أخبار دولية

الامين العام للجامعة العربية يدعو إيجاد حلول مستدامة تركز على الاستثمار في تنمية البنية التحتية للتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية وتعزيز القدرة المجتمعية على الصمود في الصومال

 

القاهره هناء السيد

أكد الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط ” ان تسارع تدهور الوضع الإنساني بشكل ملحوظ في أقل من عشر سنوات فى الصومال يتطلب التفكير بطريقة غير تقليدية، وتبني مقاربات جديدة بخصوص التعامل مع هذا النوع من الأزمات المركبة . جاء ذلك فى كلمة احمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في اجتماع كبار المسئولين حول الجفاف، الأمن الغذائي وتعزيز القدرة على الصمود مع تغير المناخ في الصومال الذي بدا بالجامعة العربية اليوم

واضاف الامين العام للجامعة العربية ان هذه الأزمات لا تتطلب تأمين المساعدات الإنسانية فحسب؛ بل تستوجبُ إيجاد حلولٍ مستدامةٍ فعالةٍ تركز على الاستثمار في تنمية البنية التحتية للتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية وتعزيز القدرة المجتمعية على الصمود، وتوفير الخدمات الأساسية، لاسيما وأن آثار الجفاف وتبعاته سوف تستمر لفترة طويلة كما هو متوقع.
وقال ابو الغيط ” انه بدون وجود استراتيجية شاملة تعالج احتياجات الغد القريب والبعيد، بالاعتماد على التوقعات الرصينة التي توفرها المنظمات العاملة في الميدان بجهد كبير ومقدر… بدون ذلك سيظلُ الشعبُ الصومالي يعاني دورياً من مهددات الأمن الغذائي، ودورات جفاف، وفيضاناتٍ، وتصحرٍ، وتقلص غابات، ونزوحٍ حاد وضاغط على الموارد الآخذة في التراجع بسرعة تحت وطأة تغيرات المناخ.

واوضح ابو الغيط ” بان دعوة جامعة الدول العربية لاجتماع اليوم نابعة من قلق عميق يعتري الوطن العربي والمجتمع الدولي بمحنة الشعب الصومالي الشقيق في ظل أزمة الجفاف التي تعد الأسوأ من نوعها بعد عدم هطول الأمطار لخمسة مواسم متتالية مما ألحق الضرر بحوالي 8 مليون شخص أي ما يعادل نصف السكان؛ أغلبهم من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد وخطر الموت.. وهؤلاء في حاجة ماسة إلى مزيد من الدعم لمواجهة “حالة الجفاف التاريخية” التي تُنذر بوقوع مجاعة مأساوية غير مسبوقة لن تكون تكراراً للمجاعة التي وقعت عام 2011 فحسب؛ بل قد تكون أسوأ بكثير إن لم نتحرك بالشكل المطلوب.

وشدد ابو الغيط ” على ان الاحصاءات تشير إلى أن عدد الأشخاص الذين يعيشون في ظروف ما قبل المجاعة أو الشبيهة بالمجاعة في الصومال قد زاد بنسبة خمسة أضعاف منذ بداية العام، وأن النزوح الداخلي مستمر، والصراع على الموارد الشحيحة يهدد السلم والأمن المجتمعي والسياسي في الصومال على نحو بالغ الخطورة ؛ مذكرا بانه في عام 2011، وقعت نصف الوفيات في الصومال قبل إعلان المجتمع الدولي تحقق شروط وجود مجاعة في هذا البلد.. الوقت له ثمن باهظ في هذه الظروف، وتأخير الاستجابة يعني اعداداُ أكبر من الضحايا ومستوى أعلى من المعاناة والخسائر.

وقال ابو الغيط ” إن جامعة الدول العربية تتابع بكل تقدير الجهود الكبيرة التي تبذلها المنظمات الدولية والعربية في الصومال منذ عقود ؛ معربا عن ارتياحه لان مشروع جدول أعمال اجتماع اليوم الذي سيبحث عدداً من المسائل والقضايا الهامة المتعلقة بالوضع في الصومال منها الاستجابة العاجلة والمتناسقة في المناطق المهددة بالمجاعة وتوفير المساعدات الإنسانية الملحة، وتعزيز قدرة الصمود مع تغير المناخ في الأجلين القصير والطويل وفقاً للاستراتيجية الصومالية لإدارة الموارد المائية – وهي الاستراتيجية التي دعمتها القمة العربية الشهر الماضي في الجزائر ؛ الى جانب النظر في الاستثمارات المطلوب توفيرها في البنية التحتية الصومالية بما يمكنُها من تطويرِ أنظمة إنذارٍ مبكر مستدامة واستراتيجية للحد من مخاطر الكوارث في الصومال ؛ و التوعية بإمكانيات الصومال في تحقيق الأمن الغذائي في العالم العربي لما يملكه من ثروات سمكية وحيوانية وغيرها ؛ و العمل على تطوير استراتيجية شاملة لتنسيق الجهود المستقبلية.

واشار الامين العام فى كلمته الى حجم المصاعب التي تواجهها الحكومة الفيدرالية الصومالية بعد عقود من غياب الدولة ؛ مؤكدا أن دور الحكومة سيظل رئيسياً في أي عمل مستقبلي.. وأقدرُ عالياً إنشاء فخامة الرئيس حسن شيخ محمود، بعد يوم واحد فقط من توليه المسؤولية، منصب المبعوث الخاص الرئاسي للشؤون الإنسانية والجفاف – الذي يشاركنا اليوم هذا الاجتماع الهام.. كما تم تشكيل وكالة لإدارة الكوارث في الحكومة الصومالية من أجل تسهيل وتنسيق جهود الإغاثة وإنقاذ الأشخاص المنكوبين؛ بالإضافة إلى إنشاء لجنة مشتركة فيما بين الوزارات لمواجهة الجفاف.

وتحدث فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كل من عبد الرحمن عبد الشكور مبعوث رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية حسن شيخ محمود للشؤون الإنسانية والجفاف،وكذلك آدم عبد المولى نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصومال – والمنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للصومال.
انتهى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *