”. وأضاف: “كان يتسول النغمات من كل دقائق الكون”.

محمد فوزي  كانت له أياد بيضاء في النهوض بالأغنية العربية فقد أسس عام 1958 شركة “مصر فون” للأسطوانات، والتي ساهمت في نشر الأغنية بالوطن العربي وهو أول من قدم أغنية للطفل مثل “ماما زمانها جاية”، “ذهب الليل”، “هاتوا الفوانيس يا ولاد” وغيرها.

محمد فوزي جاءت وصيته التي كتبها بنفسه وقبل وفاته مؤثرة جدا وقال فيها : “إن الموت علينا حق وإذا لم نمت اليوم سنموت غدا وأحمد الله أنني مؤمن بربي فلا أخاف الموت الذي قد يريحني من هذه الآلام التي أعانيها، فقد أديت واجبي نحو بلدي و كنت أتمنى أن أؤدي الكثير ولكن إرادة الله فوق كل إرادة البشر والأعمار بيد الله لن يطيلها الطب ولكنى لجأت إلى العلاج حتى لا أكون مقصرا في حق نفسي وفى حق مستقبل أولادي الذين لا يزالون يطلبون العلم في القاهرة.. تحياتي إلى كل إنسان أحبني ورفع يده إلى السماء من أجلى.. تحياتي لكل طفل أسعدته ألحاني.. تحياتي لبلدي.. أخيرا تحياتي لأولادي وأسرتي..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *