«حواس» يكشف أسرارًا عن سرقة مقبرة توت: كارتر نهب 19 قطعة وأهداها لمتحف بنيويورك
قال الدكتور زاهي حواس عالم المصريات ووزير الآثار الأسبق، إن اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، أهم كشف أثري بلا منازع خلال القرن العشرين، مشيرا إلى أن أسرار الفرعون الشاب لم تكشف بعد وأن آثاره لا تزال تحوي المزيد من الأسرار.
وأكد عالم المصريات، في حواره لـ«الوطن»، أنه لولا أن اكتشاف المقبرة حدث في ضخم استقلال مصر عن الاحتلال البريطاني، لكانت كل الآثار التي جرى اكتشافها موضوعة في المتحف البريطاني الآن، وإلى نص الحوار..
في البداية.. لماذا يعتبر اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون أهم كشف أثري؟
يعتبر توت عنخ أمون، أهم اكتشاف أثري حدث منذ القرن العشرين، فهي أول مقبرة ذهبية كاملة تُكتشف وبها 5383 قطعة، وكان الحظ حليف الفرعون الشاب توت عنخ آمون في مماته أكثر من حياته، إذ حدث فيضان جارف أغلق المقبرة ومنع اللصوص من الوصول إليها لمئات السنين ليس ذلك فقط، فتاريخ الكشف كذلك كان وراء احتفاظ مصر بتلك الكنوز كاملة، فلولا أن الكشف كان في عام 1922 في خضم استقلال مصر عن التاج البريطاني، لأصبحت كل هذه الآثار في المتحف البريطاني.
هذا بخلاف ما فعله «لبيير لاكو» الذي كان يدير مصلحة الآثار، وكان له فضل كبير في أن تبقى الآثار في مصر، حيث لغى قانون القسمة، والذي كان يعطي للبعثات الأجنبية الحق في اقتسام ما يجدوه من آثار.
ما حقيقة أخذ هارد كارتر مكتشف المقبرة بعض القطع الأثرية عقب اكتشاف المقبرة؟
هذا صحيح.. يوجد 19 قطعة أهداها كارتر لمتحف مترو بوليتان للفنون بنيويورك، بجانب أن هناك تمثال «نفرتوم» تم نقله من مقبرة توت عنخ أمون لمقبرة رمسيس الثاني، إضافة إلى أنه كان يهدي آثارا من المقبرة للناس، فأهدى مجموعة آثار للورد كارنارفون ممول عملية التنقيب عن المقبرة ولجاردنر مترجم الهيروغليفية داخل المقبرة، والذي كان أول من كشف استيلاء كارتر على بعض القطع بعدما أعاد ما أهداه كارتر له، وندد بأن كارتر ليس من حقه أن يهدي شيء ليس ملكه.
هل دمر كارتر المومياء في أثناء الاكتشاف؟
هذا حدث بالفعل، ولو كنت مكانه لفعلت ذلك، لأن القناع الذهبي كان لابد أن ينتزع من وجه توت عنخ أمون ولم يكن من الطبيعي بأي شكل من الأشكال أن يظل ملتصقا بجسد المومياء وقد حاول كارتر بكل الطرق أن ينتزعه مرة بتعريض المومياء لشمس الأقصر، ومرة أخرى باستخدام مشارط الجارحين.
عن ماذا كشف تحليل الحامض النووي للمومياء وهل هناك المزيد قريبًا؟
كشف التحليل الذي قمت به على مومياء توت عنخ آمون أن أبيه أخناتون، وأمه الشابة الصغيرة الموجودة في مقبرة 35 من وادي الملوك، والملكة تي جدته، وأمنحتب الثالث جده، ومازال يتم البحث عن الملكة نفرتيتي وابنتها عنخ إسن أمون.
لماذا لم يكن يظهر توت في حياة أخناتون، وخصوصا على النقوش الشهيرة التي تجتمع فيها الأسرة؟
لا أحد يعرف طبيعة العلاقة بين أخناتون وابنه توت عنخ آمون وهل هذا السبب وراء عودته لعبادة آمون، ولكن احتمال أن يكون المنظر الموجود في مقبرة أخناتون، والتي يمثل سيدة تحمل طفلا صغيرا، هي لأخناتون وأمه.
ما سبب تحنيط توت لمومياوات غريبة الشكل آثارت لغطًا كبيرًا؟
تلك المومياوات لبنات توت عنخ آمون وضعت هذه الأجنة، لاحتمالية إعطائه البركة التي تجعله ينجب في العالم الأخر، أو لأمر أخر يتمثل في موتهم في شهور مبكرة قبل الولادة، لذا دفنوا مع آبائهم داخل المقبرة.
كما أن المبهر في مقبرة توت عنخ آمون ليس فقط عدد القطع، ولكن الألغاز التي تحملها بعض القطع كالخنجر الذي قيل أنه من نيزك فضائي، وصناعة القناع الذهبي المعجزة التي حيرت العالم ومقتنياته الفريدة من حذائه وحنى أكبر المقاصير.
هل هذا يدلل على أننا كنا نملك علما متقدما في ذلك الوقت؟
ليس ذلك على الإطلاق، حيث أن صناعة الخنجر والقناع ليست بالأمر الصعب على صناع مصر المهرة، فنحن لدينا أمهر الصناع في العصر الحديث يصنعون بأيديهم تحف تماثل تلك الفرعونية وبنفس طريقة الصناعة، في عصر توت عنخ آمون ،فإيمان الفراعنة بالعالم الآخر جعلتهم يبدعوا هذه الحضارة العظيمة.
رغم صغر سنه، توت عنخ أمون استطاع أن يعيد ديانة أمون، فكيف ذلك؟
ليس هو من فعل ذلك، فقد كان يبلغ من العمر 9 سنوات، ولكن وزيره آي والذي صعد على العرش بعد وفاة توت عنخ آمون هو من فعل ذلك.
وهل آي هو من قتل توت عنخ أمون ليستولى على عرشة؟
توت لم يقتل، بل توفى إثر حادث، بجانب أنه مصاب بالملاريا، وسيتم إثبات ذلك قريبا .