كلمة العدد 1283 (( الاخوان يعتزلون السياسه ))
يكتبها د. محمود قطامش
كنت اعددت لهذا المقال من اسبوع تقريبا طالعت فيها عشرات من المقالات والتحليلات السياسيه لفك طلاسم حقيقه مايفكر فيه قاده الجماعه بعد رصد الانقسام الحاد في صفوف الجماعه الارهابيه وهذه التيارات المتناقضه في الرؤي والمتصارعة علي القياده مابين جبهة لندن بقياده ابراهيم منير وجبهة اسطنبول بقياده محمود حسين وتيار التغيير (( الكماليون ))الذي تأسس في الفتره الاخيره وكنت اسأل .. هل يعتزل الاخوان السياسه ؟؟
وهل يثق بهم الشعب المصري مره اخري ؟؟
وتلك اسئله سبقني اليها الاستاذ هشام النجار …اقول ان التاريخ حافل بالاعتزالات السياسيه للجماعه والعوده عنها وهذه احدي التكتيكات الشيطانيه الاخوانيه او سمها (( التقيه السياسيه )) التي تتبعها الجماعه كلما اشتد عليها الضغط لتعود من جديد اشد ضراوة واكثر فتكا وتعنتا واكثر غدرا وسما وبشاعه ولكن يبقي القاسم المشترك طوال التاريخ النكران والجحود والخيانه والانقلاب علي من وفر لها الامان وفي كل محطات حياتها تتخلي الجماعه عن تعهداتها المعلنه ……. هادنت عبد الناصر ثم اطلقت عليه سته رصاصات تريد قتله في حادث المنشيه الشهير بالاسكندرية وايضا من افكارها خرج من اغتال السادات في اكتوبر ١٩٨١ بعد تحالف الجماعات الاسلاميه واليسار حتي نصل للرئيس مبارك الذي منحها حريه الدعوه وتأسيس الجمعيات مقابل دعمه انقلبت عليه وتحالفت مع اداره الرئيس اوباما واسهمت في عزله واسقاط نظامه بالقوه …. الان ثلاثه اجنحه او تيارات او كيانات سياسيه تتنازع الجماعه الارهابيه وكلا منها له رؤيته في التعامل مع الدوله المصريه !!!!!!
((جناح لندن)) ويتزعمه ابراهيم منير القائم باعمال المرشد اعلن التخلي عن الصراع علي السلطه واعتزال السياسه (( وجناح اسطنبول )) بقيادة محمود حسين الذي يتبني نهجا مغايرا يعارض فيه التساهل من جناح لندن واعتبر كل ما صدر عنها غير شرعي وفي نفس الوقت ترفض كل دعوات العنف والتشدد المنطلقه من التيار الحديث المتشدد (( الكماليون ))وهو احدث التيارات او جناح التغيير ويطلق عليهم الكماليون نسبه الي محمد كمال قائد الجناح العسكري للاخوان والذي قتل في ٢٠١٦ وهذا التيار لايستبعد خيار العنف وسيله لتحقيق اهدافه وهو المعلن حديثا باحتضان الدوله التركيه التي لن تكف عن المناكفة السياسيه مع الدوله المصريه وهؤلاء وسيلتها وهم يجدوا في انفسهم الكفاءه ويتطلعون للفرصه في اعاده كيان الجماعه المنهار وهذا الاسبوع اطلق من لندن قناتين تلفزيونيتين للهجوم علي الدوله المصريه في الوقت الذي تنادي فيه التيارات الاخري بالمصالحه او الاعتزال السياسي وتجميد النشاط وليكن معلوما ان هذا الاصرار الاخواني علي الهجوم علي الدوله المصريه عبر المنصات الاعلاميه يشير الي ان الجماعه الارهابيه قد فقدت ادواتها علي الارض وليس لها مجال الا الاعلام للاستمرار في المواجهه وتجنب الوصول الي مرحله الاستسلام لانها ربما تعرف ان ذلك سيجلب لها في الواقع مزيد من الضربات القاضيه ….في ظل هذه (الديليما ) او الوضع المتشابك والغير مفهوم ستظل الجماعه كيان مخادع مشهور بالجشع السياسي ادواتهم تطويع الدين لاغراضهم فهل سينجح هذا التنظيم في خداع المصريين مره اخري ؟؟ وهل يأمن الطيف السياسي المصري الجماعه ؟؟
الاوضاع الحاليه لا تحتمل تكرار السيناريوهات السابقه في التساهل مع الجماعه حيث دوما كنا نحن المصريون ندفع اثمانا باهظه ثمنا لاحلامهم للوصول للسلطه ونحن في غني عن اي عبث سياسي ونحن في مرحله حرجه من تاريخ البلاد نتطلع فيها لبناء الجمهوريه الجديده بادوات عصريه وهو ما نجحنا فيه مع قيادتنا حتي الان او علي الاقل نكاد .
مع تحياتي
محمود صلاح قطامش
مصر تلاتين