محمود ترك يكتب: 30 سنة على رحيل صلاح قابيل.. أمنية تحققت ومهنة قاسية
قبل مسرحية “اللص والكلاب” عام 1965 كان الفنان صلاح قابيل يكتفي بالقراءة والمتابعة للحالة الفنية وقتها، رغم أنه كان تخرج في معهد التمثيل قبلها بـ7 سنوات لكن ظروف عدم وجود مسارح في قريته الصغيرة بمحافظة الدقهلية، وابتعاد الفرص الحقيقية عن طريقة حالت بينه وبين تحقيق حلمه في التمثيل.
صلاح قابيل الذي تمر اليوم الذكرى الـ30 لرحيله، إذ توفي عام 1992، لم يصعد سلم النجومية مرة واحدة، بل من أدوار صغيرة لم يلحظها القطاع الأكبر من الجمهور طرق بها أبواب أدوار أكثر ليكسب ثقة المخرجين واحدًا تلو الآخر ويعطيه كل منهم مساحة أكبر في العمل التالي.
“الفن مهنة صعبة وقاسية”.. بهذه الجملة لخص صلاح قابيل في إحدى حواراته المتلفزة مشواره الفني، موضحًا أن مواصفات الفنان الحقيقي تفرق عن أي شخص آخر، فهو ليس موظفا أو صاحب شركة، والمحك الأصلي في هذه المهنة يتمثل في رضاء الجمهور، وذلك لا يأتي بسهولة.
يؤمن صلاح قابيل بأن الفنان قد يقدم أعمالا لمدة سنوات طويلة ولا يظهر جليا للجمهور إلا بعد سنوات ممتدة قد تصل إلى 20 سنة من العطاء، مثلما حدث مع الفنان الكبير شفيق نور الدين الذي عمل كثيرا في الفن لكن لم يظهر إلا في توقيت معين بشكل ما.
صلاج قابيل في الراقصة والسياسي
صاحب شخصية “خالد مدكور” في الفيلم الأشهر “الراقصة والسياسي” بطولة نبيلة عبيد، يدين بالفضل إلى مسرح التليفزيون الذي ظهر الستينيات من القرن الماضي، وبدأ العمل به عام 1963 من خلال مسرحيات كثيرة، لكنه لفت أنظار المخرجين بعد دوره في مسرحية “اللص والكلاب”، ليتحمس له المخرج حسن الإمام ويقدمه في دور “عباس الحلو” في رائعة نجيب محفوظ “اللص والكلاب” ليبستم الحظ له ويبدأ مشواره نحو النجومية الخاصة.
نجاح الفنان لا يتوقف فقط على “شطارته” بل توفيق من الله يجعل قلوب الجمهور تُفتح له، وما عليه بعد ذلك سوى أن يجتهد لتقديم الأفضل، الأمر الذي أجاده صلاح قابيل ليقدم العديد من الأعمال والشخصيات المميزة ومنها فهمي عبد الجواد في “بين القصرين”، وعباس برعي في “نحن لا نزرع الشوك”، وحسن زيدان في “زينب والعرش”، وعباس في “قضية سميحة بدران”، ومثلما قدم أدوارا درامية جادة، أجاد في رسم البسمة على وجوه الجمهور بأدوار كوميدية خفيفة ومنها شخصية عمر في مسلسل “بكيزة وزغلول”، و”ثابت” في مسرحية “يوم عاصف جدا”.
بهذه الأعمال تحققت أمنية صلاح قابيل التي كان أعلن عنها في السنوات الـ10 الأولى من انطلاقته الفنية وبعد تحقيقه شهرة داخل مصر، إذ قال: بعد فترة الكفاح نفسي المتفرج العربي يعرفني جيدا .. لا اطمع في ان يعرفني الجميع ويكفيني القليل.