أخبار مصر

جنود مجهولون في اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.. من الصبي «عبدالرسول» للعلماء

لا يزال الفرعون توت عنخ آمون رمز فخر وإعجاب للعالم، حيث يُعد من أصغر ملوك مصر وبالرغم من أنه ليس أعظم ملوك مصر كرمسيس الثاني صاحب الفتوحات العظيمة ولا حتى اطولهم جلوسا على العرش، ولكن تكمن شهرته حول العالم لأسباب تتعلق باكتشاف كنوز مقبرته التي أثارت دهشة العالم أجمع، كما تسببت وفاته في عمرٍ مبكر في غموض لدى البعض، خاصةً بعد الكشف على جثمانه، ووجود آثار لبعض الكسور في منطقة الفخذ والجمجمة.

مقبرة توت عنخ آمون كانت كشفًا حيّر العالم، كان وراءه جنود مجهولون من الطفل الذي تعثر ليجد الكشف الذي ظل كارتر يبحث عنه لسنوات، وحتى العلماء الذين فحصوا جسد الفرعون العليل ليفكوا لغز وفاته، وتسبب كارتر في تحطيم المومياء.

الكشف عن المقبرة ومخطوطات

وعن جهود عمال الحفائر، قال الدكتور الحسين عبد البصير مدير الآثار بمكتبة الإسكندرية: «كشفت صور تم التقاطها لعملية الكشف عن المقبرة ومخطوطات في منزل كارتر الموجود حتى الآن في البر الغربي بالأقصر عن جهود جنود مجهولين في الكشف العظيم، ونفت الاعتقاد بأن كارتر هو البطل الوحيد في قصة اكتشاف المقبرة، وسلطت الضوء على مساهمة العديد من العمال المصريين المهرة في ذلك، والذين غالبا ما يتم تجاهلهم، منهم نحو 50 عاملا وعشرات المساعدين لم ترد أسماؤهم بخلاف أربعة رؤساء عمال مصريين هم أحمد جرير، جاد حسن، حسين أبو عوض وحسين أحمد سعيد، ذكرهم كارتر وشكرهم من قبل في منشوراته».

وتابع: «ومع ذلك لا يمكن التعرف عليهم من بين العمال في الصور كما كشفت صورة لطفل صغير قيل إنه حسين عبد الرسول يرتدي قلادة توت عنخ آمون الشهيرة عن دوره في الكشف ابذي ظل كارتر عشر سنوات يبحث عنه ووجده الطفل حين تعثر في درج المقبرة».

قناع ذهبي

وأضاف: «من أبرز ما في المقبرة قناع ذهبي وجد ضمن مقتنيات مقبرته، يبلغ وزنه نحو 11 كجم، وتتدلى منه لحية مستعارة وقناع للصدر، وبالرغم من هذه الشهرة إلا أنَّ بعض الخبراء اختلفوا حول ملكية توت لهذا القناع، إلى أن حُسم الأمر ببعض الأدلة التي تنسب التاج للفرعون الذهبي، والتي تنص على أن مومياء توت ذات آذان مثقوبة، فضلا عن وجود بعض الحُلي الملكية بداخل المقبرة، وهذا كفيل لإثبات صحة التاج لآمون».

وواصل: «ظهرت مقبرة توت في أبهى منظر بعدسة المصور بيرتون، والذي أخرج للعالم جمال مقتنيات مصر القديمة، وجعلها تحظى بهذا الشغف العالمي الذي نراه إلى الآن، فقد عثر عليها بعد مزيد من البحث الجاد لكارتر أثناء رحلة استكشافية بوادي الملوك».

وأشار إلى أن توت كان حديث العديد من علماء المصريات في كتاباتهم، لأن ما تركه من كنوز تاريخية وحربية، جعل لاسمه صدى في آذان العالم.

من جهتها، قالت الدكتورة سحر سليمـ، أستاذ الأشعة بجامعة القاهرة إن الصور الفوتوغرافية لم تكن فقط من كشفت أسرار الكشف، ولكن أيضا صور الأشعة المقطعية التي فسرت لنا الكثير ونفت كثيرا من النظريات، منها أن توت عنخ آمون لم يمت مقتولا كما ادعى البعض وأن ما أصابه وحطم مومياءه ليست إلا قطعا كان ناتجا عن محاولات كارتر انتزاع القناع الذهبي الذي التصق بالجسد، وعرّض المومياء للشمس، ثم عاد ومزق الجسد لنحو 6 أجزاء حتى نجح في انتزاع القطعة الذهبية.

وتابعت أن الدراسات أثبتت التي أجريت على المومياء أنه مات بمرض الملاريا نتيجة للدغ البعوض، كما كشفت أنه كان عليل الجسد يعاني من إعاقة في القدم، وهو ما فسر وجود عشرات العصي، وهو أيضا ما يفسر سبب الصورة الشهيرة له على كرسي العرش جالسا وزوجته تدهن جسده العليل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *