أستاذ علوم بيئية: الكربون السبب الثالث للوفاة بالعالم ويرفع حرارة الأرض
تستضيف مصر مؤتمر تغير المُناخ COP27 في شرم الشيخ «مدينة السلام»، والذي يُعد وسيلةً يُنسق خلالها المُجتمع العالمي، الإجراءات لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، ومنها انبعاث الكربون في الهواء.
الكربون الأسود
قالت الدكتورة إلهام محمود، أستاذة علوم البحار والبيئة، وعضو اللجنة الدولية للتغيرات المناخية بالأمم المتحدة، إنّ الكربون الأسود سبب رئيسي في المشكلات التي تحدث الآن، إذ إنّه يُعد أحد مشتقات الفحم والبترول المستخدمة في المصانع الكبرى، والذي ينتج عنه انبعاثات كثيرة في الهواء.
وأضافت «محمود»، لـ«الوطن»، أنّ الفحم واحدًا من الخمسة الأساسيين المتمثلين في الكربون والميثان الذين يشكّلون غازات الاحتباس الحراري، إذ إنّه مادة صلبة تُستخدم في إنتاج الطاقة؛ لتعمل المصانع الكبرى، من خلال خروجه على شكل أدخنة سمراء، تحتوي معظمها على أكسيد الكربون، الذي يحيط الكرة الأرضية بغلاف يمتص درجات الحرارة ويحتفظ بها.
تأثير الصوبة الزجاجية
وأكدت أستاذة علوم البحار والبيئة، أنّ أكسيد الكربون يشبه «المصيدة»، التي تُحيط الكرة الأرضية بدرجات حرارة، تتشبه بحبس الكرة الأرضية، ما يسمى «تأثير الصوبة الزجاجية»، التي ترفع درجة حرارة الكرة الأرضية إلى درجات ثابتة، مضيفة أنّ العالم حاليا وصل إلى نحو 1.5 درجة مئوية، وهذا ما يسعى إليه الجميع، بألا تزيد الحرارة على درجتين مئويتين.
تأثيرات الكربون الأسود على الصحة
وفي السياق ذاته، قال الدكتور محمود عبدالمجيد استشاري الصدر، إنّ الكربون الأسود يسبب تلوث ينتج عنه إصابة الأشخاص التي تستخدم وقود الفحم، بضيق الشعب الهوائية المزمن، نظرًا لزيادة الذي يصل في مراحله الأخيرة إلى السدة الرئوية، ثم يصل إلى الفشل الكلوي.
وأكد عبدالمجيد، أنّ التلوث يؤثرعلى كل أجزاء الجسم، وتأثيره المباشر على الجهاز التنفسي، ما يصيب الأشخاص بمرض السدة الرئوية، الذي يعد السبب الثالث للوفاة في العالم، وعندما نصل إلى عام 2030 سيصبح ثاني سبب للوفاة.
أعراض مرض السدة الرئوية
وأوضح استشاري الصدر، أنّ أعراض مرض السدة الرئوية الأولى تظهر على الإنسان كالشعور بثقل في الصدر، ونهجان بعد عمل مجهود كبير معتاد عليه، وقد تصل مراحله الأخيرة أن يشعر الشخص بنهجان عند ربطة الحذاء.
وأكد أنّ أكثر الفئات تعرضًا بشكل سريع للتلوث البيئي العام، هم الأشخاص المدخنين، إذ أن عند الوصول إلى عمر الأربعين، يشعرون على الفور بالأعراض، وإذا تم تشخيصها مبكرًا، يساعد على وقف تدهور الحالة، لكن لم يشفَ المريض، وبالتالي فإنّ من الضروري وقف الأفعال السلبية التي تزيد الإصابة بالمرض، ما يؤثر على الحركة والتفكير والكليتين والقلب وكل أجزاء الجسم.