تكريم وحدة السكتة الدماغية بجامعة أسيوط من الجمعية العالمية.. وطبيب: تجربة مصر رائدة
كرمت الجمعية العالمية للسكتة الدماغية، وحدة السكتة الدماغية بقسم الأمراض العصبية في جامعة أسيوط، واستلم شهادة التكريم الدكتور أحمد نصر الدين محمد، أستاذ مساعد أمراض المخ والأعصاب بكلية الطب في الجامعة، ممثلا عن القسم.
من هو الدكتور أحمد نصر الدين؟
وفي حواره مع «الوطن»، قال الدكتور أحمد نصر الدين محمد، أستاذ مساعد أمراض المخ والأعصاب، إنه التحق بكلية الطب، وتخرج فيها عام 2003، وجرى تعيينه مدرس مساعد في عام 2008، وسافر ألمانيا ببعثة في نهايات عام 2011، وعاد إلى مصر في بداية عام 2014، وحصل على دكتوارة في الأمراض العصبية عام 2015، وأصبح أستاذ مساعد في عام 2020، وجرى تعيينه عضوا في المجلس العلمي للزمالة المصرية للأمراض العصبية في عام 2020، مشيرًا إلى أنه ممثل صعيد مصر في هذا المجلس.
وأضاف «نصر الدين»: «الوالد كان قدوة ليّ، وأستاذ في كلية التجارة، وكان رئيس قسم المحاسبة بتجارة أسيوط، وكان عندي طموح وأنا صغير إني أبقى حاجة كبيرة زي والدي، وكان طموحي إني أبقى طبيب، وحبي للقسم زاد بعد السفر إلى ألمانيا وتعرفت على التطورات المستمرة في علاج أمراض المخ والأعصاب، خاصة أنها تحولت من أمراض مزمنة لا علاج لها إلى أخرى يمكن علاجها».
ما هو مؤتمر الجمعية العالمية للسكتة الدماغية؟
مؤتمر الجمعية العالمية للسكتة الدماغية هو أكبر مؤتمر في العالم يستعرض أمراض التجلطات الخاصة بالمخ، وهو الأكبر من حيث عدد المشاركين والمحتوى؛ إذ يحضره مشاركون من كل دول العالم، بواقع 4200 طبيب متخصص في السكتة الدماغية هذا العام، وجرى استعراض الكثير من العلاجات الجديدة للسكتة الدماغية والتطورات الحالية.
ووفقا لتصريحات الدكتور أحمد نصر الدين، فإن الجمعية العالمية للسكتة الدماغية أطلقت في عام 2020 برنامجا اختاروا فيه 30 طبيبا شابا متخصصا في السكتة الدماغية على مستوى العالم، سنهم تحت 45 عاما، بمعايير معينة، مشيرًا إلى أن هؤلاء الأطباء اعتبروا من أفضل الأطباء المتخصصين في هذا المجال على مستوى العالم، حتى يجرى تأهيلهم لقيادة البحث العلمي في مجال السكتة الدماغية.
ولفت أستاذ مساعد أمراض المخ والأعصاب، إلى أن هذه المعايير اللغات، وما إذا كان تلقوا تدريبا في مكان مرموق، أو المشاركة في البحث العلمي، موضحا: «كان لي عظيم الشرف إني أكون الوحيد من مصر الذي يجرى اختياره في هذا البرنامج، وأنا من ضمن 4 أو 5 من قارة أفريقيا، وأبليت بلاءً حسنا ودعيت للمؤتمر العالمي للجمعية العالمية للسكتة الدماغية من أجل التكريم».
محاضرات عن البحث العلمي وعلاج السكتة الدماغية
وأشار الدكتور أحمد نصر الدين، إلى أنه قضى فترة التدريب منذ عام 2020 حتى 2022، ما بين محاضرات عن البحث العلمي وعلاج السكتة الدماغية، وقدم هذه المحاضرات أكبر الأطباء في العالم في مجال السكتة الدماغية، لافتًا إلى أن هذا المؤتمر بمثابة حفل التخرج لـ30 طبيبا شاركوا في البرنامج.
وبحسب الطبيب، شهد هذا البرنامج نجاح 25 من أصل 30 طبيبا، وجرى تكريم الدكتور أحمد نصر الدين، وبدأ رحلته من الآن في الجمعية العالمية للسكتة الدماغية، للمشاركة في تطوير منظومة علاج السكتة الدماغية.
وأوضح أستاذ مساعد أمراض المخ والأعصاب، أن السكتة الدماغية هي جلطة المخ؛ إذ يوجد شريان واصل لمنطقة معينة في المخ، جرى سده عن طريق جلطة، وعندما يحدث ذلك لا يصل الدم إلى جزء من المخ وتتوقف عن العمل، وهذه المنطقة في العادة يكون لها وظيفة، مثل التحكم في الحركة أو الإحساس أو الكلام، وهذا ما يظهر في الشخص في صورة عدم القدرة على الكلام أو الحركة أو المشي.
ونوه الدكتور أحمد نصر الدين، إلى أن السكتة الدماغية تعني أيضا حدوث نزيف في المخ؛ إذ قد ينفجر شريان، وعلى إثر ذلك يتعرض المخ لنزيف، وهو عبارة عن تجمع للدم في المخ، ما يؤدي إلى التأثر في المشي والحركة والكلام، وقد يكون قاتلا.
الجديد في العلاجات وجود حقنة الجلطة
ولفت «نصر الدين» إلى أن الجديد في العلاجات هو وجود حقنة الجلطة، وهناك تطور في هذا المجال، دعمته الحكومة المصرية؛ لأن مشكلة هذا العلاج ضرورة الحصول عليه في أول 4 ساعات ونصف، كما أنه غالٍ، موضحا أنه يحتاج إلى 2 أمبول، تكلفة الواحد 5 آلاف جنيه، أي أن تكلفة العلاج 10 آلاف جنيه، ومنذ عام 2018 أصبحت الحكومة المصرية تدفع تكلفة العقار، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.
التجربة المصرية في علاج السكتة الدماغية كانت رائدة
وأكد أستاذ مساعد أمراض المخ والأعصاب، أن التجربة المصرية في علاج السكتة الدماغية كانت رائدة: «عندما دُعيت في مؤتمر بنيجيريا، وهو عبارة عن اجتماع للأطباء الأفارقة المتخصصين في السكتة الدماغية واستعرضت معهم التجربة المصرية، وأنها تجربة ملهمة وأعجبوا بها، والأفارقة يستعينون بالخبرات المصرية في علاج السكتة الدماغية».
وأضاف: «هناك أيضا علاج الجلطة عن طريق القسطرة المخية، مثل قسطرة القلب، لكن ما زال هناك المزيد من الوقت لإقرار هذا العلاج؛ لأنه مكلف جدا، بواقع 70 أو 80 ألف جنيه، كما أن عدد الأطباء المدربين على هذه الطريقة ليس كبيرا ونحن في طور التدريب».
واستطرد الطبيب: «شاركت في أبحاث علمية كثيرة، منها اثنين نشرتهما مؤخرا، الأول في واحدة من أكبر المجلات المتخصصة على مستوى العالم في مجلة السكتة الدماغية، وكان مع أكبر المتخصصين، على رأسهم الرئيس الحالي للجمعية العالمية للسكتة الدماغية، والرئيس الأسبق للجمعية العالمية للسكتة الدماغية، وبعض الزملاء في جامعة هارفارد وغيرها، وتطرق هذا البحث إلى عوائق تلقي علاج المذيب في السكتة الدماغية والفروق بين أسعار الدواء في مختلف أنحاء العالم، ومطالبة الشركة المنتجة بتوفير العقار بسعر أرخص للدول ذات الاقتصاد الضعيف».
مطالبة بتوفير وحدة سكتة دماغية مجهزة بكل مركز في الصعيد
وشدد الدكتور أحمد نصر الدين، على ضرورة أن يكون هناك في كل مركز بصعيد مصر وحدة سكتة دماغية مجهزة، مشيرا إلى أنه «بدأت مع زملائي هذا الأمر، وافتتحنا وحدة للسكتة الدماغية في مستشفى ملوى، وهو مستشفى تابع لأمانة وزير الصحة، وهناك مريض حصل على العقار المذيب للجلطة، بدلا من أن يقطع مشوارا لأسيوط أو المنيا ويضيع الوقت، أي أننا قربنا المسافة على الناس، ونحاول زيادة عدد وحدات السكتة الدماغية في مستشفيات الوزارة، ويجب أن يكون لكل مركز كبير مكان مؤهل لإعطاء العقار المذيب للجلطة، بحيث نوفر الوقت على المرضى ونحسن من مستوى الخدمة المقدمة للمرضى».
وأكد أن هذا المرض من الأكثر انتشارا في مصر، ونحن من أكثر دول العالم إصابة بجلطات المخ، خاصة في الأعمار الصغيرة، والعجز الناتج عن هذا المرض درجته كبيرة، وهذا أسوأ من الموت، والوقاية تكون عن طريق اتباع سنن الأكل الصحي وتقليل الدهون وممارسة الرياضة، والحرص على ضبط نسبة الضغط والسكر والمشي نصف ساعة يوميا.