آراء وتحليلات

كلمة العدد ١٢٨٥ ((من مهرجان التعهدات الي مؤتمر التنفيذ ))

يكتبها د.محمود قطامش

يجتمع في مصر الان وفي شرم الشيخ تحديدا وفي كوب ٢٧ أكبر حشد دولي لمؤتمر المناخ من ٢٨ عاما علي دخول اتفاقية الامم المتحده الاطاريه بشأن تغيير المناخ حيز التنفيذ والتي كان دافعها طموح بسيط لكنه معقد التنفيذ وهو في ابسط توصيف (( منع التدخل البشري الخطير في النظام المناخي )) حيث تجمع في شرم الشيخ اكثر من ٣٠ الف مندوب من ١٩٧ دوله صادقت علي هذه الاتفاقيه من اجل مناقشة التغيير المناخي وماينبغي ان تعتمده بلدان العالم من سياسات واستراتيجيات مستدامه لمواجهة الاضرار الناجمه عن التغييرات المناخيه مثل الاحتباس الحراري وزيادة الانبعاثات الكربونية وسبل معالجتها بشكل عاجل حيث يجب تخفيض الانبعاثات بنسبه ٤٥٪؜ بحلول عام ٢٠٣٠ للحد من ارتفاع درجة الحراره الي 1.5 + درجه مئويه .

ففي تقرير كان اعده برنامج الامم المتحده للانبعاثات ذكر وبشكل واضح ان نافذة الفرص علي وشك الاغلاق وقدم مايعتبره المراقبون جرس تنبيه لكل المهتمين بشئون البيئه والمناخ واوضح ان الاثار السلبيه لتغيير المناخ تصبح اكثر حده كل عام وانها تجلب مزيدا من البؤس والالم لمئات الملايين من البشر في جميع انحاء العالم اضافه الي عواقب اشد في الافق فالعالم لابد ان يتعامل مع هذا الامر علي انه في حالة طوارئ مناخيه والتخلي عن المماطله في تنفيذ الوعود والتعهدات .

فالامر يكمن في حل اللغز الكبير وهو كيفية الحفاظ علي امدادات الطاقه اثناء الانتقال الي مصادر الطاقه المتجدده والامور تسير سنويا ومن مؤتمر الي اخر والدول الصناعيه الكبري لا ترغب في ازعاج نفسها بالوفاء بالتعهدات للوصول الي تقليص الفجوه بين الانبعاثات الموعوده والفعليه للوصول الي درجة الحراره المثاليه بحلول عام ٢٠٣٠ حسب اتفاقية باريس .

المؤتمرات السابقه ومنذ عام ١٩٩٤ لم تكن الا مهرجان في الوعود والتعهدات ومن هنا جاءت الاهميه للمؤتمر المنعقد في مصر حيث رفعت مصر عنوانا للمؤتمر علي انه مؤتمر التنفيذ والوفاء بالتعهدات حيث اعدت مصر الكثير من اوراق وبرامج التنفيذ والمشروعات التي من شانها ان تشكل حلا للتحول الي الطاقه التطبيقيه الخضراء لخفض الانبعاثات الحراريه وغيرها من المشروعات التي سيتم الافصاح عنها خلال المؤتمر فهناك من المشروعات التي تم الافصاح عنها الشراكه المصريه الاماراتيه لبناء اكبر مزرعه رياح في العالم اضافه الي الشراكه العمانيه السعوديه للدخول في مشروع محطة رياح السويس في مصر وغيرها علي طريق التنفيذ والانجاز وليس استمرارا لوعود سابقه والتحول التدريجي الي الاقتصاد الاخضر .

ولا شك ان الاعداد المصري الجيد لهذا الموتمر يصب في خانة نجاحه وان نجاح مصر في هذا الامر هو هديه للبشريه والحضاره الانسانيه وللاجيال القادمه التي ترهن وجودها بما نفعل وما يتم انجازه الان علي ارض الواقع في هذا الامر .

ولكم تحياتي

محمود صلاح قطامش

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *