«ناشيونال جيوغرافيك العربية» تحتفي بالعاصمة الإدارية: المصريون يواصلون إبهار العالم
إن لم تزر القاهرة منذ سنوات فسجد صعوبة في معرفتها بعد تغيرات هائلة طالت أكبر مدن الشرق الأوسط جعلتها مختلفة لناظريها.. هكذا احتفت مجلة “ناشونال جيوغرافيك العربية” في عددها الأخير بالتحولات العمرانية والنهضة في مصر.
وخصصت المجلة ذات الصيت العالمي غلافها لمصر متحدثة عن العاصمة الإدارية الجديدة وكنوز الملك الصغير توت عنخ أمون.
لقد أصبحت العاصمة الإدارية الجديدة حديث العالم اليوم.. وتذكر مجلة “ناشيونال جيوغرافيك العربية” أن هذه المدينة، قيد التشييد، تتموقع في قلب خطط التحديث الطموح بمصر، وسيتلألأ ما كان صحراء بآلاف المساكن الجديدة.
فهنا، سيكون كل شيء منظمًا ومصقولًا.. وعملاقًا: أطول مبنى إداري في إفريقيا؛ أكبر مسجد في القارة وأكبر كاتدرائية؛ ومنطقة تجمع عام يبلغ طولها ضعف طول حديقة “سنترال بارك” بمدينة نيويورك.
وسيكون هناك كثير من مرافق الترفيه أيضًا: متاحف ومطاعم ومراكز تسوق ودار أوبرا رخامية فخمة ومكتبة تضم أكثر من خمسة ملايين كتاب.
وستكون زيارة القاهرة والمنتجعات الشاطئية من هنا يسيرة بفضل نظام سككي حديث بقطارات فائقة السرعة.
أما عن سبب قيام مصر بذلك، فإن متحف العواصم يقدم أحد مفاتيح الإجابة.
ففضلًا عن التماثيل الرخامية الضخمة لحكام مصر التاريخيين المعروضة بشكل بارز في الطابق الأول، يقف تمثال برونزي بالحجم الطبيعي للرئيس “عبد الفتاح السيسي” منعزلًا في الطابق الثاني. ومن السهل أن يغفل المرءُ عن وجود هذا التمثال، لأنه ليس موضوعًا على قاعدة كبيرة وبعيد عن حركة العابرين.
ومع ذلك، فإن وجودَه مؤشرٌ إلى أن الزعيم المصري قد ربط إرثه بتأسيس عاصمة جديدة.
ومن المَشاهد المعبِّرة أيضًا، موضع تمثال السيسي الموجّه إلى خارج المتحف، حيث يوجد صنيعُه، وهو يشرف باهتمام على كيفية تشكيل مصر المعاصرة وعلى طريقة سرد قصتها.
خطة جرئية ترسم المستقبل المشرق لمصر:
إن خطة السيسي الجريئة -التي أطلقها في عام 2015- لنقل مقر الحكومة والسفارات والحي المالي بأكمله إلى العاصمة الإدارية الجديدة، قد دخلت حيز التنفيذ منذ مدة.
فزُهاء عُشر القوى العاملة الحكومية يقيمون بالفعل في العاصمة الإدارية الجديدة؛ وقد ينتقل الرئيس إلى القصر الجديد هناك في نهاية العام المقبل.
وهذه الهجرة الجماعية التي حثت عليها الحكومة هي جزء من إعادة تشكيل أكبر لمصر يقودها السيسي، والتي تتضمن نقل ملايين المواطنين إلى المدن المشيَّدة حديثًا، وإنشاء شبكة نقل متطورة من شأنها أن تربط سكانًا من القاهرة بالمناطق الزراعية في “دلتا النيل” ومن ثم جميع المناطق الممتدة عبر الطريق إلى ساحل المتوسط، على بعد 225 كيلومترًا.
من ناحية، نبع قرار السيسي بنقل العاصمة من القاهرة -مقر الحكومة منذ أكثر من ألف سنة- من الاعتراف الرصين بأن المدينة قنبلة موقوتة، بحكم أنها غير قادرة على استيعاب سكانها البالغ عددهم 20 مليون نسمة، من دون احتساب الأربعة ملايين الذين يتنقلون ذهابًا وإيابًا يوميًا.